تعقد أحزاب المعارضة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك الثاني في حكومة الوحدة الوطنية اجتماعا أمس لبحث الموقف من مقاطعة الانتخابات المقررة الشهر المقبل بعد رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم دعوات إلى تأجيلها. وبحسب الناطق الرسمي باسم تحالف المعارضة في حديثه للجزيرة نت فإن اتجاه مقاطعة الانتخابات هو الأقرب للتحقق بعدما فشلت مسببات الأحزاب في إقناع المؤتمر الوطني الحاكم بالعدول عن موقفه الرافض للتأجيل . وتحكم القوى السياسية السودانية ثلاثة اتجاهات حول الانتخابات هي إقامتها في موعدها وهو ما يتمسك به حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، أو تأجيلها إلى نوفمبر المقبل، أو الانسحاب منها بحسب موقف قوى المعارضة والحركة الشعبية ومسلحي دارفور. وكان مسؤول كبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان قد هدد الثلاثاء بانضمام حركته إلى أحزاب المعارضة التي تنوي مقاطعة الانتخابات إذا لم يستجب لمطالبها بتحقيق الشروط اللازمة لضمان نزاهة الانتخابات وحريتها. وقال الأمين العام للحركة باقان أموم إنه (إذا قاطعت الأحزاب السياسية بالشمال الانتخابات دفاعا عن الانتخابات الحرة والنزيهة في الشمال فستنضم الحركة إليها). وأضاف أن البشير يهدد أهل جنوب السودان بعرقلة حقهم في إجراء الاستفتاء المقرر بداية 2011 (وهذا موقف بالغ الخطورة) جاءت هذه التطورات في حين أعلنت مؤسسة الرئاسة السودانية تأجيل اجتماع لها كان مقررا الثلاثاء لمناقشة مذكرة قوى تحالف الأحزاب السودانية التي تطالب بتأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة قومية. وقالت مصادر مطلعة إن خلافات الشريكين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني أدت إلى تأجيل الاجتماع إلى أجل غير مسمى. وكان الرئيس البشير قد استبق اجتماع الرئاسة برفضه تأجيل الانتخابات المقررة الشهر المقبل (ولو ليوم واحد), وهدد بأن الحركة الشعبية إذا رفضت قيام الانتخابات فإنها ترفض بذلك قيام الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان. وأضاف البشير في كلمة له أمام حشد بالخرطوم أنه لا يحق لأي فئة أن تعطل حقوق الشعب السوداني. وتعهد بأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة. وانتخابات أبريل وهي أول انتخابات برلمانية ورئاسية تعددية منذ 24 عاما والاستفتاء على الانفصال المقرر إجراؤه في الجنوب في يناير عام 2011 من البنود الأساسية لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي تم التوصل إليه عام 2005. وتقول المعارضة السودانية بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان إن الانتخابات لا يمكن أن تكون حرة ونزيهة لكن تحذير البشير رسالة واضحة إلى الحركة لكي تنأى بنفسها عن المعارضة التي هددت بعض جماعاتها بمقاطعة الانتخابات.