تألق سعودي باهر في «معرض جنيف»    عشرات الموهوبين ينتقلون للمرحلة الثانية من "مصنع الكوميديا"    نائب أمير مكة يطلع على تمويلات التنمية الاجتماعية    أمير الرياض يحضر احتفالية البنك الإسلامي للتنمية باليوبيل الذهبي    الإبراهيم: المملكة منصة عالمية للنقاش والابتكار والأعمال    منتدى الرياض يناقش الاستدامة.. السعودية تتفوق في الأمن المائي رغم الندرة    دشن أسبوع البيئة بالمنطقة.. أمير الباحة يؤكد أهمية الغطاء النباتي    «رابطة العالم الإسلامي» تُعرِب عن قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    مطار الملك خالد يوضح ملابسات انحراف طائرة عن المدرج الرئيسي    وزير الإعلام يبحث التعاون مع أرمينيا    اللجنة الوزارية العربية تبحث تنفيذ حل الدولتين    " ميلانو" تعتزم حظر البيتزا بعد منتصف الليل    الفيحاء يتوّج بدوري الدرجة الأولى للشباب    الأهلي بطلاً لكأس بطولة الغطس للأندية    وزير الخارجية يبحث مستجدات غزة    النصر والنهضة والعدالة أبطال الجولة الماسية للمبارزة    تتضمن ضم " باريوس" مقابل "فيجا".. صفقة تبادلية منتظرة بين الأهلي وأتلتيكو مدريد    الأرصاد تنصح بتأجيل السفر برّا لغير الضرورة    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    آل طيب وآل ولي يحتفلون بزفاف أحمد    اللواء الزهراني يحتفل بزفاف نجله صلاح الدين    منصور يحتفل بزواجه في الدمام    فيصل بن بندر يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر ويستقبل مجلس جمعية كبار السن    دولة ملهمة    ديوانية الراجحي الثقافيه تستعرض التراث العريق للمملكة    النقد وعصبية المسؤول    مهنة مستباحة    فئران ذكية مثل البشر    إستشاري يدعو للتفاعل مع حملة «التطعيم التنفسي»    غزة.. النزف مستمر والمجاعة وشيكة    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    تعليق الدراسة اليوم الاثنين بالمدينة المنورة    ميتروفيتش ومالكوم يشاركان في التدريبات    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    شوبير: صلاح يقترب من الدوري السعودي    محمية الإمام عبدالعزيز تشارك في معرض أسبوع البيئة    د. اليامي: إهتمام القيادة بتنمية مهارات الشباب يخفض معدل البطالة    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    أمير المدينة المنورة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب في دورته ال 12    هاكثون الأمن السيبراني بالتعاون مع "موهبة"    %47 من الذكور تلقوا العلاج على نفقة وزارة الصحة    المصاعد تقصر العمر والسلالم بديلا أفضل    أمير الرياض يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر    جائزة الأميرة صيتة تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    صحن طائر بسماء نيويورك    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    المسلسل    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كنا نداعب النجوم ونسير مع القمر ونرسم أحلامنا على جداره
نجيب بن عصام يماني يتجول في محطات حياته مع (الندوة نهاية الأسبوع): مكة المكرمة لازالت تمثل لي ولأبناء جيلي الإيمان والرسالة والأصالة كنت أكتب في الندوة وأنا طالب في المرحلة الثانوية
نشر في الندوة يوم 01 - 05 - 2008

ضيف محطتنا لهذا الأسبوع شخصية اجتماعية معروفة وكاتب صحفي معروف تقلد عدة مناصب قيادية في وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة بترومين وهو الآن يعمل مديراً عاماً لعلاقات المجتمع بمستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث بمحافظة جدة ومديراً لإدارة العلاقات العامة والشؤون الإعلامية والمعارض بالمستشفى وهو رجل عصامي يحمل درجة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية ودبلوم في اللغة الإنجليزية ودرجة الماجستير في العلوم الإدارية، وفي مجال النشاط الفكري ألف ضيفنا الأستاذ نجيب بن عصام يماني عدة مؤلفات منها (أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية) و(مرافئ المستحيل) و(القواعد الفقهية في الإسلام) وكتابان لايزالان تحت الطبع الأول بعنوان (صفات رسول الله والخلفاء الراشدون) والثاني تحت عنوان (لله والوطن) وهو كان يكتب عاموداً اسبوعياً اجتماعياً ثقافياً سياسياً بجريدة البلاد سابقاً ولمدة خمس سنوات وحالياً كاتباً في صحيفة عكاظ وله مشاركات فقهية ودينية واجتماعية وسياسية بجريدتي الوطن والمدينة المنورة ومجلة الحج والعمرة وصحيفتي الأسواق والأهرام الدولية وبحث عن التضامن الإسلامي والملك فيصل الجائزة الثانية نشر بصحيفة الندوة، كما يشرف حالياً على إصدار مجلة (همس البحر) التي تصدر عن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بمحافظة جدة كما أشرف على رئاسة تحرير نشرة زيوت شركة أرامكو السعودية مصفاة الزيوت، ضيفنا عرف لدى الجميع بدماثة خلقه وتواضعه ومحبته للجميع فهو من أصناف الناس الذين تألفهم وتحبهم من أول لقاء يجمعك بهم. (الندوة نهاية الأسبوع) التقت بالأستاذ نجيب عصام يماني ورصدت محطاته العملية والاجتماعية وهاهي تتحدث عنه.
سموم وحرارة مكة المكرمة
| في الطفولة يحلم الإنسان كثيراً ويحلق في سماء الخيال حيث يريد أن يكون مستقبله كيف كانت طفولتك.. وماذا كانت أحلامك؟
|| كانت طفولتي في مكة المكرمة حيث ولدت وعشت لفحني سمومها وحرارة طقسها بجبالها الراسيات وأزقتها وحواريها التي تحمل عبق التاريخ وعظمة وجمال الماضي بكل مافيه من أحداث كانت مكة المكرمة تمثل لي ولجيلي النور والإيمان والرسالة والأصالة والحقيقة والأمن والأمان والخير كله. كانت طفولتي البيت والمدرسة وحكايات الجدة وحنان الأم وعطاء الأب. كان مفهوم العائلة وحنانها وجمعتنا اليومية على سفرة الفطور والغداء والعشاء حقيقة قائمة مما يفتقده جيل اليوم. كان اللعب والتسلية مع الأخوات وأولاد الجيران بالبربر والسقيطة والعريس والعروسة ولعبة الضيوف واستوت المقادم وعريس وعروسة هو منتهى سعادتنا، وكانت الجائزة الكبرى لمن يقضي يومه دون مشاكل ومشاغبات أن يأخذ أربع قروش ليشتري من (الحجة) الفصفص واللوز والدوم والحبحبوه، نأوي بعدها إلى السطوح بعد أذان العشاء مباشرة وبالتوقيت الغروبي آنذاك الساعة الثالثة ليلاً لننام قريري العين داخل الناموسية، عرف كل واحد مكانه في سعادة تامة وأحلام وردية نداعب النجوم ونسير مع القمر ونرسم أحلامنا الصغيرة عن جداره حتى يغلبنا سلطان النوم فننام في سعادة تامة قل أن تجدها عند طفل اليوم. وكانت أحلامنا على قدرنا وفي حدود محيطنا وعلى قدر تخيلاتنا الصغيرة، لم تلوثها أفكار الخادمات والمربيات والسائقين فقد عشنا على صدور أمهاتنا وأفخاذ جداتنا وكنت أحلم بأن أكون طبيباً أضع السماعة في أذني وأحمل الشنطة في يدي بعد أن رأيت الدكتور عبدالعزيز كردي رحمه الله في زيارة لجدي الذي مرض مرة في المنزل ورأيت والدي والبيت كله في حالة استنفار وهمهمة لأن الدكتور سوف يأتي. يومها حلمت أن أكون طبيباً وأن أحظى بهذا الاهتمام والتقدير وأن أعلق السماعة على رقبتي وأكتب روشتة بخط غير مقروء. أشبه ما يكون بالشخمطة يحاول أن يلتقطها من يدي الدكتور الكبار من أهل البيت بكل تقدير واحترام ليأتوا بالدواء من الصيدلية ليتعافى جدي ولانفقده.
تلوث الفضائيات والانترنت
| ماهي أبرز ملامح فترة الصبا والشباب والدراسة؟
|| كما أسلفت طفولة بريئة لم تلوثها الفضائيات والانترنت وألعاب الفيديو والأتاري ومسلسلات العنف وأفلام الحب والقتل والجنس والدمار والحروب وتمثيليات الكذب والخداع والضحك على الآخرين وتحويل الحقائق إلى أباطيل وتصوير الباطل حقاً وتبرير الجريمة وأمور أخرى كثيرة مما يعيشها جيل اليوم المحروم من حنان الأم وتوجيه الجدة والجد. لم نكن نعرف المربية والخادمة فالأم هي كل شيء في حياة الولد والبنت لذا كانت طفولتنا طفولة جميلة لها طقوس وعادات وأشياء حلوة داخل البيت محروم منها جيل اليوم والذي اعتبره جيلاً من ورق حرم الكثير من معطيات الحياة الحقيقية الصافية، وبخاصة الحياة العائلية بكل ما فيها من حنان الأم وتضحية الأب والتفاف الأخوة وهدايا الجد والجدة وعيدية عيد الفطر وعيد الأضحى وطقوس عائلية جميلة في جو أسري فيه الرحمة والاحترام والحب والتقدير. أما فترة الشباب فكانت بالنسبة لنا تحمل معاني المحبة والخير والعطاء والفزعة للآخرين ومشاركة الجيران أفراحهم وأحزانهم واحترام الكبير. كان شبابنا يمثل كل معاني النخوة والشجاعة والأخلاق الحميدة، كنا نعرف العيب والفضيحة كنا نخاف من الكبير ونحسب له ألف حساب نسمع كلامه ونقبل نصائحه. كنا شباباً مريحاً لأهلينا ومن حولنا وليس كشباب اليوم منبع مشاكل لأهله ومجتمعه.
وبالنسبة لفترة الدراسة فقد كانت فترة تعلم حقيقي، كنا نذهب للمدرسة بشوق ولهفة وحب كبير لمن علّمنا وتفانى في تعليمنا على أسس صحيحة وقوية ليس فيها التواء ولا افتراء ولا منهج خفي ولازرع أفكار فاسدة وتمرير أفكار ممنوعة وخدمة مصالح ذاتية. كان المدرس والداً ومربياً وكانت العملية التعليمية تسير مع التربية الأخلاقية في خط متساوٍ وبنفس القدر والأهمية. كان استاذنا زاهد قدسي رحمه الله يمثل لنا كل معاني الأبوة والمحبة والاحترام والخوف علينا وتفهم فترة مراهقتنا بكل صبر وأناة مستخدماً الترغيب والترهيب والنصح والإرشاد، وكذلك المربي القدير الأستاذ محمد سليمان الشبل في مرحلة الثانوية كان يعرف كل طالب بالاسم وكان يتابعنا متابعة دقيقة ويصلح المعوج من أمورنا بحكمة وتفهم أننا شباب وأن هذه الطاقة تحتاج إلى صبر وأناة ومعاملة خاصة، وغيرهم الكثير ممن قام بتدريسنا العلم الحقيقي وعلى قواعده الصحيحة، فلذا لم تكن تسمع أن طالباً أحرق سيارة أستاذه أو كسر زجاجها أو أوسع معلمه رفساً وجلداً على ظهره مما نسمعه ونقرأه هذه الأيام، وكان الله في عون الطالب والمدرس، مؤكداً لك أن العملية التعليمية في وقتنا الحاضر تمر بأسوأ مراحلها رغم الميزانية الضخمة والاستعدادات المكثفة ولكن هناك أمور أخرى أهم غابت عن المسؤولين عن العملية التعليمية.
مرتع الصبا والذكريات
| بدايات الانسان عادة ما تكون صعبة.. كيف كانت بداياتك؟ وماهي التحديات التي واجهتك؟
|| بدايتي الحقيقية هي كبداية أي انسان في هذه الحياة تختلف من شخص لآخر وبدايتي الحقيقية كانت مرحلة الدراسة الجامعية فقد قرر والدي أن تكون دراستي خارج الوطن في جامعة القاهرة فكان قراراً صعباً رأيته مثل جبل شاهق عظيم فكيف لي أن أخرج من مكة المكرمة وأترك عائلتي وإخوتي ومرتع صباي وذكرياتي فهذه أول مرة أترك كل هؤلاء وأبعد عنهم إلى مكان آخر مجهول لا أعرفه. لم يسبق لي أن سافرت أو ركبت طائرة أو غادرت مكة، فأقصى ما ذهبت إليه كان لزيارة المدينة المنورة للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إلى جدة وفي مناسبات متباعدة، فكان هذا بالنسبة لي تحدٍ كبير واجهني ليلتها ذرفت دموعاً كثيرة كان كل تفكيري أن أقنع والدي بالتراجع عن هذا القرار وسطت جدتي ووالدتي لكنه أصر. وفي القاهرة كان كل شيء مختلف الحياة والناس والليل والنهار والشوارع ومقاعد الدراسة وجو الجامعة كل شيء كان غير. نقلة كبيرة لم أفق منها إلا بعد شهور عدة كان همي الأول كيف أعود إلى مكة المكرمة إلى الأحضان الدافئة والعائلة والبيت والوجوه فكان هذا أول تحدٍ حقيقي واجهني في حياتي، والحمد لله عرفت فيما بعد أن قرار والدي كان قراراً صائباً وفي محله، لأني تعلمت الكثير.
شخصيات وأدوار
| من هي الشخصية التي أثرت فيك؟
|| لا استطيع أن أحدد شخصية واحدة أو رموزاً بعينها استطاعت أن تؤثر فيّ هناك عدة شخصيات جلست إليهم وعدد من المواقف المختلفة مرت علي وبعض القراءات لشخصيات تاريخية تأثرت بها وأثرت في شخصيتي ففي بداياتي كانت شخصية والدي مسيطرة علي وفي مرحلة الثانوية كنا ندرس عبقرية الفاروق عمر للعقاد وعشت مع هذه العبقرية وتأثرت بشخصها. وفي مرحلة الجامعة كانت الأحداث المحيطة بنا وتقلبات العالم من حولنا وحركات التحرر برجالها في آسيا وأفريقيا، وفي مرحلة الوظيفة وملازمتي وعملي مع وزير البترول والثروة المعدنية في فترة السبعينات وحضوري معه في مؤتمرات أوبك وأوابك وبعض مناقشات تملك أرامكو في أمريكا، كان إعجابي بشخصيته وعبقريته الفذة والتي لايستطيع إنكارها إلا مكابر، فكما ترى ليست شخصية واحدة وإنما عدة شخصيات وأدوار استطاعت أن تؤثر في شخصيتي.
| ماهو أبرز عمل رسمي توليته؟ وكم كان راتبك آنذاك؟
|| أول عمل رسمي توليته باحث اقتصادي في المؤسسة العامة للبترول والمعادن بترومين وكان ذلك في عام 1375ه، وكان راتبي آنذاك 1.650ريالاً.
بين المحاماة والسياسة
| ماهو القرار الذي اتخذته ولايزال عالقاً في الذهن؟
|| كان ذهابي إلى القاهرة على أساس دراسة الحقوق لأصبح محامياً ولكن تحولت إلى دراسة العلوم السياسية إعجاباً مني ببعض الشخصيات السياسية في تلك الفترة، وبالأحداث القائمة آنذاك، ورفضت كل المغريات المستقبلية من كبار العائلة بأن كلية الحقوق أفضل وأبرك ومستقبلها أحسن ولكني عاندت وأصررت على العلوم السياسية وكان هذا القرار الخطأ وهو لايزال عالقاً في ذهني ولكن أحاول أن اطمئن نفسي وأريحها مردداً (كله قسمة ونصيب) وهذه إرادة الله وقدره.
دروس وعبر
| ماهي أبرز محطات حياتك الشخصية والاجتماعية والعملية؟
|| كثيرة هي المحطات في حياة الانسان بعضها يتوقف عندها طويلاً بمحض إرادته ورغبته وبعضها وقفات تفرض عليه قوة واقتداراً كما أن هناك وقفات عابرة وأخرى استراحة محارب فالمحطات في حياة الانسان متعددة. فحصولي على البكالوريوس محطة، وأول يوم جلست فيه على الكرسي الحكومي محطة، سفري إلى أمريكا للحصول على الماجستير محطة أخرى. زواجي الأول محطة، أول طفلة محطة، تقاعدي المبكر من شركة أرامكو السعودية محطة أخرى، فالمحطات كثيرة وكل محطة لها عنوان ونتائج ومنها تؤخذ دروس وعبر الحياة ليتزود منها الإنسان لمحطات أخرى قادمة في حياته، فحياة الإنسان ومنذ ولادته وحتى وفاته محطات مختلفة تؤثر فيه بصورة أو بأخرى.
موت الحب
| الحب في نظرك.. كيف يكون؟
|| الحب مثل الانسان ومثل الأمم والشعوب يمر بمراحل متعددة فهو يبدأ قوياً ثم من بعد قوة ضعفاً ثم يهرم ويمرض ويموت في النهاية، فلو آمنا أن الحب محله القلب فالقلب يمرض ويضعف وبالتالي يمرض ويموت كل ما بداخله. وإن قلنا العقل فالعقل يصيبه ما أصاب بقية أعضاء الإنسان فليس هناك حب دائم هل سمعت أن انساناً مات من الحب أو فقد عقله وما قالوه لنا عن قيس وليلى ولبنى وغيرهم فهو من حكاوي الليالي. أما كيف يكون الحب فهو يختلف من شخص لآخر فعلى سبيل المثال الحب عندي يعني التضحية، وقد يكون عند غيري شيء آخر.
أتخلف عن طبيب الأسنان
| ماهو الموعد الذي تتعمد دائماً التخلف عنه؟
|| موعدي مع طبيب الأسنان.. أصر على أن أتخلف عنه عامداً متعمداً.
فشلت أن أكون لاعب كرة
| هل هناك هدف تمنيت أن تحققه وفشلت فيه؟
|| كم حلمت أن أكون لاعب كرة قدم مثل سعيد لبان وحسن دوش وجميل فرج في أيام عز الوحدة وأن أكون لاعباً في هذا النادي المكي العريق ولكن فشلت في تحقيق هذا الهدف. لعدة ظروف وأحداث.
هدية جريدة الندوة
| ماهي أجمل هدية قدمت لك وهل تمارس عادة الهدايا؟
|| أجمل هدية تلقيتها هي أول هدية كانت من جريدة الندوة في عام 1968م عن بحث قدمته في مسابقة أعلنتها جريدة الندوة وكان عنوانها الملك فيصل والتضامن الاسلامي. وكانت الجائزة الرابعة وهي ثلاجة ومعها شهادة تقدير. وأعمل بالحديث النبوي الكريم (تهادوا تحابوا).
وأمارس هذه العادة في الأعياد الإسلامية وعيد الأم وعيد الحب وأعياد ميلاد أولادي وأهلي وأصدقائي وفي الأفراح والمناسبات وغيرها.
الدموع طارفة
| هل أنت ممن يبكي ..ومتى آخر مرة ذرفت فيها عيناك؟
|| نعم فأنا دموعي كما يقولون طارفة وأبكي في المواقف الإنسانية ، وتبكيني صرخة ألم ودموع طفل وأنين أمرأة وآخر مرة ذرفت فيها عيناي ولازالت هو يوم مرض والدي ففقدت بمرضه صوته ودعاءه وسؤاله وسأظل أبكيه بقلبي وعيوني وكل جوارحي.
الأخلاق الاسلامية
| ما الذي تحرص عليه في تربية أولادك؟
||أحرص في تربية أولادي على زرع الأخلاق الإسلامية الحميدة العظيمة فيهم وهذا هو الأهم لأننا نملك الشيء الكثير منها ولكن مع الأسف ننساها أو نتناساها ويكفي أن ما نعانيه الآن وما نراه في المجتمع خلو مقرراتنا المدرسية من هذه الأخلاق وأشخاصها ومواقفهم ، وأحرص على زرع الثقة وخوف الله في قلب أبنائي فهي الدرع الآمن لهم في الحياة.
هذه فلسفتي في التربية
| ما هي الفلسفة التي تؤسس عليها هذه التربية؟
|| الإنسان يتأثر بما يسمعه ويقرأه والفلسفة التي أؤسس عليها هذه التربية أن أجعل أولادي يعيشون أجواء هذه الأخلاق الاسلامية ويتأثرون بشخصياتها وأحداثها فتؤثر فيهم وعليهم.
القراءة ..القراءة
| فراغك ..أين تقضيه وما هي الصفة التي لا تود أن تراها في جيل اليوم؟
|| أقضي فراغي في القراءة فهي عشقي الوحيد والصفة التي لا أود أن أراها في جيل اليوم هو إهمال الكتاب أياً كان والقراءة ، والحقيقة أن هناك صفات كثيرة يفتقدها جيل اليوم وليست واحدة ناهيك عن إهمال الكتاب والقراءة فكم من شاب رأيته يفتح الجريدة على الصفحة الرياضية ليقرأ أحداثها ومن ثم يرمي الجريدة جانباً.
الأديان والمذاهب
| ما هو آخر كتاب قرأته؟
|| آخر كتاب قرأته الأديان والمذاهب بالعراق لرشيد الحنيون.
عشق وهيام
| وماذا تمثل لك القراءة؟
|| تمثل القراءة شيئاً كبيراً جداً في حياتي ، بيني وبينها عشق دائم وهيام لا ينقطع.
عمل وطني كبير
| تنظم وزارة الثقافة والاعلام أسابيع ثقافية مع عدد من الدول العربية والصديقة فكيف يرى سعادتكم نتائجها على المشهد الثقافي السعودي؟
|| فرحت جداً بخطوة وزارة الاعلام الوطنية المباركة لقيامي بعقد هذه الأسابيع في عدة دول من العالم من حولنا وسوف تكون نتائجها ايجابية بإذن الله على المشهد الثقافي السعودي فعلى الأقل نُرى العالم الجانب الآخر منا وأننا قوم متحضرون نعرف الموسيقى ونعشق التراث ولدينا مشاهد ووقائع وقصص وكتاب ونؤمن بالفلكور ولدينا آذان تسمع للآلات الموسيقية ونستطيع أن نرسم الكثير من الصور الجميلة، فهذه الأسابيع تمحو عنا فكرة أننا شعب جامد نحارب الفن والجمال ونذبحه على عتبات الحرام وعدم الجواز بدون وجه حق ، فمن هذه الأرض كانت الموسيقي وكان الغناء بأنواعه وطبقاته وما صاحبه من رقصات شعبية ولوحات جميلة ، فهذا عمل وطني كبير ستكون له نتائج إيجابية بإذن الله.
المزيد من الحوارات
| ثقافة الحوار بين المواطن ومؤسسات الدولة كيف يمكن تفعليها لبناء مجتمع يقوم على المشاركة والحضارة الإنسانية؟
|| الحوار هو أساس تقدم الأمم والشعوب ونحن بدأنا هذا الحوار والحمد لله وإن كان متأخراً إلا أنه من المهم أننا بدأنا وأصبحنا نؤمن بضرورته وأهميته ، وتفعيله يكون باحترام الرأي الآخر ، والأخذ به واعتباره وجهة نظر تمثل فكرة معينة لابد من دراستها والاهتمام بها، وأشير هنا إلى أنه لابد أن نفعل هذا الحوار في مناهجنا وندرسه للطلبة في مدارسنا ونفرد له صفحات من مناهجنا حتى ينشأ الجيل وهو مؤمن بأهمية الحوار في حياة الأمم والشعوب وأننا دفعنا ثمنا غالياً عندما أقفلنا آذاننا وعيوننا عن الحوار وهمشناه ، وحكمنا الرأي الواحد في شؤون حياتنا ، فلابد من إجراء المزيد من الحوارات وبصفة مستمرة لنسمع الطرف الآخر ورأيه.
الداخل مفقود والخارج مولود
| سوق المال في المملكة يُصنف بين الحذر والترقب ..ذلك لوجود بعض المشاركين فيه الذين يغلب على سلوكهم التلاعب ، فضلاً عن عدم الشفافية التي لا غنى عنها لأسواق المال على الجانب الآخر فهيئة سوق المال تصدر التعليمات والإرشادات بين الحين والآخر ، ما هي نصائحكم التي تبدونها للمتعاملين مع سوق المال؟.
|| سوق المال في المملكة لا يخضع لأنظمة وقوانين كما في بقية دول العالم الآخر ، فهو سوق مشاع لكل من هب ودب حتى تجرأ عليه أصحاب الفنادق والشقق المفروشة وتدخل فيه أصحاب الفتاوى فهذا السهم حرام وذلك حلال ، اشتروا هذا وأبعدوا عن ذاك ، رغم أن كل الأسهم حلال بمقتضى الشرع، وتحول أصحاب العقار وبائعي الخضار إلى محللين في سوق الأسهم وخبراء فقادوا الناس إلى الجهة التي تحقق لهم مكاسب شخصية فأثروا على حساب الغلابة ودفعنا ثمناً غالياً نتيجة هذا السوق اللامنضبط ، وأحمد الله إني لست من اللاعبين الأساسيين ولا الاحتياطيين في هذا السوق لأني لم أؤمن به في يوم من الأيام ، ونصيحتي للمتعاملين مع هذا السوق المسرح وطبعاً هذه النصيحة لصغار المستثمرين وليست لهواميره والمستفيدين فيه والضاحكين على الغلابة والمساكين ، ما لكم ومال سوق الأسهم فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود وعزائي الحار لكل المصابين والمنكوبين فيه ، البعد عن هذا السوق غنيمة فمن بقي له شيء فليأخذه ويحمد الله ، ومن عنده شيء فليحافظ عليه في ودائع البنوك فهي أبرك له وأضمن.
تطلعات الشباب
| قطاع الشباب يمثل مستقبل الوطن ، ولهذا القطاع قضاياه المتنوعة والملحة ..كيف يمكن وضع استراتيجية متوسطة وطويلة المدى لمواجهة مشكلات الشباب؟
|| هذه الاستراتيجية تُوضع من قبل المخلصين والحريصين على مستقبل هذا الوطن وبالتعاون بين كافة الوزارات القيادية في الدولة، والزواج والإنجاب والاستقرار وتوفر الغذاء والدواء وهذه كلها علاقات تتشابك بين وزارات الدولة ومسؤوليها ، فخططها الخمسية السابقة وُضعت بليل فأتت ناقصة ولابد أن نتعلم من أخطائنا يجب أن نراعي الكثافة السكانية ونسبة المواليد ، وتفعيل عمل المرأة ونثرها في وظائف الدولة المختلفة ونحكم العقل والمنطق وننبذ العادات والتقاليد ، نملك ولله الحمد الثروة والعقول المستنيرة وهذه مدينة الملك عبدالله في رابغ مثال حي وواضح على ما تفعله العقول والإدارة حين تريد، مثل هذه المدينة في بقية مدن المملكة تستطيع أن تقضي على معظم مشاكل الشباب وتبني استراتيجية طويلة المدى لمستقبل أفضل إن شاء الله.
الصلاحيات والدعم
| المجالس البلدية مردودها ضعيف فمتى يتم تفعيلها للمواطن؟
|| عندما تُعطى المزيد من الصلاحيات والدعم المعنوي والمادي وتشارك فيها المرأة مثلها مثل الرجل ، عندئذ يكون مردودها قوياً وله تأثير.
اصلاح الفكر الديني
| طرأ مؤخراً على بعض شبابنا بعض الانحرافات الفكرية التي نتج عنها في النهاية قضايا الإرهاب والتطرف فكيف يتم معالجتها؟
|| تتم المعالجة بإصلاح الفكر الديني أولاً وبإصلاح مناهجنا التعليمية ثانياً، وأن تراقب المنابر والمساجد وكافة الوسائل الأخرى حتى لا يكون لمتشدد صوت يُسمع وأن نراقب وبكل شدة وحزم المخيمات الدعوية وما يجري فيها من زرع أفكار فاسدة ، وأن لا نسمح لمتشدد أن يكون مدرساً أو مفتياً أو عالماً، وننشر وسطية الاسلام وأخلاق محمد بن عبدالله ، ونبتعد عن الغلو والتشدد ولا نأخذ بالرأي الواحد ونسمح بالتعددية في القول ونزرع حب الآخرين في قلوب الأبناء ونبتعد عن التكفير وزندقة الآخرين وبهذا نستطيع أن نعيد سيرتنا الأولى قبل أن نرى ونسمع لهؤلاء المتشددين في الأرض.
معاقبة التجار وردعهم
| الغلاء استشرى في الآونه الأخيرة فما السبل الكفيلة بمحاربة هذه الظاهرة؟
|| التجار لهم دور كبير في هذا الغلاء إضافة إلى احتكار السلع والجشع والطمع الذي يزاوله البعض ويتخذه طريقاً إلى الثراء السريع ولو كان على حساب الآخرين ، وهنا يبرز دور المواطن في ضرورة مقاطعة كل سلعة يزداد سعرها يوماً بعد يوم والاتجاه إلى البديل الأرخص أو الاستغناء عنها إذا كان ذلك ممكناً ، ويأتي دور وزارة التجارة والصناعة في مراقبة التجار والأسواق والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المبالغة في الربح، لأن الدولة ساعدت المواطن بخفض أسعار الموانىء وأسعار الجمارك ووضعت دعماً لبعض السلع في محاولة منها لمساعدة المواطن فيأتي التاجر ليمتص كل هذه المساعدات لتذهب إلى جيبه بغير حق ، فوجبت معاقبة التجار المفترين ليرتدع الآخرون.
رسالة الدكتوراه والتأليف
| ما الطموحات والمشاريع التي يود سعادتكم تحقيقها مستقبلاً؟
|| أعكف على إنهاء رسالة الدكتوراه في الوقت الحاضر وسوف تتم مناقشتها عن قريب إن شاء الله ولدي مشاريع لبعض الدراسات الدينية لوضعها في كتب وطبعها ، كما أنه لدي أكثر من ألفي موضوع سبق نشرها كمقالات في الصحف المحلية والمصرية تخص الإسلام وحياة الناس ، وأعكف على ترتيبها وطبعها وطرحها في الأسواق ، كما أنه لدي مكتبة ضخمة أنتظر الأيام القادمة لأقوم بإعادة ترتيبها وتبويبها ، وأسأل الله الكريم أن يمد في العمر ليحقق للإنسان الكثير من طموحاته.
صحيفة الندوة شكراً
وأشكر لجريدة (الندوة ) حوارها معي، فقد كنت أكتب فيها منذ أن كنت طالباً في المرحلة الثانوية في صفحة نداء القدس والتي كان يشرف عليها أخي الأستاذ القدير رفقي عبدالكريم الطيب ، بعنوان نساء فدائيات فهي المدرسة الأولى التي تعلمت فيها ألف باء الصحافة ، ورجائي الحار لأهالي مكة المكرمة من المقتدرين والقادرين أن يدعموا هذه الجريدة ويكونوا عوناً لها لتبقى وتستمر وتعيش فهي الجريدة الوحيدة التي تعبر عن صوت المكيين وحالهم ومعاشهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.