طالبت عدة دول إسلامية بحضور مكثف للفيلم السعودي من خلال المهرجانات والمناسبات الثقافية والسينمائية الإقليمية والدولية جاء ذلك خلال مشاركه المملكة العربية السعودية في فعاليات أسبوع الفيلم الإسلامي والتي أقيمت الأيام الماضية ضمن فعاليات برنامج كوالالمبور عاصمه الثقافة الاسلاميه 2009م حيث أوضحت مدير المهرجان السيدة نور حياتي عثمان خلال اجتماعها بالوفد السعودي المكون من المخرج السينمائي ممدوح سالم والأستاذ خالد البراك رغبه ماليزيا في تحقيق التعاون والشراكة مع المملكة العربية السعودية في صناعة سينما إسلاميه يتحقق من خلالها العمق الإنساني والبعد التراثي والحضاري للإسلام واصفة المملكة العربية السعودية بأنها الدولة الأقوى تأثيرا في هذا المجال لما تشكله من مكانة إستراتيجية للعالم الإسلامي، وطرحت السيدة نور حياتي إمكانيات المركز القومي الماليزي لصناعة السينما FINAS والذي أنشأته الحكومة الماليزية في عام 1981م لتحقيق التعاون السينمائي بين البلدين، ويعد المركز نموذجا لاستوديوهات حديثة ومتطورة تهدف لتشجيع وتطوير وإنتاج الأفلام وتسهيل التنمية في ماليزيا ودعم التراث الثقافي من خلال صناعة السينما بمعايير دولية ويقدم المركز عدداً من الخدمات تتمثل في توفير التدريب الكافي من أجل تحسين الجودة والإنتاجية للموارد البشرية في صناعة السينما وتوفير معدات ومرافق البنية التحتية التي تلبي احتياجات الصناعة السينمائية بالإضافة لتوفير خدمات استشارية لصناع الفيلم وذلك لتحسين الوعي والمعرفة والخبرة ورصد وتنسيق أنشطة التصوير نحو تطوير صناعة سينما واقعية وتقديم أسعار تنافسية في ظل التنافس العالمي لإنشاء استوديوهات سينمائية في مناطق مختلفة من العالم وقد قام الوفد السعودي بجولة في المركز واطلع على أحدث تقنياته. وقد شهد بداية العرض السعودي كلمة افتتاحيه للمخرج السينمائي ممدوح سالم عن المشاركة السعودية والتي تحدث فيها عن دور المملكة في دعم الثقافة الإسلامية واستشهد بتوجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء أربع قنوات تلفزيونية جديدة تمثلت في قنوات القرآن الكريم والسنة النبوية والثقافة والاقتصاد وذلك لتعزيز التطوير والانفتاح الإعلامي والثقافي السعودي على الصعيد المحلي والدولي. وكانت الدول الإسلامية المشاركة ممثلة في كل من تركيا واندونيسيا وماليزيا ودول إسلامية أخرى قد شاركت في المهرجان بأفلام روائية طويلة ماعدا المملكة العربية السعودية فقد شاركت بأفلام قصيرة حيث دارت نقاشات متعددة في كواليس المهرجان حول تميز تلك الأفلام القصيرة مما حدا بالوفود الإسلامية المشاركة في المهرجان المطالبة بصناعة أفلام سعودية برؤية إسلامية ومطالبة الهيئات والمنظمات الإسلامية بالنهوض بالحركة السينمائية لما تحققه الصورة السينمائية من تواصل إنساني وثقافي وتقديم الإسلام بصورته الحقيقة، وتأتي هذه المطالبات في الوقت الذي احتفلت به مجموعة متاحف سميثونيان الأمريكية في واشنطن بمناسبة إقامة العرض الأول لفيلم (رحلة الحج) والذي أنتجته مكتبة الملك عبدا لعزيز العامة بالرياض بالتعاون مع مؤسسة الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والذي تتضمن عرضاً تاريخياً لعمارة المسجد الحرام والكعبة المشرفة ومواقع المقدسات الإسلامية والشعائر المرتبطة بها والجهود العظيمة التي تبذلها المملكة لعمارة الحرمين الشريفين وتوفير كافة وسائل اليسر والراحة لحجاج بيت الله الحرام. في الوقت الذي يأتي على وزارة الثقافة والإعلام والجهات الثقافية والخاصة دورا هاما في طرح مشاريع سينمائية مماثلة تقدم صورة عن تطور المشهد الحضاري والثقافي الإسلامي الذي تزخر به المملكة العربية السعودية.