تعد الطوافة مهنة متوارثة ابا عن جد وكان للمرأة المكية دور كبير في ذلك خدمة ضيوف الرحمن ويشترك فيها كافة افراد الاسرة لتقديم كل ما يحتاجه ضيوف الرحمن من خدمات وتقوم كذلك بواجب الضيافة على اكمل وجه. (الندوة) التقت بعدد من زوجات المطوفين واللاتي لهن دور كبير في هذا المجال. في البداية قالت فاتن ابراهيم محمد حسين رئيسة اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب آسيا لقد عملت المرأة المكية في مهنة الطوافة منذ مئات السنين تساعد الرجل وتسانده وتقوم بكافة الأعمال التي يتطلب تقديمها للمرأة الحاجة حينما كانت الطوافة في المرحلة الفردية حيث يشترك كافة افراد الاسرة في تقديم الخدمات فكانت تقوم المرأة بتقديم الضيافة للحاجات واستقبالهن ورعايتهن صحيا واجتماعيا وتوعيتهن دينياً وثقافياً بل كانت تقوم بمرافقة الحاجات الى المشاعر المقدسة في منى وعرفات والمزدلفة وتقوم بالمساهمة في الضيافة هناك كما تقوم بالاشراف على نظافة المخيم وتوفر المستلزمات المعيشية بل انها تقوم بحفظ امانات الحجاج حيث لم تكن هناك بنوك او غيرها، كما تقوم برعايتهن صحيا وتقديم العلاج أو الاسعافات الاولية لهن وكل ذلك ساهم في تقديم خدمات متميزة للمرأة الحاجة في ذلك الوقت. ولكن تلك المشاركة للمرأة في تقديم الخدمات تلاشت عبر السنوات الماضية بدخول نظام المؤسسات او العمل الجماعي في تقديم الخدمة وبالتالي فقدت المرأة الحاجة الكثير من الخدمات المتميزة التي تعينها على اداء مناسكها براحة وطمأنينة، واستولى الرجل على كامل الكعكة من الاجر والثواب وشرف خدمة ضيوف الرحمن. ولكن المرأة المكية والتي لم تنس يوماً ما كانت تقوم به الامهات والجدات من أعمال لمساعدة الاب او الزوج او الاخ تطوعاً وبدون اي مقابل، بل ان طموحها ومثابرتها ورغبتها الصادقة في البذل والعطاء لخدمة ضيوف الرحمن كان هاجسها الاول فعادت اليوم لتعيد للتاريخ رونقه وبهاءه وللطوافة جمالها وانسانيتها وتشارك في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن انطلاقا من وطنيتها وشعورها بالانتماء للوطن الذي اخذ على عاتقه تقديم خدمات متميزة لحجاج بيت الله الحرام. ومن هذا المنطلق قامت مجموعة من المطوفات في معظم مؤسسات الطوافة بالانخراط في المهنة مجدداً ومنها مؤسسة حجاج دول جنوب اسيا فقامت مجموعة من المتطوعات بخدمات متنوعة منذ عام 1424ه ولكنها كانت جهوداً فردية غير مخطط لها ولم تبن على آليات تنفيذية محكمة وانما كانت بدافع عشق المهنة ورغبة في الاجر والثواب لخدمة ضيفات الرحمن. وفي موسم حج عام 1429ه تبلورت فكرة اللجنة النسائية التطوعية لمطوفات حجاج جنوب اسيا وتم تكوين فريق عمل ووضعت خطط وبرامج دقيقة تم تفعيلها بحمد الله تعالى وتوفيقه بنجاح خلال ذلك العام تقوم على تشكيل لجان متنوعة تشرف على الانشطة والفعاليات وهي: اللجنة الثقافية ومن اهم مهامها: القيام بزيارات متنوعة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة للاطلاع على النهضة الشاملة والانجازات الحضارية التي تحققت في ام القرى وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكذلك الاطلاع على بعض من الاثار الاسلامية التاريخية العظيمة التي تستلهم عظمة الرسالة المحمدية التي انزلت على افضل الخلق عليه افضل الصلاة واتم التسليم وكذلك من خلال زيارات ميدانية متنوعة لمتحف الحرمين الشريفين ومصنع كسوة الكعبة المشرفة ومعرض ومصنع تكرير ماء زمزم. وفي سابقة انسانية رائعة يتم اصطحاب بعض الاطفال مع امهاتهم في بعض الرحلات مما يشكل رحلات تعليمية قيمة تعزز قيم تعظيم البلد الحرام والشعور بالفخر للانتماء للدين الاسلامي الذي يمثل اروع الحضارات الانسانية من خلال مشاهدة الاثار التاريخية والخدمية في مكةالمكرمة عبر فترات تاريخية متنوعة، وفي هذا الاطار ايضا تم عمل مطوية عن (حج المرأة) لتوعية حاجات بيت الله الحرام بأحكام الحج ومحظوراته وما يسن فعله وكيفية التكفير عن محظورات الاحرام وقد تم ترجمتها بلغات الحجاج. وقد تعاونت معنا بشكل ايجابي ورائع في احضار الحاجات للرحلات مكاتب الخدمة الميدانية بالمؤسسة ومنها : مكتب الخدمة الميدانية رقم 42 ورئيسه د. محمد مير عالم ومكتب رقم 50 ورئيسه عصام سفير الدين بالتنسيق مع زوجتيهما عضوتي اللجنة د. ايناس سلامة والسيدة راوية سفير الدين وكذلك مكتب 11 ويرأسه الشيخ المطوف عبدالرحمن كاتب كما ان هناك مكاتب دعمتنا بهدايا عينية للحاجات مثل مكتب 25 ويرأسه وليد ذاكر اسكندر ومكتب 20 ويرأسه رضوان احمد شودري بالتعاون مع والدته السيدة نور الهدى توفيق. ولمزيد من التواصل الثقافي والعلمي تم تدشين موقع اللجنة النسائية التطوعية على الشبكة العنكبوتية الساعة 9.30 من مساء يوم الاربعاء 16/11/1430ه الموافق 4 نوفمبر 2009م وذلك بعد اجتماع مع رئيس مجلس ادارتها سعادة أ . عدنان امين كاتب القائد المبدع للمؤسسة الرائدة في كل مجالات التميز والابداع ونائبه د. رشاد محمد حسين والمهندس زهير سقاط مسئول المشاعر ورئيس الشؤون العامة محمود السمك لمناقشة خطط اللجنة وبرامجها التوعوية الثقافية والصحية. اما اللجنة الدينية فان مهامها تتلخص في عقد لقاءات ثقافية ودينية للحاجات في مقار سكنهن حيث تقوم اللجنة بزيارات لمكاتب الخدمة الميدانية ويتم التنسيق ن طريق أ. خالد سابق منسق العلاقات العامة بمؤسسة جنوب اسيا مع رؤساء مكاتب الخدمة الميدانية لاحضار الحاجات وتقديم الندوات والمحاضرات لهن وذلك عن طريق بعض الداعيات اللاتي تستضيفهن اللجنة ومنهن د. سميرة بناني وحياة حسن حنفي ورضية عبدالعزيز هذا مع احضار مترجمات للترجمة باللغات الهندية والاوردية والبنغالية والبشتونية وكان ذلك من قبل بعض مطوفات اللجنة اللاتي يجدن اللغة كما تمت الاستعانة بمترجمات اخريات ومما ساهم في مزيد من التواصل الفاعل فتح باب النقاش والحوار في اللقاءات واتاحة الفرصة للحاجات لطرح الاسئلة خاصة ان الموضوعات المطروحة كانت تتعلق بأحكام الحج واركانه وواجباته وكيفية اداء الشعائر. وقد تم القيام بعدة زيارات مثل زيارة مكتب 14 ورئيسه محمد عبدالعزيز ساعاتي بالتنسيق مع زوجته السيدة وفاء مينا ومكتب 3 والذي يرأسه رمزي مرزوقي بالتنسيق مع زوجته السيدة هدى، ومكتب 8 ورئيسه السيد صالح صديق كوشك بالتنسيق مع زوجته السيدة فايزة كابلي، وكذلك مكتب 2 ورئيسه المطوف عبدالعزيز سراج محمد حسين بالتنسيق مع اخته المطوفة فاطمة وقد وجدنا الكثير من الدعم من رؤساء المكاتب وتوفير كافة الوسائل التقنية والفنية بالاضافة الى كرم الضيافة وحسن الاستقبال من زوجات المطوفين وبناتهم واخواتهم وتعمل لجنة الرعاية الصحية على التواصل مع المنومات في المستشفيات والمريضات حيث يتم التنسيق مع لجنة الشؤون العامة التي تزودنا يومياً باسماء الحاجات المنومات في المستشفيات بحيث نتمكن من زيارتهن وتقديم الهدايا لهن مما يساهم في ادخال الفرحة والسرور على قلوبهن والتخفيف من وطأة الغربة عليهن، بل امتدت العلاقات لتشمل تزويد المريضات بأرقام هواتف المطوفات لمزيد من التواصل وطلب اي مساعدة وفي اي وقت. فخر واعتزاز وتقول عضو اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب اسيا غادة سمير سقاط: نحمد الله ان اكرمنا واخصنا بخدمة ضيوفه وانه لشرف لنا ان نكون منتمين الى مهنة الطوافة واتصالنا بمهنة الطوافة هو امتداد لتاريخ طويل لهذه العائلة التي تشرفت عبر ازمنة عديدة بخدمة ضيوف حجاج بيت الله الحرام. واشعر بالفخر والاعتزاز كوني احدى المشاركات في خدمة ضيوف بيت الله الحرام واشعر بسعادة غامرة من خلال تقديم المساعدة والارشاد لضيوف بيت الله الحرام واعتقد ان هذا الشرف لا يضاهيه اي شرف اخر كوني احدى الذين يقومون بخدمة ضيوف الرحمن. وارجو الله سبحانه وتعالى ان يديم علينا هذه النعمة ونتشرف سنوياً بخدمة ضيوف بيت الله الحرام وان دوري يتمثل في القيام بجولات ميدانية على المستشفيات لزيارة المرضى من الحجاج وكذلك القيام بصحبة حجاج بيت الله الحرام عن امور مناسكهم وكذلك عمل التواصل مع الحاجات لاشعارهم انهم بين اهليهم وذويهم. دور رائد ومن جهتها قالت عضو اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب اسيا بشاير صالح كوشك المرأة تقوم بعمل الطوافة ولها كيانها ولها دورها ودورها رائد في خدمة الحجيج ويعد سجل لعمل المرأة في مهنة الطوافة في الفترة التاريخية قديما ويقومون بتقديم الرعاية الصحية في حالة الولادة وحتى في الارشادات الدينية والدنيوية وتتولى اللجنة النسائية استقبال نساء الحجيج واستضافتهن خلال فترة الحج ويعملن على توعيتهن وارشادهن للواجبات والفرائض والنسك المتعلقة بالحج وتفقد أحوالهن وعلى حجتهن وعلى علاجهن داخل المستشفيات وزيارة المشاعر المقدسة وحبذا لو تسمح لنا الجهات المختصة بمرافقة الحاجات بالمشاعر المقدسة لتقديم العون وتعريفهن ببعض الاخطاء التي ترتكب من بعض الحاجات لان هذا العمل رسالة عظيمة لتوعيتهن بأمور دينهن كما احب ان اوضح انه مهما كان لن تستطع الحاجات البوح عن بعض الامور التي تخصهن لاي رجل الا للمرأة فقط. ودوري كبنت مطوف ولديه مكتب وكوني عضوه باللجنة النسائية التطوعية اولا انا بنت المطوف صالح صديق كوشك رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم 8 بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب اسيا قد تشربت عمل الطوافة وخدمة حاجات بيت الله الحرام منذ صغري وكنت انا واخواتي نعمل مع والدتنا في تقديم وجبات الضيافة للحاجات وعندما كبرنا كان الوالد دائماً يحثنا على العمل في خدمة ضيفات بيت الله الحرام حيث ان هذا العمل له اجر وثواب كبير عند الله الا ان اللغة الاوردية كانت هي العائق الوحيد بعدم الاحتكاك المباشر بالحاجات وعندما ابلغنا الوالد اطال الله في عمره بأنه توجد مترجمات باللجنة النسائية التطوعية ومن هذا المنطلق طلبنا من الوالد الاشتراك بهذا العمل الانساني النبيل محتسبين عملنا عند الله وفعلا تقدمنا لسعادة الاستاذة فاتن محمد حسين برغبتنا الملحة على العمل مع اللجنة النسائية وفعلا رحبت باشتراكنا بالعمل مع اللجنة جزاها الله عنا كل خير واشتركنا معهن في زيارة المستشفيات للاطمئنان على صحة الحاجات المنومات ومواساتهن وكذلك عقد محاضرات لتوعية الحاجات وزيارة مدارس تحفيظ القرآن والجمعية الخيرية وكسوة الكعبة والمتحف ومكتب الزمازمة لاطلاع الحاجات على الحضارة والنهضة والعمران بالمملكة العربية السعودية وفعلا هذه الزيارات كان لها الاثر الطيب والانطباع الجيد في نفوس الحاجات والحقيقة بعد هذه الجولات كانت جميع الحاجات يلهجن بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وكذلك كن يشدن بجهود اللجنة وهذه نبذة مختصرة من واقع اللجنة حتى انا ووالدتي واخواتي استمعنا بالعمل في اللجنة ووجدنا متعة بلقائنا مع ضيفات بيت الله الحرام. وتقول عضوة اللجنة النسائية وفاء محمد شفيق مينا اقوم بزيارة الحاجات المنومات في المستشفيات وتقديم الهدايا لهن وكذلك مرافقتهن في زيارات المتحف ومعرض الكسوة وكذلك استقبال الحاجات وتنظيمهن وترتيبهن عند دخول منسقة الباصات وارجاعهن الى عمائرهن ومن الأعمال التي اقوم بها كذلك طبخ الطعام لموظفي مكتب زوجي محمد عبدالعزيز ساعاتي رئيس مكتب 14. أعمال تطوعية ومن جهتها قالت : عهود محمد ساعاتي عضو اللجنة النسائية التطوعية هذه السنة الثانية لي في اللجنة ودوري فيها القيام بزيارة الحاجات المنومات في المستشفيات وتقديم الهدايا لهن كما اشرف على الموقع الخاص باللجنة النسائية على شبكة الانترنت ومسئولة عن الملف الصحفي الخاص باللجنة كما اقوم بعمل عرض بوربورينت كتقرير نهائي لأعمال اللجنة نهاية الموسم بالاضافة الى تصوير الحاجات في الزيارات التي نقوم بها وكذلك توزيع الوجبات على الحاجات في الباصات بعد الزيارات التي نقوم بها. وقالت المطوفة : راوية سفير الدين وعضو اللجنة النسائية التطوعية بجنوب اسيا في الواقع لقد عملت في مجال الطوافة منذ بداية تعيين زوجي عصام محمد سفير الدين رئيساً لمكتب 50 عام 1416ه وعملت معه في هذا المجال في تغذية الحجاج بالمشاعر المقدسة وكنت اشرف على تقديم واعداد الوجبات ثم الاشراف على نظافة المخيم بمنى وعرفات وبدأت التنسيق مع العاملين وتضيف قائلة : اما في الوقت الحاضر فانا اقوم بزيارة الحاجات في المستشفيات خلاف دوري مع اللجنة النسائية التطوعية بالمؤسسة كعضوة فيها بالاضافة الى زيارة الحجاج في مساكنهن. ومن جهة اخرى اقوم في المشاعر المقدسة بالاشراف والمتابعة على التغذية وتقديم الشاي والحليب للحجاج وتنظيم ذلك وعمل نداءات خاصة للحجاج مع وجود مترجمة خاصة بنا تتولى الترجمة من العربية الى لغة الحجاج والعكس، وفي الحقيقة ان العمل في هذه المهنة الشريفة عمل جميل ورائع وفيه يتساوى الجميع لا فرق بين شخص وآخر الا بالتقوى.
