صلة ما قبله: قلنا سنجد أنفسنا نخوض في نتائج حدسية وجدل تمطيطي، ونحن لا نريد هذا ولا ذاك بل نريد أن نمضي في خط مستقيم يفضي بنا في النهاية الى فجائية الثبات والبهاء.. والقصيدة في مجملها تتشابه مع أكثر قصائد المجموعة تصور البساطة والرومانسية المحببة ومن ثم الانطلاق على سجية الانسان الطفولي الذي يعشق الاثارات الهادئة والموحية في نفس الوقت والتي ربما كان لها صدى متشابهاً مع ذكريات كانت ولم تكتمل ولكنها جزء مهم في تقاسيم الاندهاش الأول من عمر اللقاء. أما اللفتة الثانية فهي في قصيدته (ذاك الحبيب) وفيها صورة جميلة وجديدة على مقابلة الشعر العامي وقد يكون هذا راجع للاطلاع المستمر والتواشج مع قراءاته للشعر العربي المعاصر يقول: في بسمته رعشة غروب ذاك الحبيب في نظرته شوق غريب ورجوى نصيب ودعني في ليلة قمر ماله شعاع هذه البسمة الممسوحة بلون الغروب السحري في الصحراء تذهب بنا بعيدا الى عرائس وادي عبقر وحكايات الانفراد الجمالي والظرف المتنقل، ولا يدري الحماد اننا قراؤه عشاق ملاحظة وان اللمح أجمل وأعسل في الجفون الذابلة والخلجات الموعودة بالتداعي والخلق وهاهو من اشربنا من تسعين مورداً وذهب وتركنا ارواحا مفتعلة لا تدرك من أي طريق تسلك، لا عليه فالنظرة الخاطفة وتداعيات الحلم هما الزاد الحقيقي والرؤية المتضرية بين ماذا؟ بين منعطف اليأس ومخاض الترجي، ولا يمكننا في هذه العجالة ان نساير كل المجموعة ولكننا من جوهر هذه الغنائية سنعبر من ظلال العاطفة الى لونها الجهير لنقول ان هذين النموذجين هما في الواقع ما أحببت ان اؤكد عليه في مسألة البحث عن الأفضل وصحبتي لهذا الديوان لا اعتقد انها ستنقطع لما ترك لدي من مائه ولذاذته تلك اللذاذة التي اجدها في نفسي وتكويني. اما المآخذ وهي ابسط ما يكون بالنسبة للسداد الذي حالف الشاعر فهي في هذا المضمون المنكشف الى الحد الاجتماعي الادنى والمنفعل الى درجة الخضوع والتعالي على كبرياء الحب ثم ان الاستعارات من موجودات البيئة لماذا نحرمها من روحيتها ونلمسها من جانبها المادي البحت؟!. ولماذا لا نجعلها منطلقا لما هو أوسع من المقابلات المرئية الجامدة!!. اما الشكل فكان بودي لو يستمر على حالته الشطرية الاولى وخاصة ان المادة الشعبية من الممكن أن تقول انها اثر فطري يجب أن لا ينفصل عن وجوده الايقاعي المباشر وان يتوازن مع غنائيته القديمة، هذا وليتني اكتفي عن كتابتي للشعر العامي واتفرغ مع افتقاري لدراسات بعض النماذج من الشعر العربي المعاصر ولهاث بعض الكلمات العادية عدو الشمس وكأنها في مأمن من النقد والتبيين.. وأخيراً تحياتي للشاعر وأعاده الله للركض او على الأقل للظهور مرة أخرى، ولا أنسى في هذا السياق كل عمل مثمر ولا أولئك الذين لا يسرفون في أحكامهم ولا يحملون لأمتهم الا كل ما من شأنه فلاح نهضتها ونجاح مسيرتها.