الحق نقيض الباطل وجمعه حقوق وحِقاق قال تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) (الأنبياء/ 18) وهو اسم من أسماء الله تعالى وقيل من صفاته قال تعالى: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحقّ) (الأنعام/62) الحقّ في اللغة: دارت معاني كلمة (الحق) في المعجم القرآني على الثبوت، والوجوب، والنصيب، ونقيض الباطل، وبيانها في لسان العرب: الحق: الثابت، وحقَّ الأمر يحِقُّ ويحُقُّ حقًّا وحقوقًا صار حقًّا وثبت، قال تعالى: (قال الذين حقَّ عليهم القول) (القصص/ 63) أي ثبت عليهم القول. - الحق: الوجوب، ويحِقُّ ويحُقُّ عليك أن تفعل كذا: يجب، قال تعالى: (ولكن حقَّ القول مني) ( السجدة/ 13) أي وجب. - الحق: الحظ والنصيب، قال تعالى: (وفي أموالهم حقٌّ للسائل والمحروم) (الذاريات / 19) أي نصيب. وقد أوضح القرآن الكريم في أكثر من آية أن المفسدين في الأرض سواء كانوا من الظلمة أو الطغاة إن لم يجدوا من يعارضهم وينهاهم عن أعمالهم ويقف أمامهم رافعاً صوته في وجههم سيتمادون في طغيانهم وقد أشار القرآن الكريم إلى طغيان فرعون الذي لم يجد من يعارضه ويقف أمامه ويدفع ظلمه وشره فادعى الألوهية قال الله تعالى (فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) . واتفق معنى (الحقّ) في الشريعة والقانون في أمرين: الأول : يقف حقُّ الشخص (سواء كان طبيعياً أو اعتباريا) حين تتعارض غاية منحه هذا الحقَّ مع غاية منح حقٍّ آخر لشخصٍ آخر. الثاني : حماية صاحب الحقِّ من الآخرين، وبقاء هذه الحماية ما دام صاحب الحقِّ يتَّجه إلى الغاية التي مُنِح الحقَّ لأجلها. وان كانت الشريعة والقانون قد اتفقتا في معنى (الحق) في أمرين لكنهما اختلفا في ثلاثة أمور هي : - نظرة الإسلام للحقِّ مبنيةٌ على أنه واجبٌ على الغير، بينما نظرة القانون له على أنَّه حقٌّ مستحقٌّ لمباشره. - مبنى الإسلام في نظرته للحقوق هو مصلحة الجماعة، بينما مبنى نظرة القانون هو مصلحة الفرد. - يشمل تعريف (الحقّ) في الإسلام من قد لا يناله فائدة من ذلك كحقوق الله تعالى، بينما (الحقّ) في القانون مرتبطٌ بمستفيد. قال الشاعر: ولا ألين لغير الحق أسأله حتى يلين لضرس الماضغ الحجَرُ