توجه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أمس إلى القاهرة للمشاركة في أعمال المؤتمر الواحد والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تحت عنوان ( تجديد الفكر الإسلامي) الذي سيعقد برعاية فخامة رئيس جمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك اليوم الخميس. ورافق معاليه وفد ضم المستشار مدير مكتب الوزير الدكتور فهد بن عبدالله بن طالب ، ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام سلمان بن محمد العُمري ومدير المكتب الخاص محمد بن عبدالعزيز الفارس وسكرتير الوزير سليمان الحصين. وعبر معالي وزير الشؤون الإسلامة سعادته بالمشاركة في هذا الاجتماع الذي يتكرر عقده سنوياً بالقاهرة ، ويناقش كثيراً من القضايا التي تعنى بمشكلات وهموم الأمة الإسلامية لافتاً النظر إلى أن مشاركة الوزراء والعلماء والمفتين والدعاة من شأنه أن يفعل ويثري مناقشات محاور هذا المؤتمر الذي نأمل أن تكون توصياته محققة لآمال وتطلعات الأمة . وقال : إن الوضع على الصعيد الإسلامي يحتاج منا إلى الكثير من الجهد في الفهم ثم الجد في العمل ذلك أن المتغيرات التي ابتلى الله بها هذه الأمة في السنوات الأخيرة تستوجب منا الكثير من التوقف والنظر دون تخرص أو تعدد في الاجتهادات أو نظر غير شرعي في تلك القضايا والمسائل . ورأى معاليه أن واقع الأمة اليوم يحتم علينا النظر في كثير من القضايا ومنها ما يتعلق بتجديد الفكر الإسلامي بحيث نحتاج إلى بيان متصل في خطورة كثير من الظواهر قديماً وحديثاً ومن ذلك ظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب والتأكيد على مفاهيم الوسطية والاعتدال ، حيث أن محاربة ظواهر الغلو والتطرف والمناهج والأفكار الجديدة على المجتمع المسلم من أعظم الواجبات التي نحافظ بها على منهجنا الوسط وعلى بقاء الدين وتمسك الناس بالدين لأن الزيادة والتشدد تنفر الناس ، وبالتالي لن يقبل بالإقبال على الله إلا القلة من الناس. وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أهمية منهج التعامل مع الناس وضرورته حيث نحتاج اليوم إلى حملة في كيفية التعامل في السلوك ، والأخلاق لأن الدعاة إلى الله في أعمالهم وأقوالهم ينسبون إلى هذا الدين وهذا الشرع وهذه الملة ، لافتاً إلى أن تاريخ الإسلام حفل بالكثير من الأمثلة العظيمة في أنواع التعامل والمنهج ، والدعوة والبذل ، والتضحية . ورأى أن تجديد الفكر الإسلامي مهم اليوم لأن المقصود من التجديد الديني هو الأولويات والأسلوب والوسائل التي توصل ما نحمله من خير إلى الناس ، وقال : إن هذا يحتاج إلى تجديد وتنوع بحسب اختلاف الزمان ، والمكان ، والوقائع ، والأحوال ، والعادات ، مبيناً أن من معالم تجديد الفكر الإسلامي فقه التعامل ، وإحياء مفهوم المصالح والمفاسد، والتجديد في الفكر في كثير من القضايا . تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر سيناقش - على مدى أربعة أيام - ستة محاور حول كل ما يتعلق بتجديد الفكر الإسلامي ، حيث يتحدث المحور الأول عن: (تحديد مفاهيم تجديد الفكر الإسلامي )، ويتضمن :الدين والوحي والقيم والأخلاق ، والاجتهاد والتجديد والحداثة والعقل والنقل والتأويل والإبداع والابتداع والجمود والتقليد والأصولية والتراث والتاريخية . أما المحور الثاني فيناقش (ضرورة التجديد في الفكر الإسلامي) ، ويتضمن عدة أسئلة بحثية هي .. لماذا التجديد في الفقه الإسلامي ؟ ، لماذا التجديد في علم الكلام ؟ ، لماذا التجديد في الفلسفة الإسلامية ؟ ، لماذا التجديد في التصوف الإسلامي ؟ ، لماذا التجديد في أصول الفقه؟، لماذا التجديد في الخطاب الديني الإسلامي ؟ . فيما يناقش المحور الثالث (مناهج تجديد الفكر الإسلامي) الذي يتضمن : منهج التعامل مع القرآن والسنة ، ومنهج التعامل مع التراث وتهذيبه ، ومنهج التعامل مع فقه الواقع ، ومنهج التعامل مع التعددية الفكرية والمذهبية ، ومنهج التعامل مع الآخر الديني والحضاري ، ومنهج التعامل مع قضايا المرأة . أما المحور الرابع فيأتي تحت مسمى (نماذج من التجديد في الفكر الإسلامي) ، حيث يعرض بعض النماذج التي عملت على تجديد الفكر الإسلامي وهم : عمر بن عبدالعزيز ، الإمام الشافعي، ابن تيمية ، جمال الدين الأفغاني ، محمد عبده ، الشيخ المراغي ، الشيخ شلتوت ، محمد إقبال ، مالك بن نبى، ولي الدين الدهلوي ، كما يناقش المحور الخامس (ميادين التجديد في الفكر الإسلامي) ، ويتضمن : التربية والتنشئة ، فقه الأولويات ، العلوم الاجتماعية والإنسانية ، فلسفة العلوم الطبيعية والتقنية ، العلاقات الدولية ، السياسة الشرعية في المواطنة والدولة المدنية . أما المحور السادس والأخير فيتحدث عن (معوقات تجديد الفكر الإسلامي وسبل مواجهته)، ويتضمن :الجمود والتقليد ، والغلو المذهبي ، ومصادر التثقيف السيئة ،وتراجع دور مؤسسات العلم الديني ، والغزو الفكري والثقافي ، والآثار السلبية للعولمة .