انطلق البرنامج التوعوي (نفحات من جوار البيت الحرام) الذي تنظمه مندوبية الدعوة باجياد مكةالمكرمة وذلك بمصلى شركة مكةالمكرمة للانشاء والتعمير الواقعة بالمنطقة المركزية بجوار المسجد الحرام. وقد ألقى عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الشيخ الدكتور عدنان بن حسن باحارث باكورة محاضرات هذا البرنامج بعنوان /عائشة/ نادرة الدهر/ رضي الله عنها بين فيها انها رضي الله عنها ليس لها مثيل بين النساء لا في السابق ولا في اللاحق فهى أم المؤمنين بنت أبو بكر الصديق زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت وهي في السادسة من عمرها وقد سجل لها العلماء اسماء كثيرة فهي عائشة وهي أم المؤمنين ومحبوبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الصديقة وهي المبرأة وهي الموفقة وساهم في تكوين شخصيتها رضي الله عنها الاستعداد الوراثي الفطري والنشأة الصالحة ومخالطتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وتحدث الدكتور باحارث عن مناقب أم المؤمنين رضي الله عنها مشيراً إلى ان لها 40 منقبة تفردت بها عن النساء كما ان لها ميزة عن باقي النساء فهي تتميز بمنزلة علمية حيث تكونت شخصيتها عند والدها أبو بكر الصديق وتأسست التأسيس العلمي وأخذت عن النبي صلى الله عليه وسلم علوم الوحي وروت الاحاديث عنه صلى الله عليه وسلم مع الفقه حيث جمعت بين الفقه والرواية وكانت لا يفوتها شيء الا وتسأل عنه وكانت حريصة على الاستماع إلى ما يجري في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت خارقة الذكاء من اعلم الناس في الطب وكانت مهتمة بالعلم والتعلم فهي افقه الناس واعلم النساء في مختلف المجالات قادرة على الحوار والنقاش كما أهلتها مكانتها العلمية إلى الفتوى. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها حبا عظيما ومستفيضا ويصرح بذلك ويشهر به فعندما سئل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليه قال صلى الله عليه وسلم عائشة وكان يتلطف بها ويتسابق معها ويتلطف بها في حال غضبها ويشفق عليها وكان صلى الله عليه وسلم يعاني منها الشيء الكثير فالمرأة عند الغضب والغيرة يصدر منها الشيء الكثير فكانت رضي الله عنها تغير من النساء وكن النساء تغار منها. وتحدث عن ما عانت رضي الله عنها من الابتلاء والمحن فهي تحملت اسرار الهجرة ومقاساتها والدعوة وابتليت بالضرائر وحرمت من الذرية كما ابتليت بحادثة الافك وبخبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مات في حجرها وكذلك ابتليت بموقعة الجمل التي قتل فيها العديد من الرجال كما تطرق في محاضرته إلى قوة شخصيتها فهي نشأت في الإسلام وفي بيت مبارك وأسرة صالحة وحملت المسؤولية واسرار الدعوة وخرجت يوم الخندق وكانت تنتصر للنساء كما كانت كريمة سخية لا تبقي لنفسها شيئاً ولا يعرف اكرم منها في ذلك الوقت وكانت زاهدة متقشفة أعرضت عن الدنيا وزخرفها وما شبعت من طعام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت لا تريد شيئاً من الأموال وكانت تنفق النفقات العظيمة وترقع ثوبها توفيت ضي الله عنها ودفنت في البقيع بالمدينة المنورة في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك وعمرها 63 عاماً وكان عمرها عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم 18 سنة.