ضمن فعاليات ملتقى الجودة في العمل الخيري ، والذي نظمه المجلس السعودي للجودة بالتعاون مع المركز الدولي للأبحاث والدراسات «مداد» ، قدم الشيخ/فيصل الحميد المدير العام للمستودع الخيري بجدة ورقة عمل استعرض من خلالها تجربة المستودع في المجال الخيري والإغاثي ، والتي حرص من خلالها على مد جسور الثقة المتبادلة بينه وبين جميع المتبرعين والمستفيدين والمساهمين والعملاء. وأوضح الحميد خلال استعراضه لتجربة المستودع على مدى عشر سنوات منذ تأسيسه ، أن المستودع بكافة برامجه ومشاريعه يسعى لمعالجة الفقر من خلال أربعة محاور هي (الإطعام والكساء والتأثيث والتدريب والتأهيل) محققاً بذلك إستراتيجيته الرامية لتغير بوصلة التفكير والاتجاهات والمفاهيم لدى المستفيدين ، لإخراجهم من دائرة الفقر والعوز إلى رحاب الإنتاجية والاكتفاء الذاتي ، مشيراً إلى أن المستودع يكفل حالياً أكثر من 6000 أسرة من خلال مشاريع تنفذ طيلة العام ، و10000 أسرة بمشاريع موسمية متنوعة. وعن آلية تحديد احتياج المستفيدين تطرق الحميد إلى عملية البحث الاجتماعي ، والتي تعد صلب العمل بالمستودع ، كونها تحدد وبدقة وشفافية احتياج المستفيد ، مبيناً بأن عملية البحث الاجتماعي مرت بعدة مراحل إلى أن وصلت إلى مرحلة البحث الميداني الالكتروني ، والتي تُمكن الباحثين في الميدان من رصد احتياجات الأسر المستفيدة بدقة ووفق معايير ثابتة وواضحة سهلة القياس ، بالإضافة إلى سرعة وسهولة إدخال بيانات المستفيدين ، وإرفاق الوثائق المطلوبة الكترونياً عبر أجهزة “ tablet”، حيث يتم المفاضلة بين المستفيدين وتحديد النسبة المئوية للاحتياج بشكل آلي وبدون أي تدخل بشري بما يضمن الدقة والشفافية في تحديد نوع الخدمات المقدمة للمستفيدين. وأضاف الحميد : لتحقيق أهدافنا بالمستودع ، وحرصاً منا على تطبيق معايير ومواصفات الجودة وجعلها واقعاً ملموساً ، سعينا إلى رفع كفاءة المنسوبين من خلال التدريب والتأهيل المستمر ، وتوفير بيئة عمل مناسبة للموظفين، وإعداد لوائح تنظيمية داخلية اُعتمدت من وزارة العمل ، لتحديد واجبات ومستحقات الموظفين ، إضافة لإقامة برامج متعددة للتحفيز والإنتاجية ، والعناية بتفعيل برامج التطوع. واختتم الحميد حديثه بالتأكيد على أن حصول المستودع الخيري بجدة على شهادة الجودة العالمية (الأيزو) جاء تتويجاً لهذه الجهود المبذولة ، والتي ساهم فيها جميع المنسوبين عبر مختلف الإدارات والأقسام بالمستودع ، من خلال تطبيق المعايير القياسية في التعاملات الإدارية ، وفقاً للخطط الإستراتيجية المعدة مسبقاً لتسيير منظومة العمل بالمستودع. وفي ختام الملتقى فُتح باب الحوار والنقاش أمام الحضور ، حيث تبادلوا المناقشات والأسئلة حول معايير ومواصفات الجودة ، وسبل تفعيلها في قطاع العمل الخيري ، لتحويله إلى قطاع يقوم على أسس علمية مدروسة، بهدف تقديم أقصى درجات الخدمة المميزة للمستفيدين والداعمين.