لا جدال على أناقة الانسان السعودي رجلاً كان أم امرأة فنحن في زمن- الأناقة - التي لم تعد حكراً على النساء وحسب.. بل حتى الرجل أصبح مطالباً بالأناقة حتى يساير العصر الذي يعيشه والذي أصبح فيه المظهر يشكل أهمية بالغة. ولعل ما أصاب الملابس الرجالية من تطور وعناية بالغة تعتمد على أشكال كثيرة ..وألوان مختلفة ..وموديلات متعددة يؤكد العناية بأناقة الرجل ..حتى المكملات من النظارات..والكبكات ..والأقلام ..والخواتم ..والجزم ..وغيرها يعنى بالتطور السريع والدائم رغم ارتفاع الأسعار والتكلفة التي تأتي على قدر ما تكون عليه قناعة الانسان بالأناقة ..فأصبحت الموديلات الحديثة من النظارات لا تقل أسعارها عن خمسة الاف - مثلاً- والكبكات أصبح الواحد منها يزيد عن الألف ويصل إلى الألفين ..والأقلام كذلك بل تزيد عنه.. وميداليات المفاتيح بثلاثة ..وأربعة آلاف على الأقل..حتى محفظة النقود أصبحت تصل أسعار الماركات المشهورة منها إلى ثلاثة آلاف أو أكثر.. أما الأحذية - أكرمكم الله- فأسعارها لا تصدق وتبدأ من الفي ريال وتتدرج زيادة إلى الأعلى ..والجزم تبدأ من ثلاثة آلاف وتصل إلى عشرة آلاف. وبهذا أصبحت أناقة الرجل مكلفة جداً وتحتاج إلى ذوق رفيع في الاختيار والانتقاء..ولاحظوا ما أصاب أسعار الثياب وأقمشتها وخياطتها فأصبح الثوب يزيد عن الخمسمائة ريال ويصل إلى الفين ..والغتر كانت بثلاثين ريالاً واليوم أشكال وماركات ولا يقل سعرها عن الثلاثمائة ريال ووصلت أسعار الأشمخة إلى خمسمائة وإلى ألف وخمسمائة فلكل ماركة سعرها!! وحتى بيجامات النوم أصبحت تبلغ ثلاثة آلاف وهو أمر قد لا يصدقه البعض!!. فإذا كانت هذه مستلزمات الرجل الأنيق فكيف ستكون تكلفة مستلزمات أناقة المرأة من عطور وماكياج وفساتين وجزم وشنط وعباءات ..وكم تتكلف المرأة في تسريحة شعرها عند كل مناسبة ..وكم تتكلف أطقم ذهبها واكسسواراتها؟!. شيء مذهل ...وكما قلنا فنحن في عصر الأناقة..والتي لم تعد مجرد مظهر ..أو مباهاة ..بل هي احتياج فعلي في كثير من أوساط المجتمع..وهي تستهلك جزءاً كبيراً من الميزانية داخل كل أسرة. لقد تداعت في ذهني هذه الخواطر وأنا أقرأ في الزميلة الشرق الأوسط في عددها الأحد 22/5/2011م خبراً عريضاً عنوانه (السعوديون ينفقون 1.1 مليار دولار على العطور وأدوات التجميل سنوياً). وعلى الرغم من ضخامة المبلغ إلا أنه قطعاً يعتبر معقولاً قياساً بأناقة الانسان السعودي بشكل عام .. وأنا في تصوري أن أناقة الرجل والمرأة في المملكة تأتي في الطليعة اذا ما أخذنا في الاعتبار أن أناقة المرأة والرجل في لبنان تعتبر متميزة ومدهشة إلا أنها تميل إلى البساطة وهذا ما يقلل من تكلفتها قياساً بأناقة الرجل والمرأة في المملكة..ولكنها في الحكم العام فهي أيضاً أناقة لها ثمنها وتميزها قياساً بالأسعار في لبنان والتي تعتبر سوقاً مفتوحاً لكل الصرخات الباريسية للموضة..كما أن النسبة في عدد المحترفين للأناقة في لبنان هي الأكثر.. على كل حال تظل الأناقة سواء للمرأة أم للرجل مهمة ..ومطلوبة.. وهي مؤشر لتفاعل كل منها مع حضارة العصر . آخر المشوار قال الشاعر: ارجع كما أنت صحواً كنت أم مطراً فما حياتي أنا إن لم تكن فيها