يمثل التعاون والتضامن بين الأفراد والجماعات الإنسانية قيمة اجتماعية رائعة، تظهر معالمها في الأزمات والأوقات الصعبة، ويدل المجتمع المتماسك المتعاون على رقي فكره وعظيم انتمائه للوطن ولقيادته، والله سبحانه وتعالى جعل الإنسان الفرد اجتماعيًّا بطبعه؛ لا يعيش إلا في مجموعات، ويتفاعل معها وفق الأعراف والتقاليد والضوابط الاجتماعية، من خلال ما يسمى بالعقد الاجتماعي، والدين الإسلامي الحنيف مثّل المجتمع المسلم بالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضًا. وفي ظل هذه الأوضاع الراهنة والأزمة التي يعيشها وطننا الغالي والعالم أجمع، يستدعي منا جميعًا تعزيز التلاحم والتآزر المجتمعي من خلال المشاركة الفاعلة في هذه الأزمة، فالدولة، رعاها الله، وكما لا يخفى علينا أجمع، قد تحملت الدور الكبير على المستويات والقطاعات الحكومية والخاصة التي تهدف لصالح كل فرد يعيش على أرض هذا الوطن الشهم، وشاركها في ذلك القطاع الخاص والقطاع غير الربحي من خلال الدعم المالي الرائع لمواجهة جائحة فيروس كورونا (COVIC-19). ومن منظور الخدمة الاجتماعية وبعدسة الأخصائي الاجتماعي يتوجب علينا الالتفات لمن حولنا والنظر في أمورهم وتفقد أحوالهم الاجتماعية والأسرية؛ حتى يتسنى لنا مد يد العون والمبادرة. وبذلك علينا كأفراد وجماعات فاعلين نافعين لوطننا ولمجتمعنا أن نشارك في هذه الأزمة من خلال بث روح التعاون والتآخي، ومن منطلق هذا المنبر الثقافي والذي يحمل في طياته الكثير من الأهداف التي تصبو لصالح الفرد والجماعة، أناشد كل فرد بهذا الوطن بالمشاركة بهذه الأزمة لبث روح التآخي والتضامن والمساندة، خاصة للأسر والأفراد المتعففين والمتضررين ذوي الدخل المحدود؛ بأن ننظر إليهم بعين الرحمة والإنسانية، وذلك بطرح فكرة إعفاء من أصحاب الإيجارات كمساندة اجتماعية أخوية إنسانية، خاصة فترة الأزمة من دفع الإيجار، وذلك على مستوى جغرافي يشمل جميع مناطق المملكة العربية السعودية؛ حيث إن الكثير بيننا هم أسر متعففة. فواجبنا التدخل والمساندة التي تحسب لنا في ميزان أعمالنا؛ وبذلك نحقق الهدف المنشود وهو التنفيس والإخاء لبعضنا البعض. إضافة إلى الالتزام التام بتعليمات وزارة الصحة والبقاء في المنازل إلى أن يزيل الله سبحانه عن وطننا هذا البلاء ويسعدنا بعودة العمل والتواصل في المجتمع.