أبدى عدد من أهالي محافظة العارضة في منطقة جازان، استغرابهم من غياب مكافحة الملاريا ونواقل المرض وفرع الزراعة والبلدية بالمحافظة، بعد معاناة الأهالي بشكل شبه يومي من البعوض. ويعاني الأهالي من هجوم البعوض، خاصةً في فترة الليل، مشددين على ضرورة وجود عمليات رش في هذه المواسم التي يهطل فيها الأمطار، ويكثر فيها البعوض الناقل لأمراض الملاريا، وحمى الوادي المتصدع، والضنك وغيرها. وأشار بعض سكان العارضة إلى مخاوفهم من انتشار البعوض الناقل للأمراض المعدية؛ نظرًا لتوفر البيئة المناسبة لتوالد البعوض في المستنقعات، مشيرين إلى أن المحافظة مهددة بمرض حمى الضنك، الذي تعد الأمطار وتجمعات المياه من أهم الأمور المساعدة على انتشارها سريعًا. وحمل المواطنون مكافحة نواقل المرض وفرع الزراعة والبلدية مسؤولية عدم قيامها بمهام واجبهم للمكافحة وردم المستنقعات وشفط مياه الأمطار، كما حملوا الصحة مسؤولية عدم القيام بالرش وتطهير المستنقعات من الحشرات. وأشاروا إلى أن وزارة الصحة خصصت فرقًا من العاملين الموسميين في فرع مكافحة نواقل المرض بمحافظة العارضة للعمل في مكافحة الحشرات ونواقل المرض، ولكن نظرًا لاتساع رقعة المحافظة وبعدها الجغرافي لم تستطع هذه الفرق أداء واجبها على الوجه الأمثل. وقال عبدالله المعيني من سكان المحافظة: إن القلق والخوف أصبحا يلازمان أهالي العارضة، وخاصة بعد هطول الأمطار التي جعلت من القرى والأدوية مكانًا لتجمع البعوض. ويرى أن الخطر أصبح يهدد الأهالي من كثرة المستنقعات، مطالبًا بأن تشكل لجنة من الجهات المختصة لدراسة الأمر، ووضع الحلول السريعة للقضاء على هذه المستنقعات والبرك المائية، وذلك من خلال ردم أو شفط المياه أو رش المستنقعات. وأشار مواطن آخر إلى وجود تقصير فرقة مكافحة نواقل المرض من حيث الرش في قرى العارضة، مؤكدًا أن البعوض بدأ يهاجم الأهالي. و”بعوضة مرض اللشمانيا” يصنف ضمن الأمراض الطفيلية حيوانية المصدر، ويُصاب به الإنسان عن طريق لدغ أنثى نوع من البعوض تُسمى حشرة الرمل، وهذه الحشرة صغيرة الحجم صامتة عند طيرانها وتعيش في الجو الحار الرطب ويزداد نشاطها في فصل الصيف. وتتغذى البعوضة على دم الإنسان أو الحيوان وتمتص هذا الدم من إنسان أو حيوان مصاب (مثل الكلاب أو الثعالب حيث تعد هذه الحيوانات مستودعًا لطفيل المرض)، ويكون هذا الدم محملًا بطفيل المرض والذي يتكاثر في معدة الحشرة ثم يصل إلى لعابها وعند لدغها إنسانًا أو حيوانًا سليمًا فإنها تحقن هذه الطفيليات في جسمه مسببة له المرض.