في الوقت الذي يستقبل فيه المسلمون في شتى بقاع الأرض شهر رمضان المبارك بفرح وسرور وتلتقي العائلات على مائدة واحدة مزينة بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات، يظل أهالي البكيرية متمسكين بعادات آبائهم وأجدادهم في هذا الشهر الفضيل، بالإضافة لتكثيف حلقات القران الكريم، والبحث عن الأجر من خلال مساجد الأحياء التي يقوم سكان بعض الأحياء بوضع موائد إفطار رمضانية من منازلهم للصائمين من المواطنين والمقيمين وعابري الطريق، فيما توزعت برامج الشباب والشابات بين ممارسة رياضة المشي بالأماكن العامة، وبين الأندية المخصصة لهم للقضاء على أوقاتهم بما يفيدهم. تكثيف البرامج القرآنية: وأكد مدير جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالبكيرية، إبراهيم البراك، في تصريحات إلى "المواطن"، أن الجمعية أطلقت العديد من البرامج والأنشطة القرآنية التي تخدم مختلف مراكز وأحياء محافظة البكيرية، وتستمر حتى التاسع عشر من شهر رمضان المبارك. وبيّن أنه من ضمن هذه البرامج حلقات حفظ القرآن الكريم ومراجعته التي تشمل جميع أفراد العائلة من الكبار والصغار والأشبال، وأيضًا برنامج مضمون النسائي، وبرنامج المميز بجامع النملة، وبرنامج النخبة بمسجد الراجحي، والتلقين بالجامع الكبير، وبرنامج أجيال القرآن بمسجد القصر، بالإضافة للعديد من البرامج للبنين في الجوامع والمساجد بالمراكز التابعة لمحافظة البكيرية، مشيرًا إلى أن عدد الجوامع والمساجد التي يتخللها تلك البرامج 19 جامعًا ومسجدًا. البرامج الهادفة للشباب: أوضح مدير نادي الحي بمدرسة يوسف الفريح، أن نادي الحي المقام بمدرسة سعود الكبير يقيم خلال شهر رمضان المبارك العديد من الفعاليات الرمضانية والبرامج الهادفة التي تستثمر من خلالها طاقات الشباب فيما يعود عليها، مبينًا بأنه من ضمن الفعاليات دوره رمضانية لكرة القدم تستهدف الشباب ويشارك فيها ثماني فرق من المحافظة وما جاورها بواقع مباراتين في كل ليلة، وكذلك دوري كرة قدم لفئة المرحلة المتوسطة والابتدائية، ودوري لكرة الطائرة خلال ثلاثة أيام في الأسبوع، ودوري لتنس الطاولة ودوري بلايستيشن، بالإضافة لمسابقة ثقافية وسحور يومي لمرتادي نادي الحي. وأشار إلى أن النادي يفتتح أبوابه لأعضائه وزواره من يوم الأحد إلى يوم الخميس من الساعة العاشرة إلى الساعة الواحدة من منتصف الليل، لافتًا إلى أنه وصل عدد زوار النادي 300 زائر بشكل يومي. البرامج النسائية: أما مديرة نادي إشراق النسائي، فاطمة السلامة، فلفتت إلى أن نادي إشراق المقام بالمتوسطة الأولى يقيم خلال رمضان العديد من البرامج والأنشطة الترفيهية والثقافية والاجتماعية والسياحة والتقنية، مبينةً أنه من ضمن الأنشطة الرمضانية "جلسة سمر"، من خلالها يتم عقد لقاءات مع صاحبات الخبرات العملية والعلمية، بالإضافة لوجود ألعاب ومسابقات ومسرح وأعمال يدوية وتطوعية تشمل توزيع السلة الرمضانية. وتابعت أن النادي يفتح أبوابه من يوم الأحد إلى الخميس من الساعة العاشرة مساءً وحتى الثانية عشرة مساءً، ويستهدف النادي جميع الفئات العمرية. إفطار أهالي الأحياء: ومن جانبه، أوضح عبدالله العقيلي: "اعتدنا سنويًّا أن نجهز الإفطار الرمضاني في مسجد الحي، حيث يتسابق سكان الحي بإعداد وترتيب سفرة الإفطار، فيما يتسابق نساء الحي بإرسال أصناف من المأكولات والمشروبات الساخنة والباردة للبحث عن الأجر". هوايات الشباب الرمضانية: وأشار الشاب صالح السديس إلى أن شباب البكيرية اعتادوا ممارسة رياضة المشي في الأماكن العامة والمخصصة، وذلك طِيلة شهر رمضان المبارك خاصة قبل الإفطار، فيما نقضي ليالي رمضان بين الأندية المخصصة للرياضة أو بممارسة لعبة كرة الطائرة مع الأصدقاء في الاستراحات الخاصة. عادات الآباء والأجداد: وتحدث أمين الغرفة التجارية بالبكيرية، أحمد العواد: "لم تغيّر الحضارة ما كان عليه الآباء والأجداد، فرمضان عند أهل البكيرية له طعم خاص ومميز؛ حيث ما زالت العديد من العائلات تحافظ على العادات الخاصة في شهر رمضان المبارك كتناول الإفطار الجماعي، وروحانية هذا الشهر الكريم فيه من خلال الارتباط العائلي والأسري وتكاتف الأسر في إظهار هذا الشهر الكريم في تبادل الأطباق الرمضانية، والمسابقات الأسرية، وصلة الرحم، وبعد الإفطار نتوجه للمساجد لصلاة المغرب". واستكمل: "ثم نعود لمنزل من يستضيف العوائل لتناول الطعام، وبعدها نتجه لأداء صلاة التراويح، ثم نتوجه للمجالس الجماعية الرمضانية عند أحد الأقارب أو الزملاء الذي يكون لديه علم أننا سنقضي جمعتنا لديه، ولهذا رمضان في البكيرية له سحر خاص، كما أنه يتميز بالترابط الأسري". ولفت إلى أن الأجيال الحالية ما زالت متمسكة بعادات وتقاليد قديمة ترجع إلى الآباء والأجداد، ولم يكن هناك إلا اختلافات بسيطة تغيرت مع اختلاف الأزمنة، وهذه العادات تؤجج مشاعر الكثيرين بالفرحة من أبناء البكيرية، اعتقادًا أنَّ بدونها لم يكن هناك رمضان على الإطلاق. مشاريع الإفطار الرمضانية: يُشار إلى أن عدد مشاريع الإفطار الرمضانية الخيرية التي يقيمها أهالي محافظة البكيرية وعدد من الجهات الأهلية، وذلك تحت إشراف رسمي من الجهات المختصة، تبلغ أكثر من 29 مشروعًا موزعًا بين المساجد والمسطحات الخضراء والخيام المجهزة لذلك.
