أنا من عشاق صوت وموسيقى الموسيقار فريد الأطرش وأطرب لنغمات عوده المميزة. فتقنيات عزف فريد للعود استثنائية ،فهو فارس مسيطر على زمام فرَسه حتى أنه ما ترك لمن جاء بعده من العازفين ما يضيفه لآلة العود. لكن حبي لصوت فريد وموسيقاه وعزفه لا يمنعني من الاستمتاع بموسيقى محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال، كما كان يُلقَّب، بل والتسامي مع بعض ألحانه وأغنياته القديمة بصوته العذب ولدغته الجميلة، ونحنحاته المُميزة. *** الحديث عن الفن والموسيقى هنا يُذكرني بحديث للدكتور مصطفى محمود في لقاء مع مثقفين وموسيقيين وأدباء وكُتَّاب، يقول فيه أنه رغم أعماله الكبيرة وكتبه الكثيرة التي بلغت سبعين كتاباً أخذ يسأل نفسه: هل سيقابل الله تعالى بشوية كلام، فكل محصوله من الدنيا، كما وصفه "شوية كلام"؟! ،وينتقل د. مصطفى محمود ليتحدث عن نقاشاته المستمرة مع صديقه الموسيقار محمد عبدالوهاب، وأنه ناقش هذه الخاطرة معه، وكيف أنه سيقابل الخالق ب"شوية كلام". أجابه عبدالوهاب: «ده اسمه فن .. ما أنا ح قابل ربنا بشوية غناء». رد د. مصطفى محمود: يعني ح تقابله ب «بلاش تبوسني في عينيه دي البوسة في العين تفرق».. ولا «الدنيا سيجارة وكاس».. يعني بيني وبينك ياعُبد موقفك مش مضمون!! *** الخلاصة، كما يراها د. مصطفى محمود أنه رغم تأثير الفن الإيجابي في المجتمع، فإن على الإنسان المسلم أن يُقدم أيضاً لآخرته. ف «واحد بتاع كورة كيف يقابل ربنا وكل محصوله شوية أجوال .. أو واحد ملاكم كل محصوله الذي يُقابل به ربه شوية لكمات»..!! - بلا شك أن الفن رسالة في الدنيا، لكن ماذا أعددنا لآخرتنا ؟! #نافذة: [اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً] الإمام علي رضي الله عنه [email protected]
