أحيانًا تستوقفك أشياء وتستثيرك للكتابة عنها حتى وإن لم تفكر بها من قبل..! .. هذا حدث معي، فرسالة واتساب واحدة جعلتني أتوقف عندها واستعيدها وأكتب عنها، وهي تستحق ذلك.. رغم أنني لا أهتم كثيرًا بطوفان رسائل الأطياف السبعة التي تمطرنا كل جمعة، وكأننا نسّاك استثنائيون غير تلك المخاليق التي تروّج وتموج طوال أيام الأسبوع..!! « 1 » الرسالة ملفتة في عنوانها: «امحها ياعلي» وهي تصف ما حدث أثناء كتابة وثيقة صلح الحديبية.. حين رفض سهيل بن عمرو عبارة (محمد رسول الله) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب كاتب وثيقة الصلح «امحها ياعلي».. ولأن عليًا لن يمحو كلمة (رسول الله) قال: «هاتها ياعلي» ثم محاها بيده عليه السلام!! « 2 » .. إلى هنا ونحن نسرد قصة حفظها لنا التاريخ.. غير أن ما أثارني هي تلك المضامين العميقة التي جرى استنباطها من : «امحها ياعلي»..!! « أ » .. «امحها ياعلي» هي استراتيجية النبي للحفاظ على مؤسسة الاسلام والتي لم يستطع لحظتها كبار الصحابة استيعابها..!! « ب » .. «امحها ياعلي» تنازل القوي للوصول بمؤسسة الدعوة الى شأن أعظم..!! « ج » .. «امحها ياعلي» تجاوز عن الصغائر للحفاظ على العظائم التي كانت تنتظر الأمة..!! « د » .. «امحها ياعلي» تحويل بالمسار من الجدل الهادر للأوقات الثمينة الى الانشغال بماهو أهم..!! « ه » .. «امحها ياعلي» خسارة لحظية لأجل مغانم استراتيجية..!! « و » .. «امحها ياعلي» تحتاج إلى نفسيات لا تصيبها نشوة السلطة والقدرة..!! « ز » .. «امحها ياعلي» تتطلب شجاعة المسامحة وشجاعة الاعتذار..!! « 3 » .. ترى كم أشياء خسرناها حين جهلنا وتجاهلنا وقفزنا من فوق «امحها ياعلي».. وكم أشياء كان بالامكان كسبها لو أننا استرشدنا: «امحها ياعلي»..!! « 4 » .. من المحزن أن الأمة فقدت حقيقتها وغاصت في مشكلاتها وتعثرت في واقعها بسبب غياب استراتيجية « امحها ياعلي»..!! «5» ولا يمكن الخلاص إلا إذا استعدنا « امحها يا علي « وأخواتها ضمن منظومة القيادة النبوية الرشيدة .