لفت انتباهي وأنا أقرأ إحدى الصحف قيام وزارة التعليم ممثلة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتوقيع إتفاقية وشراكة مجتمعية مع لجنة التنمية الاجتماعية بحي الروابي بالرياض لتقديم برامج توعوية تحد من ظاهرة العنف الأسري وذلك تحت عنوان « كن لطيفاً « ، هذه الاتفاقية تتضمن إقامة ورش عمل ومحاضرات للأسرة ومسابقات للأطفال ستقام في الأسواق والمدارس إضافة إلى إطلاق هاشتاق للمسابقة في تويتر وإقامة بطولة لكرة القدم . الدعوة لأن نكون لطفاء أمر هام للغاية وذلك ليس فقط في الإطار الأسري بل في إطار التعامل مع كافة أفراد المجتمع بشكل عام ، وقد حثنا الباري عز وجل على التلطف وذلك في سورة الكهف قائلاً ( وليتلطف) ومن معاني هذه الكلمة أن يكون الإنسان ذا لطف وأدب ومستوى راقٍ في التعامل ، فالدعوة للتلطف يجب أن تكون منهج حياة دائماً وشاملاً وليست محصورة في الأسرة بل وفي العمل والأماكن العامة. مجتمعنا اليوم في أمسِّ الحاجة إلى التلطف والبعد عن الغمز واللمز والاستهزاء والتملق والسخرية ، نحن في أمس الحاجة لأن نتلطف مع بعضنا البعض حتى لو كنا مختلفين في بعض الأمور ، وأن نتلطف حتى لو كنا من مذاهب مختلفة ، وأن نتلطف حتى لو كان بعضنا يعتقد بأنه على صواب والآخرين على خطأ ، نحن اليوم في أمسِّ الحاجة لأن نتلطف ونبعد عن الصياح والتجريح والنقد اللاذع والتهديد . البعض يعتقد أن في التلطف ضعفاً وخنوعاً ويظن أن التلطف ليس للرجال بل للنساء ،فنجده يتعامل مع الآخرين وكأنه وحش كاسر يفتخر بهمجيته وقسوته وحدته سواء في أسرته أو في مجتمعه حتى إذا ما التقى مع أحد أصحاب المناصب العليا أو أصحاب الأموال ظهرت خصال التلطف عليه وأصبح سهلاً وديعاً وكأنه شخص آخر مختلف . ( كن لطيفاً ) عنوان جميل كم أتمنى أن ينتشر فيما بيننا سواء كأسرة أو كموظفين أو كجيران في حي واحد . [email protected]
