استحضار صورة ذهنية لرعاية الأيتام عام (2025م)، هذا ما ناقشه الملتقى الثالث لجمعيات رعايتهم في المملكة؛ وذلك بحضور أكثر من (50 جمعية متخصصة، و200 مختص، و22 متحدثًا من سبع دول عالمية وإقليمية). هذا الملتقى نظمته قبل أيام جمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة المدينةالمنورة؛ ولن أتحدث عن التوصيات التي أهمها:(ميثاق أخلاقي للعاملين، والسعي لنقل أفضل الممارسات العالمية والإقليمية في تقديم الخدمات للأيتام) حتى تتحول تلك التوصيات لواقع ملموس؛ ولكن للوصول لذلك المستقبل المنتظر والمأمول؛ هذه بعض الهَمَسَات: * العَمَل على زِيادة الشراكات مع القطاع الخاص، ولاسيما في جوانب التدريب المنتهي بالتوظيف للأيتام من الجنسين، وكذلك أسَرهم الراعية لهم! * المنصات الرقمية للمؤسسات أصبحت في عصر اليوم هي الواجهة الحضارية التي تُعَرّف بها، وتَمُد يَد التواصل مع المهتمين بها؛ ولذا فجمعيات رعاية الأيتام مطالبة بتفعيل مواقعها الإلكترونية؛ فأغلبها فقير وغير خَدمي لاسيما للمتبرعين والكَافِلِين، الذين من حقهم (مثلاً) متابعة ملفات مَن يرعونهم إلكترونياً وعلى مدار الساعة! * (الإعلام) بمختلف أنماطه قد فَرَضَ سيطرته على المجتمعات (اليوم)؛ ولذا فكلّ مؤسسة تنشد النجاح يلزمها سياسة إعلامية ذات أهداف وخطط واضحة ومُمَنْهَجَة! والجمعيات الخيرية عامةً التي تقوم على التبرعات تنشد أمرين: التأكيد على مصداقيتها ونزاهتها في ظل اتهامات لا تتوقف، وكذا قاعدة عريضة من الجماهير على اختلاف ثقافاتها التي بعضها قد لا يهتم بوسائل الإعلام التقليدية؛ وطريق تحقيق الأمرين (استراتيجية واضحة تتجاوز مجرد تحرير خبر ونشره مع صوره)! * هناك شباب من الوطن يتطلعون للعمل التطوعي في تلك الجمعيات؛ فعليها أن تستثمر هذا الحماس باستقطاب نخبة منهم بعد التدريب! أخيراً (جمعية تكافل لرعاية الأيتام بالمدينة) قد تكون من أصغر الجمعيات المماثلة؛ فعمرها فقط أربع سنوات؛ إلا أنها تبدو نشيطة وفاعِلَة؛ فالحِرَاك فيها لا يهدأ؛ فهناك رعاية اجتماعية ونفسية وصحية وتعليمية ونوعية للأيتام، ودورات وبرامج تدريبية ورحلات تثقيفية وترفيهية، وإسكان خيري لبعض الأسَر التي ترعاهم؛ فشكراً للقائمين عليها! [email protected]