* حسب ما نشرته صحيفة "المدينة" في عددها الصادر يوم الأحد الماضي فإن أمانة محافظة جدة وعلى لسان المتحدث الرسمي لها تبرّأت من مشروعات السيول.. لأن شركة أخرى تقوم بها لا علاقة للأمانة بها.. * وسبق للأمانة أن تبرّأت من كثير ففي حادثة وفاة الطالب عبدالله الزهراني نفى أمين جدة علاقة الأمانة بالحادثة في تصريح له نشرته صحيفة عكاظ بقوله: "إن مسؤولية المياه والصرف الصحي من اختصاص وزارة المياه والكهرباء بحسب النظام... * وحوادث التبرّؤ.. لو أردت سردها لما كفاني المقال فهي طويلة.. ومتعبة.. ومؤلمة جدًا.. لكن وبسؤال بديهي.. كيف يمكن لأحد أن يعمل شيئا في كامل محافظة جدة دون التنسيق والتصريح من الأمانة؟ * في الأمطار الأخيرة لم تكن مشروعات السيول هي المتسببة وحدها في تراكم مياه الأمطار.. بل عشرات الأشياء البسيطة منها صلاحية الأنفاق.. والأرصفة.. ورصف الشوارع.. وصلاحيتها مداخل الأحياء.. وأزقتها.. فتحات التصريف.. والحفر المتنوعة أليست كل هذه من مسؤولية الأمانة؟ وحتى لو افترضنا أن البيروقراطية الإدارية تفرض إحالتها في المسؤولية إلى جهات غير الأمانة ألم يكن جدير بالأمانة وهي الجهة الأولى المعنية بجدة أن تنبه وتحذر وتوقف وتغرم كما تفعل مع السكان؟ * الأمانة وبحسب تصريح متحدثها الرسمي تعترف بوجود (700) نقطة حرجة لكنها لم تتعامل سوى مع (430) منها.. وكأنها تقول وبكل صراحة ووضوح البقية ليست مسؤوليتنا حتى وإن شكّلت خطورة على سكان جدة وأهلها!؟ * أداء أجهزة الأمانة نتيجة لعقلية التبرّؤ لم تكن فاعلة.. كما نقلته وسائل الإعلام وحسب المعايشة الواقعية فشفط المياه كان بطيئًا والأدوات المستخدمة لإزالة آثار الأمطار.. بدائية جدًا...!! والمشاهد التي خلفتها الأمطار محزنة.. ومؤسفة وكأن الأمانة تعيش في زمن ماضي.. * لإزالة اللبس.. وإقناع الناس.. لو فكر مسؤولو الأمانة بعقلية المسؤولية الصادقة لعذرهم الناس حتى وإن أخفقوا.. لكن..!؟