بلاد الحرمين الشريفين التي ظلت دومًا توصف من قبل خبراء الأمن في العالم بأنها واحة أمنية ومثال فيما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والتي ظلت دائمًا بعون الله ورعايته وعلى مدى أكثر من ثمانية عقود تنعم بالاستقرار والثبات تحت مظلة وحدة وطنية راسخة وتحت ظل راية التوحيد، هذه البلاد يحق لها أن تفخر بإستراتجيتها الأمنية الناجحة التي شكلت بعون الله ثم بشجاعة وجاهزية وتفاني أجهزتنا الأمنية صخرة صلبة في مواجهة قوى الظلام المتربصة شرًّا بأمن الوطن والمواطن والمقيم، عندما استطاعت تحقيق الهدف منها بعناصرها الأساسية التي تضمنت الاهتمام بالأمن الفكري مع العمل الأمني الاستباقي والتركيز على مراقبة ومتابعة العناصر المشتبه بها، والمواجهة الأمنية الصارمة التي تحرص في الوقت ذاته على تضييق مسرح المواجهة قدر الإمكان للحفاظ على أرواح المدنيين، وبذل أقصى الجهود على الظفر بالعناصر الإرهابية أحياءً باعتبارهم صيدًا أمنيًا ثمينًا في الحصول على المعلومات التي تساعد في الكشف وإلقاء القبض على العناصر الهاربة والمتواطئة والمحرضة لهم. وذلك كله إلى جانب عدم وجود جرائم في القاموس الأمني السعودي تقيد ضد مجهول، إضافة إلى القاعدة الأمنية الذهبية التي ظلت تشكل عاملاً مهمًا في تلك الإستراتيجية وهي أن المواطن هو رجل الأمن الأول، وهي تلك المقولة التي وضعها مهندس تلك الإستراتيجية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز- يرحمه الله- وسار على نهجها وعمل على تطويرها سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. هذه الإستراتيجية الشاملة التي أثبتت نجاحها من خلال إجهاض العديد من العمليات الإرهابية التي كانت التنظيمات الإرهابية تخطط لها في العديد من مناطق المملكة منذ العام 2003 أثبتت فاعليتها مرة أخرى في المواجهة البطولية التي خاضتها أجهزتنا الأمنية الشهر الماضي (محرم) في الدالوة ضد الجريمة الإرهابية التي ارتكبت في حق الأبرياء، ونجاح تلك الأجهزة في غضون بضع ساعات من الإحاطة بتفاصيل هذه الجريمة والقبض على بعض الأطراف المتورطة فيها، ثم تمكنها من خلال الرقابة والمتابعة والتحقيقات الجنائية، وبعد 22 يومًا من القبض على جميع منفذي تلك الجريمة الشنعاء وإيقاف 77 إرهابيًا مرتبطًا بتنظيم داعش الإرهابي. هذا الإنجاز الأمني الجديد يؤكد من جديد أن هذا البلد الأمين يقف بالمرصاد ضد جماعات الإرهاب وأن اجتثاثهم من هذه الأرض الطيبة هدف إستراتيجي للقيادة ورجل الأمن والمواطن.