دعت الشاعرة هند بنت عبدالرزاق المطيري إلى استحداث وزارة للثقافة والشباب بحيث تجمع كل الأنشطة والفعاليات الخاصة بالثقافة من جهة وباهتمامات الشباب من جهة أخرى، رافضة أن تسمي كتابات المرأة السعودية الجريئة ب»الفضائحية»، معتبرة أنها واقعية، مشيرة إلى أن لكل أدب له ظروفه التاريخية والحضارية، والأدب السعودي اليوم في سياقه الطبيعي. العديد من المحاور الأخرى في سياق هذا الحوار مع هند المطيري التي تعمل معلمة بوزارة التربية والتعليم، وحاصلة على درجة الماجستير من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة الملك سعود في تخصص الأدب والنقد، وتعد لمناقشة أطروحة الدكتوراه من الجامعة نفسها، بعنوان: «البطل الضد في شعر الصعاليك: دراسة أسلوبية وظيفية». * كيف تقرئين احتفالية أدبي الرياض بمناسبة مرور 40 عاما على إنشائه.. وما مدى رضاك عن أنشطته وفعالياته؟ أبارك لنادي الرياض 40 عاما من التألق. وأراه جديرًا بالاحتفاء، فنادي الرياض من أعرق الأندية في المملكة وقد تعاقب على إدارته أدباء عمالقة ما جعله الوجهة الحقيقية للباحثين عن الأدب والفن الرفيع. * كيف ترين إنتاج الأدباء والمثقفين بالمملكة بحكم البحوث التي تقدمت؟ البحوث والدراسات المقدمة حول الأدب عامة تتفاوت تفاوتا شديدا من حيث المستوى والقيمة، فبعض البحوث جاد قيّم يضيف للقارئ، وبعضها يهدر وقته دون طائل. * بعضهم يلمح أن ما يقدم من بحوث عن الأدباء والمثقفين لا يرقى إلى المنهجية النقدية؟ لست في الواقع مخولة للحديث في هذا الموضوع، لأن الجهات القائمة على المؤتمرات والأنشطة الثقافية تختار لجانا خاصة للاطلاع على البحوث وتقييمها. وعامة كل منجز بشري عرضة للنقد، وهذا ما يمنح النقد حق البقاء ومشروعية الاستمرار في ممارسة سلطاته التشريعية والتنفيذية أيضًا. * بعضهم يرى أن علاقتك بالإعلام فاترة.. والانتقاد يثير غضبك.. فما قولك؟ لم أسع يوما للبحث عن الإعلام، مع أني لست على خلاف مع أحد. أقدر لمن يكتب رأيه أيّا كان، وانفتح على المخالف لأنه يصقل ويهذب. * كيف تنظرين إلى إنتاج القصة قصيرة جدًا في الساحة السعودية؟ القصة القصيرة جدا فنّ خطير، ولعبة تحتاج إلى حذق. لم أمارس هذا النوع من القص لذا لا أفتي فيه، لكني، من خلال قراءاتي، أجدها فنّا مناسبا للعصر الحاضر إذا توفر لها الكاتب الجيد، الذي يركز على الفكرة ولا يتشعب في التفاصيل. * ألا ترين في إحلال الرواية مكان الشعر في إرث «ديوان العرب» خيانة لهذا التراث؟ قطعا أنت تقصد الشعر العربي عامة، فالشعر ديوان العرب. أما ما يخص مقولة الرواية، وهي مقولة سمعناها كثيرا، ورددها غير واحد من الروائيين، فأنا شخصيا أرى أن الرواية وحدها من يستطيع أن يثبت ذلك. * ما الذي يمنع الأدب السعودي من أن يصل إلى العمق الذي وصله الأدب المغاربي واللبناني أو المصري مثلا؟ كل أدب له ظروفه التاريخية والحضارية، والأدب السعودي اليوم في سياقه الطبيعي. جيل قديم * ما قصتك مع قنوات التواصل الاجتماعي.. وما رأيك فيها؟ أنا، في الواقع، من جيل النشر الورقي، فقد نشرت أعمالي الإبداعية قبل أن أدخل مواقع التواصل، لكني، على كل حال، أراها ناجحة وتضيف الكثير للمبدعين الشباب.. وعمومًا في الفضاء الإلكتروني تحلق كل الطيور بحرية. الكبار والصغار، الجيل القديم والجيل الجديد، ما يخلق مزيجا متجانسا، روعته في مكوناته المختلفة المؤتلفة. * جرأة المرأة السعودية في كتابتها اليوم بلغت حد «الفضائحية» برأي بعضهم.. على أي مسافة تقفين من ذلك؟ أتحفظ على وصفها بالكتابات الفضائحية، وأذهب لوصفها بالواقعية. وزارة جديدة * كيف تقرئين اتصال الأندية الأدبية بالوزير مباشرة؟ أعتقد أنه آن الأوان لاستحداث وزارة للثقافة والشباب، تجتمع تحت مظلتها كل الأنشطة والفعاليات الخاصة بالثقافة من جهة وباهتمامات الشباب من جهة أخرى. * في أي صورة ترين الصحف الإلكترونية المناطقية.. وهل كسرت حاجز الشللية؟ بل صارت أكثر شللية، وأضيق أفقا. * كثيرون ينتقدون تكرار بعض الأسماء في فعاليتنا الثقافية.. فما قولك؟ قد يكون جيدا، حين تستحق هذه الأسماء.