في كل المنافسات والاختبارات تبقى أغلب الصيغ المستخدمة حين إعلان النتائج هي أن يقول الناجح : « نجحت « بغض النظر عن كيف نجح ، بالدفع الرباعي أو ما يسمى بدرجات الرحمة ، أو بالتغشيش في قاعة الاختبار ، أو بتسريب الأسئلة ، والصيغة الأكثر شيوعاً في حالة الفشل : « رسبوني « بغض النظر عن كيف أبلى الراسب في الاختبار وهل حقاً رُسّب بفعل فاعل وكان يستحق النجاح أو أنه راسب بحيث لم تكن بالإمكان دعمه و دفعه لا من الخلف ولا سحبه للأمام ! رمي تهمة الفشل على الآخر ليس إلا مظهراً سطحياً للعقد في أعماق النفس ، والكثير من السطحية في التفكير والضعف في الإدراك ، ما يدفع لمخادعة الذات وتخديرها وركونها للفشل الدائم و تخاذلها عن البذل والاجتهاد ، ليت أن من يصح عليهم التصنيف في هذه الفئة يتذاكون أكثر و(يتمكيجون) بهذه الخدع في الوقت الذي يصححون دواخلهم و ينفضون عنهم غبار الاتكالية والسلبية و التراخي ، لأن الاستمرار في هذا الاتجاه لن يزيد العقد إلا عقداً مركبة وستستحيل الاضطرابات في الإدراك إلى أمراض نفسية كالوسواس القهري والشعور بالاضطهاد والاستهداف أو علل فكرية كعقدة المؤامرة التي سيجعلها خلف كل إخفاق في حياته لدى الفاشل ، أو عقد الغرور والعجب بالذات و كفران النعم لدى الناجحين ، و لنا في الهدي القرآني والأثر النبوي الشريف إضاءات ترشد التائه و تعين المتخاذل و تشحذ همته ، ففي سورة التوبة قال -جل وعلا (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) في فلسفة النجاح و الفشل كثير من التفاصيل التي نفوّت تأملها و التعامل معها بحسب حقيقتها ، إما مأخوذين بنشوة النجاح أو واقعين تحت ركام الفشل . @511_QaharYazeed [email protected]