كانت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ناطقة بمشاهد تحَدٍّ بين المشاهير، لاسيما أهل الكُرة والفَنّ خضعوا فيها ل (دَلْوٍ مُباشِرٍ من الماء المثلج)، وعُرِفَ ذاك التحدي ب (The Ice Bucket Challenge)!! البادرة انطلقت من (أمريكا) وكان الهدف منه التذكير بفئة من المجتمع تعاني مرضاً عصبياً، وكان تحدي الثّلج عند أولئك سَاخناً بالتبرعات، حيث يَسْكُبُ المتحدي كميةً كبيرةً من الثّلج على رأسه، ويختار بعدها ( 3 من أصدقائه ومعارفه) ليقوموا بذلك ويصوروه وينشروه في مواقع التواصل الاجتماعي، فإنْ لم يستطيعوا التنفيذ خلال 24 ساعة كان عقابهم التّبرع بمبالغ مالية لحساب المؤسسة التي تُعنى برعاية المصابين بذلك المرض، والتي جمعت من هذه الحملة أكثر من(30 مليون دولار)!! الحكاية وَصَلَت لمجتمعنا العَرَبي، ولكن كالعادة كان التركيز فيها على القشور وتحويلها موضةً للتحدي والسخرية، ف (الدَلْو العربي المُثَلّج) كان بارداً من التبرعات!! وهنا لقد أصبح مشاهير الكُرَة والفَنّ في وطننا العربي وما أكثرهم يقبضون الملايين - ما شاء الله، وزادهم من فضله -؛ لكن أغلبهم لا جهود له في ميادين المسئولية الاجتماعية واستثمار شهرته وجَاهِه وشيءٍ من ماله في خدمة مجتمعه! بل هناك مَن كان ينتَسِبُ لمجتمع الرياضة والفَن في ماضيه ثم بعد أُفول نجمه أصبح وحيداً يصارع الفقر والمرض، دون أن يلتفت له أصدقاء الأمس، فما ألحظه أنّ مجتمعي الرياضة والفَن يتسمان في العموم بالعقوق مع بعض الاستثناءات النادرة!! (لست أعرف السبب)، لكن ما أنا متأكد منه أن أهل الرياضة والفَن، ولاسيما في بلادنا، قد أصبح جلهم من أصحاب الملايين، ولذا فهم مطالبون بواجبات تجاه زملائهم ومجتمعهم، فهل نرى منهم مبادرات خيرية، وليس مجرد تقليد صُورِي لجهود الآخرين؟! [email protected]