كل يوم ينفتح جرح عربى جديد وينزف وطن ثم يبدأ الحريق الذى يلتهم كل شئ .. والضحايا فى الغالب هم الاهالي الذين يقتلون ويتشرّدون فى الدول المجاورة وينزحون داخل بلادهم يطلبون الأمن المفقود ويهربون من قصف الصواريخ والدانات وهدم المنازل فوق رؤوسهم !!. هذا المشهد مستمر فى العراق سواء من داعش أو قوات المالكى ، وكلاهما يظلم العراق الان.. ويتكرر ذات المشهد فى سوريا حيث يتمسك الاسد بكرسي السلطة ولو على أشلاء السوريين ودمائهم ،لا ترمش له عين وطائراته تقصف حلب وإدلب وريف دمشق وتتمدد فى القلمون يصاحبها الحرس الايرانى ومليشيا حزب الله!! .. والضحايا هم الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ .. فقط لأن السوريين أرادوا الحياة بكرامة لكن الأسد يرفض ذلك ويلغ فى دمائهم بشكل وحشي ترفضه كل الشرائع وتأباه كلّ القيم الانسانية وذات المشهد الدموى يتكرر الان فى ليبيا حيث تتصارع المليشيات فى بنغازى وطرابلس العاصمة كل واحدة تريد أن تفرض سيطرتها على طرابلس بقوة السلاح وتخويف السكان والقتل الهمجي البربري وكل ذلك باسم الاسلام وهو براء منه. لقد دخلت ليبيا فى دائرة النار لأن زعماء المليشيات لا يريدون لها الاستقرار وكل همّهم الاستيلاء على السلطة والثروة متناسين التضحيات التى قدمها الشعب الليبى وليس من المعقول ان يخرج الليبيون من محنة القذافي ليدخلوا نفق المليشيات المظلمّ!! . ليبيا فيها حكومة منتخبة الآن وبرلمان منتخب وهما سلطتان شرعيتان اختارهما الشعب بمحض إرادته.. إذن لماذا وجود مليشيات مسلحة خارج إطار الشرعية؟ ولماذا تحمل السلاح فى وجه الجيش النظامي ؟ ولماذا تريد ترويع المواطنين والفتك بالأجانب وقطع الطريق أمام وجود حكومة قوية تعمل على نشر الاستقرار والامن. لقد طالبت الحكومة الليبية بتدخل دولي لمساعدتها فى القضاء على المتفلّتين والخارجين على القانون من مليشيات وغيرها لكنها لم تلق آذنًا صاغية، لذا عاثت المليشيات فى الأرض فسادًا لأنها لم تُردع وتُحسم فى الوقت المناسب. انفلات الأمن فى ليبيا يلقي بتبعات جمّة على أمن الدول المجاورة كمصر وتونس والجزائر والسودان .. وحالة السيولة الأمنية فى ليبيا لن تسلم منها هذه الدول لذا لا بد من عمل سريع من الأممالمتحدة والجامعة العربية لإسناد الحكومة الشرعية ووضع حدّ لعبث الخارجين على القانون بهذا البلد .