عبدالمجيد الرهيدي.. فنان شاب عاشق للفن منذ صغره، ومن شدة عشقه للفن تعمّد «الرسوب» في المدرسة لكي يمثل على المسرح!.. شارك في عدة أعمال ومنها مسلسل «بمبي» الذي حقق نجاحًا جيدًا على «اليوتيوب»، واستفاد فنيًا من الفنان المصري حسن حسني، وهو حاليًا يراهن على مسلسله الجديد «كاش».. الفنان الشاب عبدالمجيد الرهيدي يفتح قلبه ل «الأربعاء» ليتحدث حول العديد من الأمور.. * هل حلمت في الصغر أن تكون ممثلاً؟ - نعم بكل تأكيد.. وكنت أحلم كثيرًا بأنني سأكون ممثلًا، وكنت في مرحلة الطفولة أصعد يوميًا إلى «السطوح» وأشاهد جبال مدينة مكة المكرّمة وأتمنى أنني أكون في مصر لأنها أصل الفن، وقد تحققت أمنيتي وذهبت فعلا إلى مصر. * كيف دخلت مجال التمثيل بشكل عام؟ - في مرحلة الإبتدائية كان يوجد مسرح مدرسي وكُنا نقيم فيه المسرحيات بشكل صامت واستمر هذا الحال إلى مرحلة المتوسطة ثم انتقلت إلى الثانوية وحصلت لي مفاجأة تعتبر لي ذكرى حلوة جداً فقد رسبت ثلاث سنوات في أولى ثانوي من أجل المسرح لأنه كان لا يوجد نشاط مسرحي في سنة ثانية وثالثة ثانوي وكانت فقط في الصوف الأولى ومن شغفي الكبير للمسرح قرّرت كل سنة أعيد السنة الدراسية من أجل المسرح، ووصل شغفي لدرجة أنه كان لديّ اختبار نهائي في مادة الرياضيات وتفاجئت أن توقيت الاختبار يشابه توقيت العمل المسرحي الذي نقدمه في الرياض، فقرّرت أن لا أحضر الاختبار وسافرت لأداء التمثيل المسرحي، وبالرغم أن تقديري الثانوي (جيد) ولكنني الأول على دفعتي في شهادة البكالوريوس علوم مسرح قسم التمثيل والإخراج من القاهرة، وكم هو إحساس جميل أن تدرس تخصّص وأنت لديك رغبة كبيره فيه. * ما هو أول عمل مسرحي لك؟ - كان مع أبناء الأستاذ محمد حمزة في مسرحية بعنوان «مشمش ورمان» تم عرضها في فعاليات صيف 1423ه (جدة غير) لمدة شهرين ونصف، أي ما يقارب 60 عرض، وكان هذا أول عمل تجاري لي. * ماذا كان موقف عائلتك من دخول عالم التمثيل؟ - أنا من عائلة محافظة جداً ومن أبناء مكةالمكرمة وجدّي رحمة الله عليه كان مدرّسًا في دار الحديث ووالدي كذلك وحين رأى أنني أهملت دراستي حاول كثيراً أن ينصحني بالبعد عن هواية التمثيل بسبب تدهور دراستي لكن مع الأيام لاحظ هو ووالدتي بأنني متيّم بالتمثيل وأريده كمهنة لا كهواية فأستسلموا للأمر الواقع وبدأ دعمهم والدعاء ولكني واجهت ردة فعل من بعض أصدقائي بقولهم: لا تدخل هذا المجال فهو صعب وليس مفروشًا لك بالورد.. والكثير من العبارات. * هل الفن هو وظيفتك الرئيسية اليوم؟ - نعم.. أنا مصمّم ومازلت مصمّمًا بأنني لم ولن أتوظف في مجال أخر غير الفن. * نعرف علاقتك بالفنان المصري القدير حسن حسني، كيف تعرّفت عليه؟ - طلبت من رجل الأعمال وسام تونسي أن نذهب إلى مصر وهناك نبحث لنا عن فنان واحد فقط يمثل بجانبنا نحن الشباب السعودي لنأخد الفرصة، بدلًا من أن نجلب فريق كامل من الفنانين الغير سعوديين في المسرحيات التي نقيمها سنوياً في الأعياد والمهرجانات، فقال لي من هو الفنان الذي تريده، فأجبته بأنه الفنان حسن حسني، وأنا عند ذكر اسمه لم أكن أتوقع أننا سوف نلتقي به، ووصلنا مصر ومكثنا ثلاثة أشهر نبحث عنه، وفي يوم تلقينا اتصالًا من مدير أعماله يفيد بأن الفنان حسن حسني يصوّر مسلسل «على يا ويكا» في مدينة بور سعيد، فكان لقائي معه في الفندق وكنت في قمة السعادة بلقائه. * وماذا دار بينكم عندما ألتقيته؟ - عند لقائي به قابلتهُ بكوميديا و»جلست» على الأرض أمامهُ وقلت لهُ باللهجة المصرية: «بص يا حج أنا بحبك أوي وأنت لازم تجي معانا ع السعودية نعمل مسرحية في جدة ودوقتي حالاً»، رد عليّ وقال وهو يضحك: «باين ح احبك ياوله ياعبمجيد أنت بتفكرني بعلاء ولي الدين الله يرحمه بتشبهه كتير». * هل كان للفنان حسن حسني دور في دخولك لجامعة 6 أكتوبر بقسم علوم مسرح؟. - نعم.. بكل تأكيد، وللمعلومية هو من طرح عليّ بأن أذهب لمصر وأدرس البكالوريوس في القاهرة لأنهُ رأى تمثيلي وأنا بجانبه في مسرحية «الليلة دربكة» عام 2005م، وأتذكر جيدًا عندما قال لي: «يابني انت موهوب بس لازم تدرس التمثيل عشان تفهم سر الصنعة وتبقى محترف»، وفعلا درست في الجامعة لمدة أربعة أعوام. * أوصف لنا ردة فعل الفنان حسن حسني عندما أبلغتة بأنك تخرّجت وأنك الأول على دفعتك؟ - عندما أبلغته بأنني نتهيت من البكالوريوس قال لي «أوعى تفكر بأنك أنتهيت.. بل أنت الأن بدأت المشوار والطريق طويل فاستعد للقادم». * ما هو أول عمل فني لك بعد أن تخرّجت من جامعة 6 أكتوبر؟ - كان مسلسل تم إنتاجه عام 2010م بعنوان «سقوط الخلافة» وأدّيت به دور جيد بجوار فنانين من الوطن العربي أمثال عباس النوري وجهاد سعد وعبدالرحمن أبوزهرة مع العلم بأن حسن حسني ليس له أي دور في هذا المسلسل وأنا جلبت له الدور بعد أن أقنعت المخرج محمد عزيزية. * بعد تصوير أول مسلسل لك بعد الشهادة الجماعية، هل بقيت في مصر؟ - لأ فقد عدت إلى السعودية لأن الثورة قامت، والفنان حسن حسني ووالدايّ كانوا خائفين عليّ بشكل كبير، وطلبوا من الرجوع فورًا. * وما هو أول عمل فني لك بعد عودتك للمملكة؟ - مسرحية «تهامي كووول» وقدمناها في مهرجان للكوميديا بمدينة أبها، وكان بحضور ضيوف من الفنانين منهم طارق العلي و فايز المالكي وخالد سامي وأيمن زيدان وغيرهم. * قدمت أعمالك الفنية عبر «اليوتيوب»، كيف كانت بدياتك معه؟ - كانت ببرنامج شبابي اسمهُ «قروشة» وهو أول برنامج لي في «اليوتيوب» وكان ذلك في تاريخ 1/1/2013م. * حدّثنا عن برنامج «بمبي» الذي حقق نسبة مشاهدة عالية جداً، والعوائق التي واجهتكم في البرنامج؟ - أنا كنت ضيف شرف فقط، ورغم ذلك وُجهت لي بعض الإنتقادات والشتائم التي أساءت لي بشكر كبير. * هل كنت تثق بأن البرنامج سينجح؟ - نعم.. وكنت أراهن على ذلك وكنت واثق لأن البرنامج نوعية مختلفة عن البرامج الأخرى ويناقش ويطرح القضايا بطريقة مختلفة، واعترف بأننا لم نكن موفقين في بعض اللقطات في الحلقة الأولى بالذات. * برنامج «التمساح» أنتقد «بمبي» في أول حلقة له، فهل كان هو سبب نجاح برنامجكم وفي زيادة نسبة المشاهدة؟ - لا.. ولكنه ساهم في انتشار البرامج، والنجاح في نهاية المطاف هو هل البرنامج سوف يستمر أم لا. * هل تعتقد أن «بمبي» لهُ زمن وأنتهى؟ - نعم.. كل برنامج لهُ زمن، مستحيل برنامج يدوم لك طول العمر، و»بمبي» أخذ زمنه وانتهى، أما الزمن المقبل فهو زمن مسلسل سيرى النور قريباً ويحمل عنوان «كاش». * وهل ترى أن «كاش» سيحقق النجاح على «اليوتيوب»؟ - نعم وهو من إنتاج قناة محليون على اليوتيوب، ومن تأليف وإخراج الرائع محمود صباغ، وفقط أريد أن أذكرك بشيء فأنا راهنت على نجاح «بمبي» وقد حقق النجاح الكبير، والأن أنا أقدم التحدّي والمراهنة على مسلسل «كاش» ونجاحه، لأنهُ من وجهة نظري سيُحدث نقله نوعية في الدراما السعودية على «اليوتيوب» وبالتحديد لأنه يتحدث عن خبايا كرة القدم السعودية. * ولماذا اهتم مسلسل «كاش» بشكل كبير بقضايا نادي الاتحاد وديونه؟ - لا يناقش فقط ديون الاتحاد، بل هو يناقش ما يحصل في دهاليز الوسط الرياضي السعودي، والممرات التي تكون تحت الأرض في مشاكل الكرة السعودية، والمسلسل حدّد كل النوادي وليس ناد بعينه. * هل لديك أعمال تلفزيونية في رمضان؟ - مسلسل «عائله 5 وعليها» وهو مسلسل كوميدي تلفزيوني. * من هم الممثلين السعوديين الذين تتمنى العمل معهم؟ - لا يوجد فنانين سعوديين نجوم، وإن كانوا موجودين فإنهم يُعدّوا على أصابع اليد الواحدة، وأنا أريد أن أمثل معهم كلهم، ولكن لا يوجد ممثل معين سعودي أريد أعمل معه سويًا في التمثيل. * كلمة أخيرة لمن توجهها؟ - لرجال الأعمال السعوديين والمنتجين بالتحديد، بأن يدعموا صناعة الفن والفنانين في الإنتاج الفني بالمملكة، فبذلك سنصنع حراك فني وثقافي ونواكب من سبقونا مثل مصر والكويت، ولا يغفلون الشباب لأن الشباب هم الذين يستطيعون التغيير في الزمن المقبل، فأقول لهم أعطونا فرصة.
