قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود: «إن الظروف التي تمر بها مصرالشقيقة تستدعي الحكمة والتعقل من كافة الرجال الشرفاء بها»، ودعا الله سبحانه أن يحفظ مصر ويجنبها الشرور والفتن، وأن يمن عليها بالأمن والاستقرار والازدهار، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه المليك من الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية استعرض فيه تطورات الأحداث وطمأنه عن استقرار الأوضاع في مصر الشقيقة، كما تم التطرق إلى العلاقات بين البلدين الشقيقين. وبعث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع برقية تهنئة لفخامة المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية. إلى ذلك توافد المئات من شباب الثورة إلى ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة أمس في اطار مليونية «تأكيد المكاسب»، لتحقيق أهداف الثورة والدعوة لاستمرار المظاهرات، والمطالبة بجدول زمني للمرحلة الانتقالية لما بعد تشكيل الحكومة، كما قامت الطائرات العسكرية باستعراضات حربية فوق سماء التحرير وقام أفراد اللجان الشعبية بإغلاق مداخل الميدان من ناحية كوبري قصر النيل وميدان عبدالمنعم رياض، وفتحه من ناحية ميدان طلعت حرب وباب اللوق، وكانت حملة تمرد قد دعت جموع الشعب المصري للتظاهر في ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية، فيما سمته جمعة النصر، مطالبة الشعب باستمرار احتشاده في الميادين، لحماية الشرعية «الثورية» التي أطاحت بمحمد مرسي ونظام الإخوان، وكانت الأعداد محدودة في فترة الظهيرة وتتزايد مع انكسار حرارة الطقس، فيما قام المئات من المصلين بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة برفع الأحذية في وجه عشرات الإخوان، مرددين هتافات «الجيش والشعب إيد واحدة»، في الوقت الذي شهد تجمعا من أنصار التيارات الاسلامية ساحة المسجد ورددوا هتافات «إسلامية.. إسلامية»، وجرى تشكيل جدار بشري للفصل بين الطرفين ومنع الاحتكاك بينهما وتم اخراج أنصار الاخوان من المسجد على خلفية اتهامهم لشيخ الأزهر بالمشاركة في مخطط عزل الرئيس السابق محمد مرسي وهو ما اثار غضب المصلين بالمسجد، كما خرجت مسيرة مؤيدة للقوات المسلحة نظمها أهالى الجمالية بمنطقة الأزهر ردًا على مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول، مرددين هتافات منها، «الجيش والشعب إيد واحدة»،على الجانب الآخر، قام عدد من مؤيدي الرئيس المعزول بالاعتداء على بعض المؤيدين للقوات المسلحة، مما أدى إلى نشوب اشتباكات بين الجانبين، تم على إثرها مطاردة المسيرة المؤيدة لمرسي حتى طريق صلاح سالم، وسط ارتفاع أصوات صفارات السيارات وسط هتافات الجيش والشعب إيد واحدة». ودعا خطيب ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين بمحاكمة كل رموز جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي على كل الجرائم التي ارتكبها طوال العام الماضي، وقال شاهين في خطبة الجمعة أمس ان الجرائم التي تم ارتكابها في ظل وجود جماعة الإخوان في سدة الحكم أكبر بكثير من جرائم نظام مبارك، وبالتالي لابد من محاكمتهم عليها والتحفظ عليهم قبل هروبهم، مشيرًا إلى أن الشعب المصري قام بثورته من أجل مطالب مشروعة وحياة كريمة وليس من أجل أن يقوم الإخوان بسرقتها وسلبها على الملأ. وأشار خطيب ميدان التحرير إلى أن الشعب المصري يصر على استكمال ثورته وتحقيق أهدافها خاصة بعد أن قام نظام الإخوان السابق بتبديد هذه الأهداف وتحويل مسارها نحو مصالحهم الشخصية وعدم الاهتمام بالمواطن المصري الذي لولاه ما قامت هذه الثورات والانتفاضات، قائلا: «مصرون على استكمال ثورتنا بعد أن استرددناها ممن سرقوها»، واشار شاهين إلى أن نظام الإخوان أهان القضاء والجيش والإعلام والأزهر ولابد من تصحيح هذا المسار الذي تم تحويله للأسوأ وبالتالي لابد من وقفة موحدة نحو مستقبل أفضل تقوم على تحقيق العدالة ومحاكمة كل من أجرم وحرض على قتل المتظاهرين، قائلا: لابد من محاكمة كل مجرم وظالم في نظام الإخوان. على صعيد متصل شهدت عدة محافظات مظاهرات مماثلة لتحقيق أهداف الثورة وتأييدا لخارطة الطريق التي أعلنتها القوات المسلحة، أبرزها مظاهرات حاشدة انطلقت من مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية, رافعين الأعلام المصرية واللافتات المؤيدة للقوات المسلحة، وردد المتظاهرون الهتافات المؤيدة لقيادات القوات المسلحة, بعد عزل الدكتور محمد مرسي, مؤكدين بدء مرحلة انتقالية جديدة تستهدف إعادة بناء مؤسسات الدولة والتكاتف من أجل مكافحة العنف, وفق ما ورد في اللافتات التي حملوها، وفي المحلة تجمع المئات من المتظاهرين في ميدان الشون، كما واصلت الجماهير مسيراتها بالسويس والفيوم وأسيوط.