جدّة مدينة مزدحمة 60 / 24 / 7 / 4 + 1 أو 2 / 12!. أكيد محتاجين شرح؟ أبشروا، يعني مزدحمة 60 دقيقة في الساعة، 24 ساعة في اليوم، 7 أيّام في الأسبوع، 4 أسابيع + 1 أو 2 يوم في الشهر، 12 شهر في السنة!. لكن أسوأ ساعتيْن مزدحمتيْن هما ساعة التوصيل من البيوت للمدارس بالسيارات في الصباح، وساعة التوصيل من المدارس للبيوت بالسيارات في الظهيرة!. ولأنهما ساعتان اثنتان أصفهما بعبارتيْن اثنتيْن: ازدحام مُريع.. فوضى عارمة.. وليس السبب إدارة المرور، وإن كان بعض ممّا تفعله هو التفرّج ووضع اليديْن على الخدّيْن، بل هو الأمانة العزيزة، (وشُوفوا ليش): في الأربعين عاماً الماضية، وعند تخطيط أحياء جدّة الجديدة، لم تُخطّط الأمانة أراضي كافية عدداً ومناسبة موقعاً للمدارس، وقد تداول أهل جدّة قيلاً وقالاً كثيراً عن تحويل الأمانة أيضاً لبعض هذه الأراضي إلى غير المدارس، أو تطبيقها كمِنَح مجانية لبعض المواطنين السعداء، مثلها مثل أراض أخرى خاصّة بالمقابر والحدائق والمساجد، وسواء كان القيل والقال صحيحاً أم لا فإنّ المحصّلة هي إسقاط وزارة التربية والتعليم والقطاع التعليمي الأهلي للمدارس على المخطّطات بشكل شبه عشوائي، وفي مواقع غير مناسبة، وفي شوارع غير مهيأة أصلاً لخدمة منشآت عامّة ومكتظّة مثل المدارس، ممّا صعّب مع مرور الزمن عملية الوصول إليها ومنها بالسيارات، وأضاف عبئاً مرورياً إلى ما حولها من الطرق الرئيسية والفرعية المنهكة أصلاً بالازدحام، وهذا السبب هو أصل المشكلة، إضافةً بالطبع إلى انعدام وسائل النقل العام الذي هو من اختصاص الأمانة أكثر من أيّ جهة أخرى، وتأخر مشروعاتها الخاصّة بتحرير التقاطعات، وتصميم الجسور الجديدة كناقلة تقليدية للازدحام من مكان لآخر لا كمُخلّصة منه وفق تصاميم حديثة ومُبتكرة، ناهيكم عن اهتمام الأمانة بتنفيذ مشروعات ديكورية أخرى غير ذات أهمية كبيرة وبتكلفة مرتفعة، وكان الأولى إنفاق كلّ ريال أو يورو أو دولار على الجوهر لا على الديكور!. الأمانة هي السبب في نشوء أسوأ ساعتي ازدحام، والازدحام عموماً، وحتى تاريخه لم تَهَبْ أهل جدّة ما تقرّ به أعينهم في تنقّلاتهم التي صارت كابوساً ثقيلاً!. ويا أمان الجدّاويين المزحومين والمخنوقين!. تويتر: T_algashgari @T_algashgari [email protected]