* غيداء، ابنتي... عندما وصلتني رسالتكِ على جوالي كنت أهم بمغادرة أحد صالات المطارات الدولية التي كثيرًا ما أسافر إليها.. هزّتني كلمات الرسالة... وأشجتني معانيها... وأطربتني دلالاتها... * أحسست في كل مفردة منها... وبين كل كلمة من كلماتها... وفي ثنايا حروفها... صدق إحساس... وصفاء شعور... ونقاء روح... * أنتِ أيتها الحبيبة رغم كونِك... أصغر أبنائي... ولمَّا تزالي بعد في سنتِك الأولى من المرحلة الإعدادية... غير أن حروفكِ تنبض... بتجربة سنين... وخبرة عمر... * والسبب الصدق والنقاء... فالمصطفى الحبيب عليه أفضل وأزكى الصلاة والتسليم أرشدنا إلى ذلك بقوله: «لم يكن الصدق في شيء إلا زانه» أو هكذا قال عليه السلام.. والنقاء مفتاح سحري آخر إلى عمق الأرواح... وثنايا القلوب... يدخلها بلا استئذان... ويتربّع فيها بكل ترحاب... * أعيدي أيتها الحبيبة معي قراءة حروف ما كتبتيه: «أبي... ابنتك التي لديها قلبٌ ينبض عِشقًا لك... ولها اسم يتبعه اسمك... وملامح تُشبه ملامحك... دعني أخبرك... أنها تهواك جدًا...» هل بعد هذا نبض أصدق؟ وهل بعد هذا إحساس أعمق؟ * رسالتكِ أضاءت جوانب داكنة... من نفسي... كنت في حاجة إلى من ينيرها لي... فكنتِ أنتِ... أتتني حروفك وأنا في أمس الحاجة إلى مثل معانيها التي أفاضت على روحي إحياءً أبديًّا... ونشوة سرمدية... * أنتِ يا غيداء... أوقدتِ مرة أخرى الدافع... وأشعلتِ مرة أخرى الحماس... في داخلي للاستمرار... مهما غدر الزمان أو تغير... [email protected]