يستعد المواطنون والمقيمون في جميع مناطق المملكة للاحتفال بعيد الفطر السعيد، حيث يتبادل الجميع التهاني بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، فتخرج العائلات السعودية والمقيمة للزيارات العائلية بعد صلاة العيد، ويستقبل بعضها زيارات الجيران منذ الساعات الاولى من الصباح. وتختلف الاحتفالات باستقبال العيد من منطقة لأخرى، حيث تجد التنوع والتميز في هذا اليوم المبارك، ولا تخلو المتنزهات والحدائق والشواطئ من المعيدين، كما يتنقل المسافرون بين المدن لزيارة الأقارب والاصدقاء، بينما يتجمل الأطفال بملابسهم الجديدة المبهجة. وترحب كل منطقة بزوارها من جميع المناطق الأخرى، ويفضل الكثيرون الانصياع لضغط الاطفال وزيارة المدن الترفيهية التي تستعد لزيارتهم بالعروض والمسرحيات الخاصة. ومع اختلاف العادات وتنوعها في احتفالات العيد من منطقة لأخرى، فإن هناك ثوابت يشترك فيها جميع الأهالي في صبيحة يوم العيد، حيث يتبادل الجميع الزيارات من بعد صلاة العيد، ويحرص اهل الحي الواحد على زيارة كبار السن أولًا، ثم المرضى، ثم بقية الجيران، وتقدّم القهوة العربية والمأكولات الشعبية، وتغادر بعض الأسر والشباب الى بعض المدن في زيارات عائلية لاهاليهم واقربائهم هناك، وقد يعود البعض في اليوم نفسه ويفضل الاخر الاقامة ليوم او لاكثر، بينما يغادر الكثيرون بغرض السياحة، ولعل المدن التي تشهد الزيارات المكثفة هذه الايام هي المنطقة الشرقية ومكة وجدة. 200 فعالية بالرياض أما عن بعض الخصوصيات التي قد تؤكد تنوع الاحتفالات بين المناطق المختلفة بالمملكة، فيقول عبدالله أحمد من الرياض: ان للعيد بهجة وسرورا، وقد تطور عن الاعوام الماضية، حيث تقام الفعاليات والبرامج الاسرية، فتقيم أمانة العاصمة فعاليات تزيد على 200 فعالية ترفيهية وفنية وتراثية ومسرحية ورياضية وعروض شعبية تقام في 40 موقعًا، وتغطي جميع أحياء العاصمة وتستفيد من إمكاناتها الكبيرة من الساحات والحدائق والمنشآت التعليمية والرياضية والمراكز الثقافية والاجتماعية والتي تحتضن جانبًا كبيرًا من فعاليات عيد الرياض. ويضيف: جميع هذه الفعاليات تلبي احتياجات العوائل والاسر وهناك عدد من المواقع للأنشطة النسائية وأنشطة الطفل، والتي تقدم عروضًا فنية وتراثية وترفيهية تحت إشراف كوادر نسائية بنسبة 100% إلى جانب المواقع المخصصة لاستقبال العائلات وتتيح لجميع أفراد الأسرة الاحتفال بالعيد معًا في مكان واحد. الشرقية بحر وشواطئ ويقول محمد الشمري من المنطقة الشرقية: إنه في العيد تشهد محافظات المنطقة الشرقية خلال أيام عيد الفطر المبارك عودة وإحياء لعادات ومظاهر عيد الفطر المبارك، وتتنوع مظاهر العيد بين مظاهر خاصة للكبار والصغار، وعادات تجمع بينهم وتضفي على عيد الفطر جوا من الألفة والأريحية وتقام احتفالات الاهالي بالعيد في المنطقة الشرقية على الواجهات البحرية بالدمام والخبر وكورنيش القطيف وشاطئ نصف القمر والعزيزية، حيث يستمتع المعيدون بالمسطحات الخضراء والعاب الاطفال في جو معتدل، وتزدان المتنزهات والحدائق وتتجه أغلب العائلات إلى الكورنيش والمسطحات الخضراء المجاورة له وتشهد الأماكن السياحية والأثرية والترفيهية بالمحافظة خلال أيام عيد الفطر إقبالا كبيرا من المواطنين والزوار لاسيما بعد توافر كل متطلبات الراحة من أجل أن يقضي المواطنون والمقيمون أوقاتا سعيدة في العيد، من خلال الاستمتاع بالبحر واقامة الفعاليات الخاصة بذلك من ركوب الخيل والسباحة والتنزه في القوارب الصغيرة. المدينة طابع خاص ويقول سعد الجهني من المدينةالمنورة: إن العيد في المدينة له طابع خاص ونكهة مميزة تعبق بالروحانية، ففي يوم العيد يخرج الناس إلى أداء الصلاة في الحرم النبوي الشريف، وبعد الانتهاء من الصلاة ينتشر الأطفال بملابس العيد الجميلة في الساحة الخارجية للحرم، فرحين سعداء بالعيد، ويقوم الكبار بمعايدة الأقارب والجيران ويتبادلون الزيارات فيما بينهم ويحرص الكثير من العوائل والاسر على حضور احتفالات الاهالي بالعيد. ويقول رامي الحربي من مدينة جدة إن مظاهر العيد في جدة يحيي الكثير من التقاليد والعادات الأصيلة التي تتميز بها المنطقة والتي يمتد بعضها إلى عشرات السنين وما زالت محل احترام وتقدير كبيرين، مشيرًا إلى أن للعيد قديمًا في مدينة جدة بهجة خاصة ومميزة، ففيها عادات اندثرت منذ زمن ومنها ما زال قائما حتى اليوم. جدة ثقافات وفنون وفي جدة تشارك العديد من الفرق الشعبية من مختلف البلدان العربية والإسلامية بالإضافة إلى فرق الفنون الشعبية السعودية في تقديم العديد من ألوان التراث الشعبي احتفالا بالعيد السعيد، خاصة في منطقة جدة التاريخية، وتتميز هذه الاحتفالات بتنوعها وشموليتها وتمثيلها لمختلف الثقافات العربية والإسلامية. الباحة تجمعات وأقارب وفي منطقة الباحة يؤكد خالد الزهراني ان للعيد بهجة وفرحة ينتظرها الصغار ويتشوق لها الكبار، مظاهر العيد تختلف من مكان لآخر ولكنها جميعا مظاهر فرح وعادات العيد في منطقة الباحة لم تتغير، فالأهالي هنا لا يزالون يحافظون على العادات التي توارثوها من الآباء والأجداد، فالكل يستعد، حيث الصغار يستعدون لملابس العيد، وتستعد ربات البيوت ليوم العيد في وقت مبكر للإعداد لوجبة العيد ويجتمع أهالي القرية أو بالأخص عند أكبرهم سنا ثم يحضرون موائد العيد وتعد فرصة ليتبادل الجيران التهاني بالعيد أولا ويجتمعون على هذه الموائد وكذلك حضور احتفالات العيد والذي تقدم فيه عدد من ألوان الفنون الشعبية كالعرضة والسامري ويحرص الجميع على الحضور، وتحتضن الباحة الكثير من الأماكن السياحية الطبيعية. عسير تراث وأصالة وفي عسير يتميز العيد بطابعه الخاص والمميز الذي يستمده من التراث والعادات والتقاليد الجنوبية، فيقول محمد العسيري: في أيام العيد يمتزج التراث الجنوبي بفرحة العيد الكبيرة لتتجلى فيها الابتسامة على شفاه الناس والألفة بين القلوب وروح السماحة والاخاء في اجمل صورها، وتتميز قرى عسير عن مدنها بتجلي مظاهر العيد فيها بشكل أكبر، وان كانت الفرحة لا تغيب عن مدنها، ويلتقي الاصدقاء والاقارب ويقومون بزيارة كبار السن والمرضى ومعايدتهم، كما يعتبر العيد في عسير فرصة رائعة للجيل الجديد للتعرف على تراث الآباء والأجداد من خلال التقاليد الأصيلة ومراسم العيد والاكلات الشعبية التي تقدم في العيد من السمن والقرصان الى المبثوث والمشغوثة، بالاضافة الى حلوى العيد التي لا تكتمل فرحة العيد إلا بها، وفي أيام العيد يتم إحياء حفلات للاهازيج والرقصات والألوان الشعبية التي تشتهر بها منطقة عسير في المناسبات مثل القزوعي ولون الدوارة والدمة والخطوة ولون الزامل بالاضافة الى لون العرضة الجنوبية. حائل الطبيعة والبراري ومن الجنوب إلى الشمال تتميز حائل بطبيعة خلابة وتنوع المعالم الطبيعية، فهناك السهول والجبال والوديان والكثبان الرملية التي يفضلها الأهالي للزيارة، ويتصادف عيد الفطر لهذا العام مع اعتدال الجو، فالأهالي يفضلون قضاء وقت ممتع مع أطفالهم في المواقع السياحية، وكثير منهم يفضلون الأماكن الطبيعية والبراري.
