أكد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن المصائب والبلايا والفتن العارمة التي حلت ببعض بلاد المسلمين ستنقشع بإذن الله فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بإذن الله، فكم من حملات استهدفت المسلمين، وكم غزوات غاشمة وحروب ومصائب وكانت العاقبة للمتقين، الذين صابروا وصبروا وجاهدوا وتصدوا لهذه الغزوات والأزمات، وضرب مثلا بما حدث في غزوة أحد حيث كسرت رباعية الرسول صلى الله عليه وسلم، وحصار المسلمين في غزوة الخندق، والحروب الصليبية الغاشمة،وأضاف سماحته أن كل هذه لم تنل من المسلمين ومن قوتهم ولم تنل من الإمامة في الدين. وقال المفتي العام في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله وكانت بعنوان «حسن الظن بالله» : قد يتساءل البعض لماذا المسلمون اليوم يطاردون ويشردون، ولماذا بلاد المسلمين تقع فيها أحداث الخوف والفزع والهلع وسفك الدماء والإخلال بالمصالح العامة، والاعتداء على المؤسسات والمنشآت، ولماذا هذه الفوضى العارمة التي لايدري القاتل لماذا قتل ولا المقتول لماذا قتل؟ ولماذا هذه المصائب والبلايا والاختلافات والخلافات؟ وأضاف سماحته أن هذه أقدار الله فالله يقدر كل شيء ولقد جرت أحداث في عهد رسول الله والصحابة، وأن هذه المصائب لا تواجه إلا بقوة الإيمان واليقين في نصر الله والصبر والمثابرة، فلا تهنوا ولا تحزنوا، ليست هذه المرات التي يواجه المسلمون هذه الفتن والمصائب والبلايا ولكن هذه أحداث وقعت، وكانت العاقبة للمتقين، وقال المفتي العام إن الأحداث اليوم في العالم الإسلامي والفتن تجعل قلب المسلم يعتصر قلبه ألمًا من هذه الأحداث ومما يشاهد من أعمال فوضى وانقسامات وبلاء عظيم الذي شتت الشمل وقسم الناس وفرق الكلمة، وتمكنت الغوغاء من شق عصا الطاعة وإحداث الفرقة بين المسلمين باستخدام الوسائل المختلفة لإحداث الوقيعة، ويزعمون أن أعمالهم هي ديمقراطية وعدالة وإنصاف، وتحول الأمر إلى ظلم وعدوان واضطرابات وفوضى وخلط للأمور . وطالب المفتي العام المسلمين باليقظة من هذه الأعمال التي لا يستفيد منها إلا أعداء الإسلام والمسلمين، ومراجعة النفس ومحاسبتها، مؤكدًا أن أعداء الأمة يريدون إحداث هذه الانقسامات التي عجزوا هم عن إيقاعها، فلما عجزوا بقوتهم العسكرية والمادية والثقافية في تدمير الأمة بدأوا في الكيد لها ووضع المخططات لإحداث الفوضى والانقسامات فيها لتعود الأمة ذليلة فقيرة محتاجة لغيرها، ولكن يأبى الله إلا أن ينصر دينه، ويمكن له ويرد كيد المعتدين والعابثين ومن يريدون الفرقة والانقسام.
