أتاح معرض النحاتين السعوديين الذي احتضنته صالة الشيخ عبدالله القصبي للفنون والثقافة بالمركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة وأختتم الأسبوع بعد عشرة أيام من العرض، الفرصة للجمهور للاطلاع على أعمال عدد من أبرز نحاتي المملكة، من بينهم النحات السعودي منصور جان، الذي تحدث عن هذه التجربة بقوله: لا شك أن المشاركة في مثل هذه المعارض المتميزة يساهم كثيرًا في زيادة خبرة النحات، فالدراسة الأكاديمية المتخصصة والممارسة العملية لفن النحت لا تكفي، ويأتي الاطلاع على خبرات الزملاء بالساحة الفنية وتنوع أساليبهم للتعامل مع الخامات المختلفة كعامل مهم في صقل خبرة النحات. ويضيف جان:للأسف تعتبر المعارض المناسبة الوحيدة للنحات لعرض أعماله النحتية على شرائح كثيرة ومتنوعة من المتلقين والمتذوقين لفن النحت، والمفروض أن تتعدى المشاركة مجرد العرض، ولا ينشغل النحات بتسويق أعماله، بل يتفرغ للإبداع، فالنحات على مستوى العالم يجد كل تقدير لفنه، وتأتي الجهات ذات العلاقة من بلديات وأمانات لاقتناء أعماله، أو للتعاقد معه لتنفيذ أعمال جمالية بالميادين والأماكن العامة، وكنحات ليس من شأني أن أبحث عن الداعمين لتنفيذ أعمالي الجمالية، فهذا ليس دوري، فمثلاً لدي الموافقة الرسمية من أمانة محافظة جدة على تنفيذ أكبر قطعة نحتية بالعصر الحديث بكورنيش عروس البحر الأحمر، ولكن يبقى التمويل العقبة الوحيدة لتنفيذ المشروع. واقع مؤسف ويكشف منصورعن واقع النحاتين والتجاهل الذين يجدونه بقوله: الواقع يشير إلى أنه لا توجد جمعيات خاصة بنا نحن النحاتين، كما ليست لنا لجان رسمية نشارك فيها، ولا ملتقيات تجمعنا، والأدهى من ذلك وللأسف أن يتم الاعتذار عن ترشيح النحات للمشاركات الخارجية التي تمثل المملكة بسبب التكلفة العالية لمصاريف شحن القطع النحتية، أو البحث عن القطع الصغيرة التي لا تكلف، بغض النظر عن قيمتها الفنية !! اهتمام بالمجسمات ويختم جان حديثه متناولاً وضع المجسمات النحتية والتصور المستقبلي لها بعروس البحر الأحمر (جدة) قائلاً: أولى الدكتور هاني أبو راس أمين محافظة جدة اهتمامًا خاصًا بالفن التشكيلي؛ حيث اتخذ قرارًا بتشكيل لجنة فنية عاجلة للنظر في أمر المجسمات الجمالية، ودراسة كل ما يتعلق بها، وإصدار توصية بإمكانية الحفاظ على قيمتها الفنية والتاريخية والمادية في هذه المرحلة التي يتم فيها تطوير جدة للانتقال بها إلى مرحلة تحقيق حلم الأمير خالد الفيصل بالوصول بجدة للعالم الأول، حيث تحوي بين جنباتها أعمالاً لفنانين عالميين كهنري مور، وفيكتور فزاريللي، وعبدالسلام عيد، وعبدالحليم رضوي، وضياء عزيز، وربيع الأخرس، وصلاح عبدالكريم، ونبيل نجدي، وغيرهم.. وكل هذه الأعمال جديرة بأن يكون لها لجنة للاهتمام بها ورعايتها، وإصدار التوصيات التي تضمن سلامتها والحفاظ عليها؛ عليه فقد عقدنا العديد من الاجتماعات، وقمنا بتقييم الوضع، وقدمت كمتخصص في العمال الرخامية دراسة خاصة بالمحافظة على المنحوتات الرخامية والحجرية، وكيفية عمل الصيانة الطارئة والوقائية لها، والأساليب المثلى للصيانة الدورية والمواد المناسبة لكل مجسم.