أتحفنا ملحق الأربعاء في عدده الأخير ليوم 26/8/1432ه بقصيدتين جميلتين بعد طول جفاف، فأورقتا بيننا ربيعاً رغم معاناتنا من صيف شديد الحرارة والرطوبة في العروس. فأما القصيدة الأولى فهي «رؤيا في السماء» للشاعر المكي عبدالله محمد جبر. هذا الشاعر المنزوي عن الأضواء منذ مدة طويلة، وكأنه يحاكي طريقة أستاذه شاعرنا الكبير حسين سرحان متعففاً عنها. لم تسنح فرصة للقيا أو الاتصال بيننا، ولكني أعرف شاعريته مما نشر. يقول في القصيدة التي يتحدث فيها عن قدوم شهر الصوم الكريم إلى مكةالمكرمة وأنتقي بعض أبياتها: «مَن قادمٌ من ربوة الخلدِ/ يطوي المسافة طيّة البُردِ/ ويطير من سفح إلى وهدِ/ ما شابه أينٌ من الجهدِ/ أو عاقه شيء عن القصدِ/ حاولت أعرف سر نشوتها/ إذ قيل أن صفاءها يعدي/ وكتمتُ همسة حائر قلقٍ/ أضناه ميقاتٌ على وعدِ/ ها قد أضاءت لحظة الذكرى/ رمضان أقبل مرة أخرى/ هل عاقلٌ ينسى دعاويهِ/ ويعود في ندم لباريهِ/ فلقد تورط في مخازيهِ/ والعمر مسفوح على التيهِ/ قد ضاع كثر كيف تحويهِ/ ماءٌ تناثر في براريهِ/ الله أكبر يا مدينتنا/ وافاك ميعاد على قدرِ/ وغدًا نشاهد كل أمسيةٍ/ ألق الدروب بكل معتمرِ/ ويضوع محراب وملتزمٌ/ بقوافل شتى من البشرِ». أما القصيدة الثانية فهي «قبلة من عتاب» للشاعر عبد الله الصقاعي. وهذه أول مرة أطلع على نص لهذا الشاعر الجميل الذي أنتقي منه بعض المقاطع التي يقول فيها: «عسعس الليلُ/ والفجر ينشق عن نورهِ/ كحسناء تخرج من عدة الحزنِ/ قد انحلت من سواد الثيابْ/ واقفٌ يطلب البابْ/ والباب من دونه حارسات النوى/ والغيابُ العذابُ/ امتطى رغبة الدفء للباب طرقاً يناشده الوصلُ في قبلة من عتابْ/ واقفٌ/ ليس للباب قلبٌ/ ولا للجحود اعتذارٌ صامدٌ رغم أن البدايات ساقيةٌ من سرابْ/ لم ينم ليلهُ/ الصحوُ منتصباً يرقب النور والبابَ في غفلةٍ من جنون الهوى/ والجنون الثوابْ/ مسرفٌ في المنى والهوى/ كلما زاد قرباً تمادى به الشوقُ/ والعمر أرجوحة الاغترابْ/ واقفٌ/ والمساء الذي ضاع في شرفة الحلم يقتات من صبره ويساقيه فقد الشبابْ». وأقول للشباب الذين يحلمون بأن يكونوا شعراء يوماً ما: هذان مثالان للشاعرية الجميلة والموهبة الشعرية. فإن كان لديكم نواتها فثابروا، عسى أن يتحقق لكم الحلم. وتحيةً للأربعاء. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain