إن فكرة مركز ثقافي في المدينةالمنورة فكرة مهمة للغاية باعتبار أن الثقافة قطاع مهم ومحرك أساس في أية مجتمع إنساني؛ إذ من خلال هذا المشروع سيعود للمدينة ألقها التاريخي بصورة تجمع بين مركزها التاريخي ودورها المعاصر. إن التعاطي مع الشأن الثقافي من المرتكزات الأساسية التي تستند إلى فلسفة الدولة وسياستها الثقافية وخطة وزارة الثقافة وصولًا إلى التنمية الثقافية المستدامة في سياق عملية التنمية الوطنية الشاملة التي تشهدها المملكة بهدي من قيادتنا الحكيمة، ووجود مركز ثقافي برعاية الدولة ودعمها يمثل رؤية بعيدة المدى لمشاريع التنمية الثقافية المستدامة التي تسعى وزارة الثقافة والإعلام إلى تنفيذها بكل السبل من منطلق أهمية الثقافة في تطوير الحياة والاتجاه بها نحو سلوكيات حضارية تحقق الاندماج والتفاعل مع التحديث في كل القطاعات لكون مثل هذا المركز يعزز توسيع رقعة الثقافة ويصبح الإنسان السعودي خالقًا للثقافة ومنتجًا لها بدلًا من استقبالها كون الإنسان عماد كل مشروع ثقافي، وسيسهم المركز في دعم مشروع الحوار الوطني بين أطياف المجتمع. إن مجتمعنا بحاجة إلى شيوع المراكز الثقافية في كل مدينة وقرية وفي كل حي، وقد أرهقت أقلام المثقفين وهي تكتب عن أهمية المراكز الثقافية في كل حي وإتاحة الثقافة للجميع حين يتحقق ذلك حتما سنحصل على تنوع ثقافي وانخراط أفراد المجتمع في متابعة كل جديدة في عالم المعرفة، نظرًا لأهمية الثقافة في تحضير الوعي الإنساني في إطار التنوع الثقافي. ومن ملامح نجاح هذا المشروع أنه سيعملُ كحاضنة للفعل الثقافي ونموذجًا للشفافية، وتوسيع مهمته إذ سيخرج بالفعل الثقافي من إطار المحلية إلى العربية والعالمية حين يصبح المركز مؤسسة لها رؤيتها وأهدافها ومنها: - نشر الكتاب السعودي واطلاع الشعوب الأخرى على الثقافة في بلادنا. - تقديم معلومات عن الأماكن التاريخية والسياحية عن العاصمة الإسلامية الأولى والتعريف بحضارة الجزيرة العربية عبر التاريخ. - تهيئة المناخ لمحبي التراث لينهلوا من مصادره المختلفة، وتحقيقًا للتواصل الحضاري والثقافي عبر التاريخ، وجمع تجليات التراث الحضاري. - من المؤكد أن المركز سيهتم ببناء استوديو للإنتاج الفني التليفزيوني والبرامجي، خاصة الوثائقي. - إنشاء مكتبة للطفل. وتخصيص أجنحة للمراحل العمرية للأطفال سيضع خطة التنمية الثقافية في المسار الثقافي الصحيح بعد أن ينمي أفكارهم وأذواقهم. - إذ سيكون هذا المركز أحد الأنوار المضيئة والساطعة التي تسلط الضوء على الفعاليات والأمسيات الثقافية والاجتماعية، وسيحفز مركز المدينة الثقافي المناطق الأخرى على فتح مراكز أخرى تتنافس فيما بينها وبذلك تتسع دوائر الثقافة ووسائل نشر المعرفة.. بالإضافة إلى أن هذه التجربة ستمد الجسور الثقافية والمعرفة إلى بلدان أخرى عربية وأجنبية لقد قيل «أعطني مسرحًا أعطيك شعبًا مثقفًا».. ونحن نقول نشيد مركزًا ومعلمًا ثقافيًا وأدبيًا واجتماعيًا وترفيهيًا تفتخر به الأجيال عبر الأجيال.. لأن المركز كفيل بهذا وذاك العطاء.. وسيغدق العطاء في مجالات تطور الأذواق، ونشر الثقافة وتهذيب النفس.. والاعتزاز والفخر بالتاريخ والأجداد. (*) أستاذة الأدب بجامعة تبوك ورئيسة اللجنة النسائية بأدبي تبوك