•يشهد المجتمع التركى الحالى تغيراً جوهرياً بدأ إعادته الى محيطه الشرقي الأصيل..و هو ما يستدعي من العرب استثمار اللحظة لتفويت الفرصة على إسرائيل و الغرب فى تعميق الأخطاء التاريخية التى شهدتها العلاقات العربية التركية و سأعود الى ذلك فى مقالات قادمة. لفترة زمنية طويلة حدث ابتعاد بين المجتمعين العربى و التركى رسخته سياسة خاطئة من الطرفين منذ أيام حكم جماعة الإتحاد و الترقي فى نهاية العهد العثماني و استثمرته إسرائيل و الغرب لتحيله الى عداء . •أدى ذلك الى عدم فهم من كل طرف للآخر فالعرب لا يعرفون عن إخوتهم الذين يشاركونهم الدين و التاريخ شيئاً و نفس الشئ يحدث مع الترك..و نحن فى المملكة خصوصاً لا نعرف عن الأتراك الكثير سوى ما نراه منهم خلال موسمي الحج و الإجازة الصيفية. مما أدى الى خلق صور نمطية سلبية لدى كل طرف عن الآخر..زادها رسوخاً المسلسلات التركية التى انتشرت مؤخراً فى الفضائيات العربية انتشار النار فى الهشيم.. • فى رحلتى من إستانبول الى بورصة بالباص جلس الى جوارى دكتور تركي فى الطب و على مدى ثلاث ساعات و نصف مسافة الرحلة تحدثنا عن أشياء كثيرة منها نظرة كل من المجتمعين السعودي و التركي لبعضهما البعض. و حين وصل الحديث الى ما أحدثته المسلسلات الأخيرة من شرخ فى العلاقة بين الرجل و المرأة السعودية لخيالها اللاواقعى..قال لى الدكتور المتخصص كطبيب عائلة أنها أيضاً أحدثت شرخاً كبيراً فى العلاقة بين الرجل و المرأة التركية..فالأخيرة أصبحت تنتظر من الرجل أن يعاملها كما فى المسلسلات دون فهم احتياجاته هو و مشاعره. •الذى نجهله أن المجتمع التركى رغم حداثته إنما هو فى حقيقته مجتمع تقليدي حتى النخاع..فأغلبه شرقي الطباع والصفات..فى منطقة الأناضول مثلاً , و التى تمثل المساحة الكبرى من تركيا, تسيطر الروح التقليدية على معظم سلوكيات الأتراك..النساء فى لباسهن المحتشم ليس فقط كبيرات السن بل شابات و معظمهن يقلدن أمينة هانم زوجة رئيس الوزراء أردوغان فى غطاء الرأس. •فى مدن تركية صغيرة ، زرتها ، مثل أزنيك و ينى شهر ، و كبرى كبورصة و أحياء شعبية من إستانبول (الجزء الأوروبى )لا تشاهد فى المقاهي العامة سوى الرجال فقط و لا وجود للمرأة على الإطلاق. و ما تصوره مسلسلات نور و لميس من سلوكيات غير مألوفة ليس له علاقة فعلية بحقيقة المجتمع التركي , و أكد لى ذلك الطبيب التركى محمد الذي لا يبدو من المتشددين كما فهمت من حديثه معى مما يجعل رأيه محايدا فى هكذا شأن. • هذا يدفعني الى القول أننا كسعوديين فى حاجة الى إعادة النظر فى كامل علاقتنا مع أشقائنا الأتراك, فكلانا -هم و نحن -نعيش فى محيط واحد و بيننا مشترك تاريخي و ديني يتطلب التقارب و التفاهم لمصلحة الجانبين بما يحقق الكثير من المكاسب للطرفين. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain