ضبط (3) مواطنين بالشرقية لترويجهم (5.5) كجم من مادة الحشيش المخدر    إحالة مدير شركة إلى النيابة للاشتباه بجرائم احتيال مالي    أمانة الشرقية تشارك في معرض اليوم العالمي للبيئة بهيئة تطوير المنطقة الشرقية    الأحساء تسجل أعلى درجة حرارة في المملكة اليوم ب 48 درجة مئوية    النائب العام يفتتح نيابة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة    المنظومة الصحية تعلن جاهزيتها الكاملة لموسم حج هذا العام    نائب رئيس جمهورية جامبيا يغادر المدينة المنورة    بتوجيه ومتابعة الأمير خالد بن سلمان.. «الدفاع» تنهي استعداداتها لدعم خطط الأجهزة الأمنية في الحج    بوتين يدعو إلى نقل مقار بعض الشركات الكبرى خارج موسكو    الحكومة اليمنية تدين حملة اختطاف الحوثيين لعشرات الموظفين الأمميين    جامعة الملك خالد تتقدم 160 مركزًا في تصنيف QS العالمي للجامعات 2025م وتحقق المركز 601    بايدن يعتذر لزيلينسكي عن تعليق المساعدات الأمريكية 6 أشهر    "ميتا" تتيح إعلانات الشركات على واتساب ب"الذكاء"    ثغرة في أدوات الرقابة الأبوية بأجهزة آبل    يايسله يطلب بديلاً لفيرمينو في الأهلي    تطمينات "أوبك+" تصعد بالنفط    "سدايا" تحصد الآيزو بإدارة الذكاء الاصطناعي    «الأحوال»: منح الجنسية السعودية لشخصين.. وقرار وزاري بفقدانها لامرأة    حظر دخول أسطوانات الغاز للمشاعر المقدسة    اليحيى يُراجع خدمات الحجاج بمطار المؤسس    البسامي يدشن مركز المراقبة على الطرق    فيصل بن مشعل يقدر لامين وأمانة القصيم جهودها في مدينة حجاج البر    400 مشروع فني وتصميمي لطالبات كلية التصاميم بجامعة الإمام    «أرامكو»: 27.25 ريال سعر الطرح النهائي للأسهم للمكتتبين الأفراد    «ميدل إيست آي»: مقترح «الهدنة» الإسرائيلي لا يتضمن إنهاء الحرب    المفتي: الحجّ دون تصريح "يأثم فاعله"    بطلب من رونالدو.. 6 لاعبين على رادار النصر    قرض تنموي سعودي ب103 ملايين دولار لتمويل إنشاء وتجهيز مستشفى كارلوس سينتينز في نيكاراغوا    سدايا" تحصل على شهادة مواصفة الآيزو "iso 42001" العالمية    زيادة مقاعد برنامج "طب الأطفال" بتجمع القصيم الصحي إلى 100 متدرب    وكيل سعود عبد الحميد يُعلن كواليس رحيله عن الاتحاد    الأحمدي يكتب.. في مثل هذا اليوم انتصر الهلال    وزير الدفاع يلتقي رئيس مجلس الوزراء اليمني    أغنيات الأسى    فقدت والدها يوم التخرج.. وجامعة حائل تكفكف دموعها !    لاعبون بكلية مزروعة    الصيف الساخن يعكر نومك.. 3 نصائح تساعدك    هل نجح الفراعنة في علاج سرطان المخ قبل 4 آلاف عام؟    "بوليفارد رياض سيتي" و" أريناSEF " تستضيف كأس العالم للرياضات الإلكترونية    "ابن نافل" يسعى لكرسي رئاسة الهلال من جديد    "الأخضر" يتغلب على باكستان بثلاثية ويتأهل للمرحلة النهائية لتصفيات مونديال 2026    "الأخطبوط" عبادي الجوهر.. "أرينا" أكبر تكريم والسعودية نعمة    وزير التعليم يرعى جائزة الفالح للتفوق العلمي والإبداع    كوبا تعلن أن غواصة نووية روسية سترسو في هافانا الأسبوع المقبل    كيف تبني علامة تجارية قوية عبر المحتوى ؟    الاتفاق يُحدد موقفه من فوفانا وجوتا    عمارة الحرمين.. بناء مستمر    أشهُرٌ معلومات    وزير التعليم يتفقد القطاع التعليمي بمحافظة الزلفي    مع التحية إلى معالي وزير التعليم    فضائل الدول الصناعية وعيوب من عداها    «التحيّز».. الداء الخفي    حفلات التخرج.. من الجامعات إلى رياض الأطفال    وقوف امير تبوك على الخدمات المقدمة في مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار    نجاح فصل التوأم السيامي الفلبيني "أكيزا وعائشة" بعد عملية استغرقت 5 ساعات    وزير الداخلية يخرّج "1410" طلاب من "فهد الأمنية"    انطلاق أيام البحر الأحمر للأفلام الوثائقية    خالد بن سلمان يجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس المنتخب وزير الدفاع الإندونيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحواز ..قضية عربية منسية تعيش تحت قبضة العنصرية الصفوية!

كشفت أوساط سياسية رفيعة المستوى عن عزم دول عربية التقدم بشكوى جماعية إلى هيئة الأمم المتحدة والسعي إلى استصدار قرار أممي من مجلس الأمن الدولي للتدخل لحماية حقوق عرب الأحواز، ويعدّ مثل هذا التحرك سابقة جديدة وتطوراً كبيراً في السياسات العربية تجاه إيران، فهل هو إجراء كاف للحد من تصرفات السلطات الإيرانية واضطهادها لسكان منطقة «الأحواز»؟ ولماذا لا يتم دعم سكان المنطقة سياسياً واقتصادياً ليكون ذلك وسيلة للضغط على إيران ومنع تمددها؟ وهل من الممكن أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى إيقاف الحلم الإيراني ومنعه من التمدد أو على الأقل إخماد الطائفية سواء كان ذلك في إقليم الأحواز نفسه من خلال وضع حد للتمييز ضدهم ومعاملتهم، أو ضمان عدم استغلال الأقليات في الدول العربية وتوجيهها لخدمة مصالحها في المنطقة؟ كل هذه التساؤلات وضعناها أمام عدد من الساسة والخبراء والمفكرين المتخصصين في الشؤون الإيرانية في التحقيق التالي.
بداية يرى الباحث السياسي الأستاذ مروان شحادة أنّ الدول العربية تحاول ابتداءً ممارسة ضغوطات على إيران بعد تزايد حالات التدخل وباستمرار في شؤون دول المنطقة، موضحاً أنّ هذه الدول على ما يبدو تريد أن تستخدم الطريقة ذاتها التي تنتهجها إيران حيال دول المنطقة لكن عن طريق الاستفادة من مؤسسات العمل الدولي وذلك بتمرير قرارات أو إصدار ضغوطات تجاه تصرفات إيران في المنطقة.
ويؤكدّ شحادة أنّ مثل التحركات من قبل الدول العربية تأتي في سياق الضغط على إيران للحد من تدخلاتها وأطماعها، موضحاً أنّ الظروف الحالية التي تعاني منها المنطقة العربية بشكل عام تشكل فرصة كبيرة للعرب من أجل حشد الدعم لسكان الأحواز واستخدامها كورقة للضغط على إيران، واعتبر أن الدول العربية تستطيع اللعب بهذه الورقة ، مشيراً إلى الدعم الكبير الذي تقدمه إيران للأقليات في بعض الدول، وهذا جعل العرب يتحركون بنفس المنهجية التي تتحرك بها إيران تجاه الأقليات في المنطقة.
ويؤكدّ شحادة أنّ المنطقة تعاني من الظلم والاستبداد حيث نسمع يومياً بإعدامات ومحاكم سريعة تتم بحق سكانها، إضافة إلى عدم توفر الحقوق السياسية والاجتماعية والدينية، منوهاً إلى تحركات الدول العربية للتقدم بشكوى جماعية إلى هيئة الأمم المتحدة والسعي إلى استصدار قرار أممي من مجلس الأمن الدولي لدعم حقوق عرب الأحواز سيكون محدوداً ويشكل نوعاً من الضغط من قبل المجتمع الدولي على إيران.
التغلغل الإيراني
من جهته يطالب الدكتور عبد اللطيف بن دهيش الدول العربية بضرورة الوقوف مع شعب الأحواز ضد ممارسات النظام الإيراني، منوهاً على أنّ التمدد الإيراني قد تغلغل بشكل كبير في عدد من الدول العربية، ويضيف بن دهيش أنّ الدول العربية تستطيع تمرير قرارات عبر مؤسسات المجتمع الدولي تؤكدّ على إعطاء الحقوق السياسية والدينية والاجتماعية سواء كان ذلك للسنة أو الشيعة في الأحواز، محذراً من أنّ شوكة الصفويين تزداد يوماً بعد يوم وهذا يستدعي الوقوف بشكل صارم والعمل على تكوين قوة رادعة تعمل على منع هذا التمدد.
ويعتبر بن دهيش أنّ سياسة الردع لا تكون فقط في جانب القوة العسكرية ولكن لابد أن يتم الالتفات إلى الجانب الإعلامي ومخاطبة الآخرين عبر لغتهم، مستشهداً بقناة «وصال» التي بدأت من جديد في استخدام اللغة الفارسية ومخاطبة الشعب الإيراني والرد عليه بمنطق الحجة، كما يهيب بالدول العربية وخصوصاً الدول العربية الإسراع في التحرك تجاه قضية الأحواز، مبدياً استغرابه من قيام النظام الإيراني بإدانة الأحداث الحاصلة في البحرين، وتناسي وإغفال الجرائم والظلم الذي يرتكبه هذا النظام نفسه ضد شعب الأحواز، مؤكداً في نفس الإطار على أهمية إعطاء هذا الشعب حقوقه السياسية والاجتماعية المشروعة، وأنّ خيار الانفصال عن إيران يعدّ أمراً مطروحاً لكن بعد نفاذ كل السبل الأخرى.
خطوة إيجابية
أما الخبير في الشؤون الإيرانية ومدير مركز «عربستان» للدراسات الإستراتيجية الأستاذ حامد الكناني فإنّه يثمّن التحركات المبذولة من قبل الدول العربية بشأن إقليم الأحواز واصفاً هذه الخطوة بالإيجابية، إذ لا بد للدول العربية أن تقابل التصرفات الإيرانية بالمثل، مؤكداً بأنّ مثل هذه الخطوة يمكن أن تشهد تغييراً في الواقع الذي يعيشه سكان الأحواز حيث تتم وباستمرار عمليات القتل والاعتقال، مستشهداً بالتحركات التي حدثت عام 2006م من قبل الأحزاب السياسية المعارضة للنظام الإيراني التي قامت بإجراء اتصالات ومراسلات مع الأمين العام للأمم المتحدة والتي بدورها أرسلت مبعوثاً خاصاً لها لتقصي الأوضاع في منطقة الأحواز وعلى إثره قام المبعوث الخاص بإصدار تقرير يصف الوضع القائم هناك، موضحاً بأنّ تحركات دول مجلس التعاون تصب في حث الأمم المتحدة إرسال مفتشين ومبعوثين لزيارة الأحواز وتقصي الحقائق والأوضاع التي يعانيها السكان جراء تصرفات السلطات الإيرانية.
ويرى الكناني بأنّ أطروحة قيام دولة مستقلة في المنطقة لن تجدي نفعاً، منوهاً على أن السبيل الوحيد لحل هذه القضية يكمن في التحرك بمعية الشعوب الأخرى داخل الخارطة الإيرانية لاسترداد جميع الحقوق المشروعة، ويبقى خيار بناء دولة مستقلة في الأحواز سابقاً لأوانه وربما يكون خياراً غير ناضج بحسب الكناني، مشدداً على أنّ هذا الشعب العربي هو من يملك الخيار في تقرير مصيره ومستقبله.
وقف التجاوزات الإيرانية
من جهته يعتبر الناطق الرسمي للجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي الأستاذ صلاح أبو شريف أنّ تحركات الدول العربية تجاه هذه القضية سيكون لها تأثير كبير على وقف التجاوزات الإيرانية في المنطقة، مبدياً استغرابه من استخدام هذه القضية كورقة ضغط على السلطات الإيرانية قائلاً: هذا ما يؤسفنا من عدم استثمار قضية الأحواز للضغط على إيران، مشيراً إلى أنّ الدول العربية تقوم بمراعاة أخلاقيات العلاقات الدولية وحق الجوار تجاه الدولة الإيرانية.
وحول إمكانية أن تثمر مثل هذه التحركات في إيقاف الحلم الإيراني من التمدد أو على الأقل أن تعمل على إيقاف بث روح الطائفية سواء كان ذلك في إقليم الأحواز نفسه لوضع حد للتمييز في المعاملة ضد السكان، أو ضمان عدم استغلال الأقليات في الدول العربية وتوجيهها لخدمة مصالحها في المنطقة يرد أبو شريف قائلاً: هذا مؤكدّ وسوف يردع التجاوزات والهيمنة الإيرانية إلى مدى طويل بل وإلى الأبد، إضافة إلى أنّ تقرير الشعب البلوشي وشعب أذربيجان الشرقية لتأسيس دولهم المستقلة سوف يجعل منطقة الخليج تستقر إلى أبد الآبدين ويكون هناك وئام حقيقي بين الشعوب العربية بأكملها، موضحاً بأنّ تسمية منطقة الأحواز ب «عربستان» من قبل الصفويين لهو اعتراف فارسي بعروبتها، معتبراً في نفس الوقت بأنّ هذا الشعب لا يعدّ أقلية في إيران بل هو شعب مستقل وقال: ما نقوم به من ثورة أو انتفاضة هو لأجل طرد فارس وإعادة الأحواز إلى الحاضنة العربية، ونحن لا نسعى إلى إنشاء دولة بل نريد إعادة بناء دولتنا التي تم احتلالها، كما أننا لا نطالب بحقوق سياسية فحسب بل نريد دولة مستقلة كانت تتمتع في يوم من الأيام بعلاقة قوية مع أمراء وملوك الخليج.
من جهته يؤكدّ الباحث والمحلل في الشؤون السياسية الأستاذ إبراهيم التركي أنه إذا صح عزم دول عربية التقدم بشكوى جماعية إلى هيئة الأمم المتحدة والسعي إلى استصدار قرار أممي من مجلس الأمن الدولي يلزم المجتمع الدولي التدخل لحماية حقوق عرب الأحواز فهي خطوة كبيرة وانتقال مفاجئ ومباشر وصاعق من الدول العربية في الرد على التدخلات الإيرانية يشابه حدث درع الجزيرة في مفاجأته وهي خطوة متأخرة كان يجب أن يسبقها منذ ثلاثين سنة تدخل عربي غير مباشر في الشأن الإيراني رداً على تدخلاتها غير المباشرة ومن باب الردع، مبيناً بأنّها حتى وإن جاء متأخراً خير من أن لا تأتي أصلا، وهي رد على ما تقدمت به إيران للأمم المتحدة من طلب حماية شيعة البحرين، منوهاً على أنّ هذا الإجراء العربي لا يعدّ كافياً لكنّه خطوة أولى يجب أن تتلوه خطوات وخاصة في الجانب الإعلامي لنصرة الأحوازيين لكشف حالهم المزرية والذي يبين مآل سيطرة الإيرانيين عليهم فيضطهدونهم سواء كانوا سنة أو شيعة.
ويبيّن التركي سر عدم تدخل الدول العربية في الوقت السابق لدعم سكان منطقة الأحواز من الناحية السياسية والاقتصادية، وذلك لتكون وسيلة أو ورقة من الأوراق للضغط على إيران، قائلاً: سياسة دول الخليج تقوم على عدم التدخل في شؤون الآخرين وقد يكون ذلك مقبولاً حين لا تتدخل تلك الدول في شؤوننا أما حين يحدث ذلك فلنا الحق والدفاع وبعد النظر، وأن نعاملهم بالمثل وبعيداً عن السياسة وحتى لو لم تتدخل إيران في شؤوننا فمن الواجب أن ننصرهم لأنّهم مظلومون فكيف وبيننا وبينهم روابط عديدة؟
ويتم ذلك بحسب التركي عن طريق الدعم الإعلامي، ومناصرتهم دولياً عبر المؤسسات الأممية، وتفعيل منظمات حقوق الإنسان، والعمل على تطويرهم لنيل حقوقهم بوسائل مباشرة وغير مباشرة، وكذلك دعم اللغة العربية بينهم، ودعمهم اقتصادياً، والعمل على تنظيمهم مؤسسياً، وتحويل قضيتهم كقضية بلد عربي محتل، وتفعيل دور المهجرين منهم، وغير ذلك الكثير، معتبراً أنّ الفرصة مواتية الآن لدعم الأحوازيين من قبل العرب، على الرغم من تأخرها عشرات السنين.
قضية منسية
من جانبه يعتبر الخبير والمحلل السياسي الأستاذ علي عبد العال، أنّ مثل هذه التحركات لا شك بأنّها تطور ملحوظ تجاه هذه القضية التي سقطت عمداً من وعي العرب ونسوا أو تناسوا أنّ لهم إخوة يعانون أيما معاناة في ظل الحكم الفارسي الطائفي، لكنها ليست كافية برأيه، ويقول: الأمر عظيم والمعاناة التي يعانيها هؤلاء الأبرياء كبيرة، ونحن أمام نظام متسلط أدمن القمع واستعذب الإجرام، وإخوتنا من أهل الأحواز عانوا وما زالوا، فهم أحوج ما يكونون لأي دعم يقدم لنصرتهم، والأمر برأيي يحتاج إلى سياسة ممنهجة ومنظمة من قبل العرب والمسلمين جميعا لدعم هؤلاء المستضعفين، فدعم هؤلاء يعد أمراً في غاية الأهمية، وهو لن يعود بالنفع عليهم وحدهم وإن كانوا هم يستحقون إلا أنّه ينبغي النظر إلى الأحواز باعتبارها أرضاً عربية خليجية وجميع سكانها ينتمون إلى الأمة العربية ويشعرون شعورها ويتألمون لألمها، وكان هذا هو السبب الرئيس الذي جعل الدولة الإيرانية الطائفية تضعهم في هذه المعاناة التي استمرت على مدار عقود دون أن يلتفت إليهم أحد سواء من إخوتهم في العالم العربي أو المجتمع الدولي.
ويضيف عبد العال قائلاً: يمكن للعرب أن يقدموا الكثير، وهم قادرون على ذلك، وأهم ما يمكن أن يقدموه هو التأكيد على مشاعر الأخوة باعتبار أنّ القضية ليست قضية مصالح يطرحها ما يمكن أن نعتبره خطراً قادماً من إيران ويستهدف العرب في المقام الأول، بل إن هؤلاء أخوة لنا لا ينبغي نسيانهم بأي حال وتحت أي ظرف. مؤكداً أن العرب أيضاً يمكن أن يدعموا سكان الأحواز اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً للتعريف بهذه القضية التي تكاد تسقط من ذاكرة العالم حتى لا يكاد يتذكرهم أحد إلا عندما تنقل الأنباء التي تتحدث عن قتلاهم وسجنائهم ومشرديهم، معتبراً بأنّ إيران دولة عنصرية طائفية مذهبية في المقام الأول والأخير، ومن ثم فكل أشكال التمييز ليست بالجديدة عليها، والأمثلة على ذلك أكثر من تحصى على حد قوله، وليس أقرب من ممارساتها ضد السكان البلوش والعرب والسنة ممن يفترض أنهم مواطنوها، وجرائمها ضد هذه الأقليات وغيرها أكثر من أن تحصى.
ويختم عبد العال حديثه قائلاً: هذه التحركات قد تأخرت كثيراً، وطيلة هذا التأخر عاش أهلنا العرب الأحوازيون في ظل قهر أعظم من أن يوصف، هذا القهر طال ممارساتهم لشعائرهم الدينية، كما طال تاريخهم وثقافتهم ولغتهم الأصل، بل وطال أرزاقهم وثرواتهم، فضلاً عن كرامتهم وحقوقهم الإنسانية، وأنا أرى أنّه يكفي كثيراً هذا التأخر وما ناله هؤلاء، ولنعمل من الآن كل ما بوسعنا لنصرتهم.
دولة الأحواز العربية المحتلة .. في سطور
“الأحواز” هو الاسم العربي لدولة عربية كانت مستقلة حتى عام 1925م، حيث قامت إيران باحتلالها وضمها إليها. يعود تاريخها إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وهي بذلك دولة ذات حضارة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ.
كان الأحوازيون مثلهم مثل البابليين والسومرين من صناع الحضارات القديمة، ويعد العرب أول من سكن ارض الأحواز ويزيد عدد السكان العرب فيها على 8 ملايين نسمة من قبائل شمر وطي وغيرها من القبائل العربية. وفتحها المسلمون عام 637 ضمن الفتوحات الإسلامية. وتفصل الأحواز بين إيران والخليج العربي، وقد يكون ذلك هو السبب الرئيسي الذي دعا إيران لاحتلالها حتى تشرف على الخليج مباشرة.
قامت الدولة المشعشعية في الأحواز بزعامة محمد بن فلاح سنة 1436م وعاصمتها مدينة الحويزة، واستمرت هذه الدولة لحوالى 3 قرون، ودخلت في حروب مع الدولة الصفوية ومع الدولة العثمانية. في عام 1762م سقطت الدولة المشعشعية العربية وقامت في الأحواز دولة عربية هي الدولة الكعبية التي كانت أقوى دولة في المنطقة، وكان الشيخ خزعل أمير الأحواز مرشحًا لعرش العراق، ولكن السياسة الاستعمارية رأت أن تقوي الدولة الفارسية لتكون حاجزًا بينها وبين روسيا فغدرت به وبادرت بضم الأحواز إلى الدولة الإيرانية، واعتقل الشيخ خزعل ونقل إلى سجن في طهران سنة 1925م وبقى فيه أحد عشر عامًا حتى قتل فيه سنة 1936م، وغيرت إيران اسم الأحواز إلى خوزستان بهدف نزع الهوية العربية عنها.
الطائي: النظام الفارسي ينهب ثروات الأحواز ويستغلها لإذلال العرب
وفي الشأن نفسه يقول مؤسس حركة شعب الأحواز العربي الموحد الأستاذ عبد الله الطائي: خرجت من بلادي المحتلة قسراً أنا وعائلتي عبر دول عربية مختلفة حتى وصلنا بإرادة الله إلى أستراليا كلاجئين سياسيين حيث كان محكوما علي بالإعدام بسبب رفضي الاحتلال الفارسي لوطني»، ويثمّن الطائي التحركات العربية تجاه قضية الأحواز واصفاً إياها ب»الخطوة المباركة» مع أنّها جاءت متأخرة، متمنياً من الأشقاء العرب أنّها لو أقدمت على هذه الخطوة منذ عهد الخميني والذي أرسل جيشه وقتل 380 عربي أحوازي خلال ثلاثة أيام.
ويرى الطائي أنّه كان من الأجدر على الدول العربية أن تتخذ مواقف حاسمة قبل التمادي الإيراني، حيث إنّ هذه التحركات تأخرت كثيراً لنصرة الأحوازيين، مهيباً بأهمية نصرة الأخوة البلوش والأكراد والسنة التركمان، وعدم اتخاذ هذه الشكوى المقدمة للأمم المتحدة كمجرد حركة دفاعية من جانب الدول العربية للضغط على إيران لتتراجع وتكف عن تدخلاتها فقط بل يجب جني ثمار هذه التحركات التي فرح بها الشعب الأحوازي وتناقلوا أخبارها بترحيب بالغ وبترقب كبير أملين بمستقبل مشرق.
ويضيف الطائي قائلاً: التحرك العربي الجاد على صعيد دولي للدفاع عن أهل الأحواز وتبني القضية وقبول ممثلين لها في الجامعة العربية وإيجاد قناة فضائية تلفزيونية، والمساعدات المالية لعائلات الشهداء والمعوقين والمعتقلين, هذا يعدّ حقاً من حقوق هؤلاء المنكوبين على أبناء عمومتهم العرب، فالقضية عادلة. مشيراً إلى أنّ النظام الفارسي يعمل على نهب الثروات الأحوازية، وبذلها في إركاع العرب وإذلالهم.
ويتابع الطائي حديثه قائلاً: منذ 15 ابريل 2011م وحتى هذه اللحظة قتل 40 أحوازياً بينهم أطفال وجرح 125، ولا يعرف عن الأسرى والجرحى وجثث القتلى أي شيء، حيث تعودنا على مثل هذه الحالات التي تقوم السلطات الإيرانية بدفن الشخص وإخبار أهله سراً بأنّه قد تمّ دفنه، كما لا يحق لأهالي القتيل عمل مراسم تأبين. منوهاً على أنّ مثل هذا الظلم الحاصل لا بد من أن تبذل مزيداً من الجهود لرفع الظلم عن القوميات المظلومة في إيران الذين لهم مشتركات دينية و مذهبية ويسلبون جميع حقوقهم.
ويؤكد الطائي بأنّ الأحواز تعدّ أرضاً عيلامية سامية عربية وعمر حضارتها 4850 قبل الميلاد أي ما يقارب عمر 6000عام، منوهاً إلى أنّ الإيرانيين كثيراً ما يحاولون تزوير التاريخ وادعاء أنّ لهم حقوق في المنطقة مع أنّ كثيراً من الباحثين والمؤرخين الإيرانيين ينفون وجود حضارة للفرس فيها، ويعتبرون الفرس بأنّهم كانوا ميلشيا يتحكم فيها اليهود للانتقام من البابليين والعيلامين العرب، فالأحواز دولة عربية كانت لها سيادة وتبادل تجاري وكان السفراء موجودون فيها لكن التآمر عليها وقتل أميرها المعروف بخزعل الكعبي، مشدداً على أنّ هذا التآمر مستمر ولم يبطل بعد والنتيجة هي السكوت العالمي على احتلالها.
عويس: على الدول العربية التدخل لمنع إبادة الشعب الأحوازي
بداية يقول المفكر الإسلامي الدكتور عبد الحليم عويس إن حضارة الأحواز متجذرة في التاريخ مثلها مثل حضارة مابين النهرين وان العيلاميون كانوا مثلهم مثل البابليين والسومرين من صناع الحضارات القديمة وبدأت حضارتهم قبل أربعة آلاف عام قبل الميلاد، ويعد العرب أول من سكن هذه المنطقة على عكس ادعاءات الفرس، ويزيد عدد السكان العرب فيها على 8 مليون نسمة من قبائل شمر وطي وغيرها من القبائل العربية أما عدد السنة في كامل ايران فيتجاوز 20 مليون نسمة.
ويواصل عويس قائلاً: تقع الأحواز على رأس الخليج العربي وتمتد على الساحل الشرقي للخليج وتم احتلالها من قبل فارس «إيران حاليا» عام 1925 ميلادي، وقد سيطر على هذه المنطقة كل من الفرس والمقدونيين لفترات قصيرة، ثم فتحها المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، واستمرت ولاية قائمة بذاتها حتى الغزو المغولي، وبرزت مستقلة أيام الدولة المشعشعية والدولة الكعبية، إلى أن ظهر النفط فيها في بداية القرن الماضي ليسلط عليها أنظار وأطماع القوى العظمى آنذاك، كونها أول منطقة في الشرق الأوسط يكتشف فيها الذهب الأسود، وتصبح نقطة صراع بين إيران وبريطانيا التي ورثتها من الدولة العثمانية، وكانت للحكومات العراقية محاولات لانتزاع الإقليم من إيران، كان آخرها في الحرب العراقية الإيرانية التي دارت معظم معاركها على أرض هذا الإقليم، حين أعلن الرئيس العراقي صدام حسين أن الأحواز للعراق، ولم يكن الصراع على الإقليم عبثيًّا، فهي أرض غنية بالموارد الطبيعة من نفط وغاز، وتربتها الخصبة المنتج الرئيس لمحاصيل السكر والذرة في إيران، وتساهم بنحو نصف الناتج القومي لإيران، وبأكثر من 80% من قيمة الصادرات، الأمر الذي يجعل إيران حريصة على الأحواز وصبغها بالفارسية كما يتهمها أهل الإقليم، ويتهمونها أيضًا بقمع كل من ينادي بانتماء قومي آخر، ولم تسلم أسماء المدن والبلدان والأنهار من التغيير للفارسية، فمدينة المحمرة العاصمة التاريخية للإقليم باتت تعرف اليوم باسم «خرمشهر» أما إقليم الأحواز نفسه أصبح اليوم اسمه «محافظة خوزستان» بينما كانت إيران تطلق عليه رسميًّا حتى عام 1936 اسم «ولاية عربستان» أي أرض العرب، ويشتكي السكان من منعهم تسمية أولادهم بأسماء عربية غير متعارف عليها في الثقافة الفارسية، والسعي لزيادة نسبة غير العرب عبر الهجرة والهجرة المعاكسة، والبطالة، وعدم المشاركة في السلطة، ويبلغ تعداد سكان الأحواز 8 ملايين نسمة من القبائل العربية الأصيلة تناضل من اجل الاستقلال وتقرير المصير وتسعى إلى لجم الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية، وتشكل هذه القضية أحد أهم القضايا العربية التي لا تجد اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام العربي، على الرغم أن الشعب الأحوازي يعاني حاليًا من الاضطهاد وعمليات طمس الهوية الذي تقوم به الدولة الإيرانية
ويسترسل عويس قائلاً: إيران تمارس اليوم سياسة القهر والتهميش للشعب الأحوازي، وهو شعب ذو هوية عربية تاريخية بمعزل عن كل الادعاءات التي تلصق به، ولديه هوية مستقلة وخلفية تاريخية، ولكن هناك قوانين جعلت القوى الأحوازية تفكر بفكرٍ وواقعٍ وخطابٍ جديد ينسجم مع الوضع الدولي الحاضر، وقد بدأت سياسة المحاصرة منذ تأسيس الدولة الإيرانية المعاصرة عام 1921 على يد «رضا خان بهلوي» ويرجع ذلك إلى أن الدولة الإيرانية تأسست على ركيزتين أساسيتين هما معاداة العروبة والعرب، كهاجس خلفي لصنع الإمبراطورية القديمة وبنائها من جديد، وكان ذلك الشعب أول ضحايا هذا الخطاب الذي تمثل في سياسات استيطان وتهجير، والشعب الأحوازي يؤمن بأن امتداده التاريخي والثقافي هو امتداد عربي خالص، حيث يشكلون ثالث أكبر تجمع سكاني بالخليج بعد العراق والمملكة، ويرجع عدم الاهتمام العربي بهذه القضية إلى انشغالهم بالقضية الفلسطينية التي أخذت الاهتمام الأول كونها قضية دينية مقدسة، وقد آن الأوان اليوم لتحمل العرب لمسئولياتهم تجاه هذا الشعب العربي خاصة في ظل سياسة القمع الذي تمارسه إيران ضدهم في الوقت الحالي.
السويدي: النظام الإيراني يستغل خيرات الإقليم وأهله عانوا الفقر المدقع
أما مسئول المكتب الإعلامي لمنظمة التحرير الأحوازية (حزم) الأستاذ عادل السويدي فإنّه يعتبر أنّ تحرك الدول العربية مؤخراً وما تمّ الترويج له في الإعلام العربي عن نيتها بالتقدم لشكوى في الأمم المتحدة على أساس التدخلات الإيرانية، لم يتم تأكيده بشكل قاطع حتى الآن، متمنياً أن تتخذ مثل هذه الخطوة حتى تسهم في ردع إيران عن تدخلاتها في شؤون الدول العربية، مؤكداً بأنّ أمن الدول الخليجية والعربية والأمن القومي العربي قد أثبت بأنّه مرتبط بمنطقة الأحواز التي تتمتع بمكانة وموقع جغرافي وتاريخي حيث كان من خلاله يتم استهداف الدول العربية، منوهاً إلى أنّ الشكوى العربية لن تكتمل إلاّ من خلال دعم مشروع عربي متكامل تتوفر فيه النوايا الصادقة في دعم القضية الأحوازية.
ويضيف السويدي قائلاً: لماذا تفشل كل المحاولات في ردع إيران من قبل الدول العربية؟ الإجابة هي في الابتعاد عن نصرة القضية الأحوازية، فلن تأمن المجتمعات العربية بدون أن يتم إنجاز اتفاقات مستمرة بين الدول العربية لمواجهة المد الإيراني. مشدداً على أنّ الإيرانيين أذكى وأقدر في التعامل مع التهديدات التي تواجهها وخاصة فيما يتعلق بقضية الأحواز، وهذا عائد إلى أنّ غالبية الثروات التي تعتمد عليها إيران موجودة في هذه الأرض، وهذا وفق تصريحات وزير الاقتصاد الإيراني حيث تعتمد الحكومة الإيرانية على ثروات الإقليم المحتل وتزود الدولة ب90% من إنتاجها من النفط، في حين يعيش أهل المنطقة في حالة فقر اقتصادي، وتغييب سياسي، كما أنّه من المعروف أنّ الأحواز تقع ضمن منطقة الهلال الخصيب وهي الأراضي العربية الخصبة ذات الجودة العالية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ المتتبع للخارطة يرى أنّ الاستعمار عمل على تقسيم طرفي الهلال الخصيب بحيث تمّ تسليم الأراضي الفلسطينية في طرفها الغربي للاحتلال الإسرائيلي، وطرفها الشرقي المتمثل بالأحواز للاحتلال الإيراني.
وحول كيفية تفعيل القضية ومدى نجاح إمكانية استثمارها كورقة ضغط سياسية يقول السويدي: الإيرانيين تجاوزا هذه المسألة بمراحل كبيرة، وأخذوا احتياطاتهم في مثل هذا الأمر، لكنّهم لن يستطيعوا بكل تأكيد أن يركعوا الأحوازيين لصهرهم في البوتقة الفارسية أو البوتقة الإيرانية السياسية.
وأوضح السويدي أنّ تدخل إيران لا يعدّ وليد الساعة وإنّما جاء في فترة الخمسينيات من القرن العشرين خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية والذي برز برئاسة رضا بهلوي وقام باحتلال الأحواز، معتقداً بأنّ نفوذه يجب أن يمتد حتى يحتل الضفة الغربية من الخليج، حيث بدأت إيران بتسيير الآلاف الإيرانيين للإقامة في بعض دول الخليج حتى وصلت أعداهم لمئات الآلاف وأصبحوا مواطنين هناك.
ويعتقد السويدي أنّ القضية الأحوازية هي التي تعطي إيران القوة الضاربة في المنطقة، فمن دون هذه المنطقة لا تستطيع إيران أن تحرك ساكناً تجاه الدول العربية، ويقول: ثبت تاريخياً بأنّ الأحواز تمثل الضمان لدول الخليج العربي، وتعدّ قبائل بني الكعب وبني القواسم في التاريخ الإسلامي السد المنيع لمواجهة الفارسيين، مؤكداً بأنّ المطلوب من الشعب مقاومة ما الاحتلال الإيراني، وهذا ما تمّ فعلا من قبل الجماهير التي خرجت لمواجهة السلطات الإيرانية واستشهد أكثر من 20 شخصاً وجرح المئات، مشدداً على أهمية قيام الدول العربية بدعم قضية الأحواز من منطلق إنساني وأخلاقي، فهذا الشعب هو القادر بحسب السويدي على إيقاف التمدد الإيراني في كل أرجاء الوطن العربي، قائلاً: هذه القضية لا بدّ أن يتم تفعليها بشكل حقيقي عبر مؤسسات المجتمع الدولي وفي المؤتمرات والمحافل الدولية والعربية، وفي جميع وسائل الإعلام، وباستطاعة الدول العربية أن تطلب كرسي لشعب الأحواز في الأمم المتحدة شأنه في ذلك شأن القضية الفلسطينية.
عبد الفتاح: حرية الأحواز خيار استراتيجي لتحدي الغطرسة الإيرانية
وفي ذات السياق يقول الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ السياسة الإسلامية بجامعة القاهرة أن هناك حالة من الفزع تنتاب قادة نظام الاحتلال الإيراني من جراء اشتعال وتصعيد الانتفاضة الشعبية في الأحواز وأن التمادي في محاصرة ومطاردة واعتقال وقتل أحرار هذا الشعب العربي الحر لن تثني أبداً إرادتهم الصلبة في تصحيح التاريخ والجغرافيا وانتزاع حق تقرير المصير من المحتلين الصفويين الذين انتهى مفعول دجلهم التاريخي، بعد أن وضحت حقيقتهم العنصرية الصارخة، وبعد أن استرد الشعب العربي زمام إرادته وتخلص من أطر التبعية ونفض غبار التخلف المفروض بقوة الاحتلال الاستيطاني المرعب، فالدماء التي قدمتها قوافل الشهداء الذين عانقوا المشانق لن تذهب هدرا أو تستباح جزافا بل إنها الشرارة الحقيقية المباركة التي أدامت نيران الانتفاضة الشعبية العارمة التي أرقت مضاجع الذين يحاولون تصدير مشاريع نظامهم التخريبية صوب العمق العربي في الخليج عبر إثارة محاور ومحاولات الفتنة الطائفية التي هي السلاح الوحيد للفئة الباغية في طهران، وإن حرية الأحواز أضحت الخيار الاستراتيجي المطلوب لتحدي الغطرسة الإيرانية التي تمادت كثيرا وبلغت مبلغا صعبا للغاية لم تعد تنفع معه أية جهود دبلوماسية يفسرها النظام الإيراني تفسيراً خاطئاً على كونها خنوع أو خوف، فلقد ناضل الأحوازيون طيلة تسعة عقود هي عمر الاحتلال العنصري، اعتباراً من تاريخ الاحتلال الأسود في 20 ابريل 1925 في ظل أصعب واعقد ظروف يمكن أن يمر بها شعب من الشعوب وفي إطار صمت إقليمي ودولي شامل ووسط حالة من التجهيل والمحاصرة.
عشقي: السلطات الإيرانية أمعنت في إذلال عرب الأحواز وتعذيبهم
يرى المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي الدكتور أنور عشقي أنّ السلطات الإيرانية أمعنت كثيراً في إذلال العرب في منطقة الأحواز، فحرمتهم من بناء المدارس والمساجد وتعلّم اللغة العربية، وهذا العمل يعدّ مخالفاً للشرائع الدولية، موضحاً بأنّ دول الخليج سكتت مدة عن هذه التصرفات، وآن أوان التحرك تجاه العرب وأهل السنة في إيران، مشدداً على أهمية أن تعود إيران إلى رشدها وصوابها وتبتعد عن استعداء الشعوب، وتعمل على احترام المواطن سواء كانوا عرباً أو سنةً أو شيعة.
ويشدد عشقي على أنّ دول مجلس التعاون لا تريد استخدام أي سياسة عدائية ضد أي دولة أخرى ولا تحاول إثارة أي شغب، أو استغلال أي ورقة ضغط ضد دولة أخرى، فلو كانت تريد ذلك لفعلت، وإنّما همها الأكبر هو الرغبة في الإصلاح، موضحاً في الوقت نفسه أنّ دول مجلس التعاون لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا ترضى أي دولة كذلك أن تتدخل في شؤونها، وبالنسبة لقضية الأحواز فهي تعدّ قضية إنسانية تسعى الدول العربية من ناحية قانونية وأخلاقية الوقوف معها من خلال مؤسسات المجتمع الدولي.
ويقول عشقي: التاريخ يؤكدّ بأنّ هذه المنطقة عربية وسلمت عام 1925م إلى إيران لتكون الحاجز المانع لمواجهة الإتحاد السوفيتي، لذلك آن أوان أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، فإذا أرادوا الانفصال عن إيران وتكوين دولة مستقلة فلهم ذلك، وإذا ما أرادوا البقاء فلهم الخيار أيضاً.
القاطع: تحركات الدول العربية ستدفع إيران للكف عن التدخل في شؤونها
بدوره يؤكدّ مسئول العلاقات الخارجية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز(حزم) الأستاذ علي القاطع أنّ تحركات دول مجلس التعاون سوف تعمل على الحد من تصرفات السلطات الإيرانية في المنطقة العربية بأكملها، مشيراً إلى أنّ المنطقة تشكل الحلقة المفصلية في وجود إيران على خارطة العالم وستكون هذه التحركات مؤثرة للغاية، ويضيف القاطع قائلاً: «كثير من الأحوازيين يتساءلون عن عدم دعم قضيتهم والوقوف مع سكانه ونصرتهم من قبل الدول العربية، حتى يكون هذا الدعم بمثابة ورقة ضاغطة على إيران لوقف تدخلها في الشؤون العربية، منوهاً إلى أهمية هذا الدعم بكافة أشكاله ومعرفة ما يحتاجه السكان، وهذا سيشكل ردعاً للاستعلاء والكبرياء الإيراني في المنطقة.
ويضيف القاطع قائلاً: «التاريخ واضح في شأن إمارة الأحواز، وإيران حاولت مراراً أن تطمس الامتداد التاريخي والمعالم العربية لهذه المنطقة، حيث إنّه من المعروف أنّها منطقة عربية يعود تاريخها إلى العهد العيلامي 4000 ق.م. وكان العيلاميون الساميون أَول من استوطن الأحواز، وفي عام 1925م احتلتها القوات الإيرانية وأسقطت سيادتها من حاكم الإمارة الأمير خزعل ومن ثم انتقلت هذه الإمارة تحت رئاسة الجنرال رضا بهلوي الذي استولى على السلطة فيما بعد وأصبح شاه إيران، وقد بدأت الحقائق تنكشف للجميع، وباتت هناك تحركات سياسية جادة وحقيقية لإعادة الحقوق لأصحابها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.