أعلن مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان إن ساركوزي تعهد لمصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض أمس بأن تكثف فرنسا الضربات الجوية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وجاء هذا الإعلان فيما طلب الثوار الذين يسيطرون على مدينة مصراتة المحاصرة لأول مرة تدخل قوات غربية برية في ليبيا لدعمهم، في حين أعلن سيف الإسلام القذافي نجل معمر القذافي، أن نظام والده سينتصر. وقال نوري عبدالله عبدالعاطي أحد قادة الثوار في هذه المدينة الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، مساء الثلاثاء للصحافيين: إن الثوار يطالبون بارسال جنود بريطانيين وفرنسيين إلى مصراتة على أساس مبادئ" إنسانية وإسلامية". وأضاف محذرًا "إذا لم يأتوا سنموت"، وتابع "نحن كنا (حتى الساعة) نرفض وجود أي جندي أجنبي في بلادنا، ولكن الآن نحن نواجه جرائم القذافي ونطالب على أساس مبادئ إنسانية وإسلامية أن يأتي أحد ويوقف المجزرة". وأفاد مراسلون أن المدينة المحاصرة لا تزال مسرحًا لمعارك عنيفة بين الثوار وقوات القذافي، وتعرضت المدينة للقصف من قبل قوات القذافي ودارت معارك في ضاحيتها الجنوبيةالشرقية اوقعت قتيلا في صفوف الثوار بحسب أحد المتمردين الذي أشار إلى أن عدد القتلى في صفوف قوات القذافي يقدر بمائة، وأضاف أن "القذافي أرسل جنودًا في حوالي ثلاثين سيارة مدنية إلى جنوب شرق البلاد. ودارت معارك عنيفة جدًا. وربما قتل 100 جندي ليبي" موضحًا أن الثوار "حالفهم الحظ" وتمكنوا من مباغتة القوات النظامية. وقال سيف الإسلام خلال مقابلة مع تلفزيون "الليبية" الرسمي: "أنا متفائل جدًا... سننتصر... الوضع يتغير كل يوم لصالحنا". وبعد شهر على تدخل تحالف دولي في ليبيا في 19 مارس يبدو أن الوضع في ليبيا في طريق مسدود، وأعلنت الحكومة الفرنسية أمس أن عددا ضئيلا من الضباط الفرنسيين سيقوم بمهمة لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، غداة إعلان لندن إرسال مستشارين عسكريين إلى المجلس الوطني الانتقالي لتحسين تنظيمه العسكري واللوجستي. والثلاثاء حلقت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي فوق مصراتة، ولكن الحلف أشار إلى أن قدرته على حماية المدنيين محدودة جدًا بسبب استخدام قوات القذافي مدنيين دروعًا بشرية. وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون أن فرنسا "ستكثف" ضرباتها الجوية في ليبيا لحماية المدنيين من "القصف العنيف الذي تتعرض له العديد من المدن في ليبيا على يد القوات الموالية للقذافي"، لكن جوبيه أعرب عن "معارضته" لتدخل بري وشدد فيون على ضرورة "إيجاد حل سياسي" للنزاع، وقال خلال مؤتمر في كييف: "يجب إيجاد حل سياسي أي الشروط لفتح حوار لتسوية الأزمة الليبية"، وأكد وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي لبي بي سي أن مثل هذه المبادرة "ستطيل أمد" النزاع، وقال: "نعتبر أن أي وجود عسكري يمثل خطوة إلى الوراء وأننا واثقون من أنه إذا توقف قصف (الحلف الأطلسي) مع وقف فعلي لإطلاق النار يمكننا بدء حوار مع كافة الليبين حول مطالبهم الديمقراطية والإصلاحات السياسية والدستور والانتخابات”.