ارتفاع الأسعار على كورنيش جدة ظاهرة تأثر بها سكان مدينة جدة وزائروها, وذلك لأسباب متعددة وفقا لمستثمرين وخبراء اقتصاديين ومواطنين, من أهمها زيادة أسعار الإيجار على الكورنيش لتصل إلى 5 ملايين ريال سنوياً للأرض و1500 ريال سنوياً للمتر الواحد في المحلات التجارية, بالاضافة إلى قلة العمالة و عدم الحصول على تأشيرة العامل, وزيادة أسعار المواد الغذائية الخام وارتفاع فاتورة الكهرباء إلى حوالى 100 ألف ريال شهرياً, كل هذه الأمور مجتمعة انعكست على ارتفاع أسعار تقديم الخدمات على الكورنيش لتؤثر سلباً على المواطن والمقيم والزائر على السواء. "المدينة" استطلعت آراء عدد من المستثمرين والخبراء وبعض أعضاء اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية بمدينة جدة. رئيس لجنة المطاعم والمقاهي في الغرفة التجارية الصناعية والخبير الاقتصادي الدكتور خالد الحارثي يقول: الكورنيش الشمالي مصنّف من المواقع السياحية الهامة, وفي علم السياحة عادة ما تشهد الأماكن السياحية ارتفاعا في أسعار مبيعاتها, لعدة أسباب منها ارتفاع أسعار الإيجار، حجم المساحات، والمصروفات العمومية, منوهاً إلى أن الأمانة قامت برفع الإيجارات لاعتقادها بارتفاع الدخل العام للمشاريع السياحية, ومع ذلك لا أعطي التبرير للأمانة وأصحاب المواقع السياحية برفع الأسعار على المستهلك, علما بأن أغلبية المشاريع على الكورنيش عبارة عن مطاعم و مقاهٍ فقط. الحلول المقترحة وعن الحلول المقترحة لمعالجة ارتفاع الأسعار في الكورنيش والأماكن السياحية عموماً, يقول د. الحارثي: يجب أن يكون هناك تقارب لوجهات النظر بين الأمانة والمستشمرين على الكورنيش, وذلك من خلال ورشة عمل تجمعهم يتسم النقاش فيها بالوضوح والشفافية, بالاضافة إلى تنوع المشاريع والا تكون كلها أو أغلبها من نوعية واحدة فقط كما يحدث حاليا (المطاعم), وعلى الأمانة توفير بيئة جيدة للمستثمرين تساعدهم على تنوع الاستثمارات, وعندها لن تتأثر الأمانة بخفض أسعار الإيجارات وبالتالي ينعكس ذلك على خفض الأسعار. وعن تأجير المواقع من الباطن بيّن الحارثي أن هذا استغلال للعقود , حتى أن أسعار إيجار الكشك يصل إلى 200 ألف ريال في نهاية الأمر , مما يقلل من جودة الخدمة و ارتفاع الأسعار , و لحل مشكلة التأجير من الباطن بين الحارثي الحل أن تكون هذه الكشكات مراقبة من الأمانة " إدارة الأسواق " بالاضافة إلى الوعي و الرقابة الذاتية من المستثمرين . بدوره قال عضو اللجنة السياحية في الغرفة التجارية بجدة وأحد المستثمرين على الكورنيش محمد الخطيب: رغم ارتفاع الإيجارات وزيادة حجم المصروفات وتكلفة المشروع وارتفاع فاتورة الكهرباء وأسعار المواد الغذائية في المملكة, إلا أن مدينة جدة تعتبر أرخص مدينة على مستوى العالم في البيع بالأماكن السياحية, منوهاً إلى أن الإقبال على مطاعم الكورنيش أصبح ضعيفاً في السنوات الأخيرة عكس ما كان عليه في السابق. وبين أن الإيجار يصل إلى 5 ملايين ريال سنوياً لمساحة 50 ألف م2, وفاتورة الكهرباء تصل إلى 100 ألف ريال شهرياً , خاصة وأن الاستثمارات المسجلة كسياحية تسجل شركة الكهرباء عليها أعلى حد للفاتورة. مشاكل الاستقدام وعن أجور العمالة قال: عندما تطلب العمالة من الخارج كمستثمر ولديك مشروع حكومي لا يعطيك مكتب العمل عمالة كافية, لهذا نضطر إلى أخذ عمالة من الشركات المحلية بما يقارب 1800 ريال شهرياً , فيما لو حصلت عليها من الخارج يكون المرتب في حدود 1000 ريال شهرياً. ونوه إلى أن الأمانة لا تضع الأسعار نهائياً بل تضع مزايدات على المشروع، والمستثمرون هم من يضعون الأرقام بأنفسهم وبحسبة بسيطة فإن سعر إيجار المتر المربع على الكورنيش يصل إلى 100 ريال سنوياً تقريباً, أما المحلات التجارية فيكون إيجارها بحوالى 1500 ريال للمتر المربع سنوياً. كما أن سعر تأجير الكشك من أمانة جدة يصل إلى 75 ألف ريال سنويا, ويتم بعد ذلك تأجيرها من الباطن لتصل في آخر الأمر إلى العامل الأجنبي بسعر يقارب 200 ألف ريال وبدورهم يتناوب العمال في العمل بها ليل نهار لتحصيل مبلغ الإيجار. الايجار يحدد أسعارنا جميل أحمد بائع في أحد الأكشاك (بقالة) قال: في كل العالم تباع السلع في المناطق السياحية بأعلى من المناطق العادية في المدينة نفسها والسبب عائد لرفع قيمة الإيجار بها كما هو الحال في الكورنيش, والكشك الذي أعمل فيه يصل إيجاره إلى 220 ألف ريال, فلو بعت الماء مثلاً بريال واحد لن أصل لقيمة الإيجار الذي يتوجب علي دفعه للأمانة, ناهيك عن التطلع إلى تحقيق أرباح. وشاركه الرأي زميله في المهنة فاديق مهادير منوهاً إلى أن الأسعار ليست مرتفعة كثيراً و إن زاد السعر يكون في حدود ريال أو ريالين على قيمة السلعة ذاتها في المدينة والسبب الإيجار المرتفع, مشيراً إلى انه لو انخفض الإيجار تنخفض معه أسعار ما نبيعه في الكشك. وأضاف: "رغم كل ذلك فالأسعار ليست مرتفعة كثيراً كباقي الاستثمارات على الكورنيش، ومن ذلك ما يحدث في بعض منتزهات الشاطئ حيث يضطر روادها إلى شراء ما قيمته الفعلية 3 ريالات ب 40 ريالاً. وقال نادر سليمان مسؤول الفترة الصباحية في أحد المنتزهات: الاستثمار على الكورنيش أفضل بكثير من داخل المدينة بسبب وجود البحر وبحث الكثيرين عن الاستمتاع بأجوائه الرائعة مؤكداً أن الأسعار تختلف والسبب أنها منتزهات سياحية وهذا يحدث في العالم كله. وزاد: الزبون يأتي بقدميه لهذه المواقع ولا أحد يجبره على ذلك, ويدفعه نظافة المكان وجودة الخدمة وما نقدمه من أطعمة وغيرها، بالاضافة إلى "الشيش و المعسل". وعن تحديد حد أدنى للطلبات قال: وضع الحد الأدنى له عدة أهداف منها اختيار نوعية الزبون, ورفع مستوى الخدمة, ففي بعض الأحيان يأتي شخصان ويجلسان على طلب معسل واحد فقط وهذه النوعية غير محببة في جميع المحلات وليس على الكورنيش فقط. أسباب ارتفاع الأسعار في مطاعم الكورنيش • إيجار المطاعم يصل إلى 5 ملايين ريال سنوياً، «الأمانة». • ارتفاع فاتورة الكهرباء إلى 100 ألف ريال شهرياً، «شركة الكهرباء». • عدم إعطاء تأشيرات للعمالة، «مكتب العمل». • ارتفاع أسعار المواد الغذائية الخام وتكلفة البناء، «وزارة التجارة». • التأجير من الباطن، «المستثمرون». • وفي نهاية الأمر يكون الضحية «السائح والمواطن»!!. “الأمانة”: نعتمد آلية المناقصات الحكومية في تأجير المواقع الاستثمارية أكد مصدر في أمانة محافظة جدة أن الأمانة تتبع عددا من الآليات في تأجير الأكشاك والأراضي الاستثمارية على كورنيش جدة, ومن ذلك الإعلان عن توفر عدد من الأكشاك في عدد من الأماكن بالكورنيش, ومن ثم يقوم المستثمرون بوضع عروضهم على المناقصات التي يتم الإعلان عنها، ويتم لاحقا فتح المظاريف والتأجير لصاحب أعلى سعر من خلال هذه المناقصات, و نفس الحال مع الأراضي الاستثمارية، حيث تعلن الأمانة عن المشروع والمواصفات الفنية المطلوبة فيه، ومن ثم طرحه في مناقصة عامة، ويقوم المستثمرون الراغبون بالاستثمار بوضع أسعارهم ومن ثم تسليمها للأمانة لتقوم بدورها بفتح المظاريف وتسليم الأرض لمقدم السعر الأعلى، وهذه الآلية متبعة في جميع أمانات المملكة، وفقا لأنظمة وزارة الشؤون البلدية و القروية.
