أكّدت أحزاب المعارضة اليمنية تمسكها بمطلب رحيل الرئيس علي عبدالله صالح ردا على مبادرة وصفها الحزب الحاكم بأنها “آخر ما لديه من تنازلات”، واعتبرته المعارضة بالوناً لم يعد له معنى فيما قال الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان: إنه "ليس أمام الرئيس إلا الرحيل من السلطة ، بينما تصاعدت حدة الانقسامات داخل الجيش بين القوات المؤيدة للرئيس والمعارضة له. ولم تدم بوادر انفراج الأزمة في شقها السياسي سوى ساعات قليلة ليعود الطرفان إلى مربع المواجهة، وقال محمد قحطان إن "الرئيس كما يبدوا يطلق مبادرات تقوم على استبدال المعارضة بالمؤتمر الشعبي العام وكأن المشكلة في المؤتمر الذي يتولى الحكومة، ونحن في المشترك نقول له "ارحل فأنت المشكلة". كما تصاعدت حدة الانقسامات داخل الجيش اليمني بين الفريق المنشق عن الرئيس صالح والفريق المؤيد له، حيث توجه وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، أمس، على وجه السرعة الى مدينة زنجبار أبين ( جنوب اليمن) لإنهاء تمرد جنود في لواء المشاة الميكانيكي الخامس والعشرين ، وقال مصدر محلي في أبين أن وزير الدفاع عقد سلسة من اللقاءات المطولة مع منتسبي اللواء لاحتواء الوضع. إلى ذلك أفادت مصادر محلية في محافظة حضرموت أن قوات تتبع الدفاع الجوي الذي يقوده شقيق الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، تفرض حصاراً على معسكر اللواء الميكانيكي السابع والعشرين التابع للواء محمد علي محسن، قائد المنطقة الشرقية المنشق عن الرئيس، والذي رفض قرار إقالته من قبل الرئيس صالح وتعيين اللواء أحمد بن بريك خلفا له، مبرراً ذلك بأن الرئيس سقطت عنه صفة الشرعية ولا حق له بإقالة أحد. وأكدت المصادر أن عملية الحصار بدأت قبل حوالى أسبوع في وادي العيون عند نقطة عسكرية تتمركز فيها قوات اللواءمحمد علي محسن، متوقعة انفجار الوضع في أي لحظة بسبب حالة التوتر التي تسود المنطقة. وجاء رفض"محسن" للإقالة مطابقاً لما اتخذه اللقاء الموسع الذي عقد في محافظة حضرموت بين وفد من الهيئة الاستشارية للمجلس الأهلي ومحافظ المحافظة واللواء محمد علي محسن، حيث اعتبر المجتمعين قرار إقالة محمد علي محسن وتعيين بن بريك خلفا له، محاولة لخلق صراعات في حضرموت بتعيين ابن حضرموت اللواء احمد بن بريك خلفاء للأحمر، وأشارت المصادر أن الوفد أبلغ الأطراف كلها ضرورة التحلي بضبط النفس وتحكيم العقل، مؤكدة أن وفد الهيئة الاستشارية للمجلس عبر عن رفضه لتحويل حضرموت إلى ساحة للصراع العسكري، وطالب اللواء احمد بن بريك برفض قرار تعيينه قائدا للمنطقة الشرقية خلفا للواء محمد علي محسن.