سقطت مدينة أجدابيا الاستراتيجية شرق ليبيا صباح أمس في أيدي الثوار ، بعد أسبوع من بدء التدخل العسكري الدولي ضد قوات معمر القذافي.وظل الائتلاف الدولي يمارس ضغطه العسكري مع شن هجمات جوية ليلا على قاعدة عسكرية في ضواحي طرابلس.واكدت المعارضة ان قواتها واصلت تقدمها نحو الغرب واستعادت السيطرة على مدينة البريقة النفطية، فيما اكدت صحافية ترافقهم ان الثوار موجودون في وسط المدينة الواقعة على بعد 80 كلم غرب اجدابيا (شرق). وانسحبت قوات القذافي التي سيطرت الاسبوع الماضي على أجدابيا من مواقعها في مدخل المدينة الشرقي ولم تبق سوى دبابات متفحمة شاهدها المراسلون الصحفيون المتواجدون في المكان،وافاد مصدر طبي انه تم العثور على 21 جثة لمقاتلين من قوات العقيد معمر القذافي في الصحراء قرب اجدابيا إثر الهجمات الجوية التي شنها التحالف العسكري الدولي. ولم يبد السكان تعاطفا مع القتلى الذين معظمهم من اصل افريقي اذ غالبا ما يتهمونهم بانهم مرتزقة. وشهر احد السكان بطاقة هوية وجدها على احد القتلى مصدرها سفارة تشاد في طرابلس. وفى السياق اعلن متحدث باسم المعارضة ان مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) تعرضت مجددا «لقصف عنيف» من القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.وقال هذا المتحدث «كما يحصل يوميا قصفت قوات القذافي بشكل عشوائي مدينة مصراته كما يواصل قناصون ترهيب السكان». واكد «وقوع قتلى وجرحى» من دون ان يكون قادرا على تقديم عدد دقيق.واضاف ان «عشرات القناصين ارسلوا امس الى مصراتة» حيث اخلت القوات الموالية للقذافي بالقوة منازل تقع غرب المدينة. وتابع المتحدث ان «مصراته في خطر ونطالب بتدخل عاجل للمجتمع الدولي لحماية السكان». من جهته قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إنه سيتم تقليص نطاق العملية العسكرية التي يقودها التحالف الدولي في ليبيا بعد تعطيل منظومة الدفاع الجوي الليبي.وأضاف في تصريح لقناة «روسيا-1» «لا يوجد جنرال مسؤول يحاول فرض منطقة حظر جوي بدون تعطيل وسائل الدفاع الجوي»، واضاف «يتم تطبيق حظر الطيران بهذه الطريقة على وجه التحديد ،قمنا بذلك في البلقان وأماكن أخرى». وفى سياق متصل -كتبت صحيفة واشنطن بوست امس ان التدخل العسكري في ليبيا سيكون اقل كلفة مما هو متوقع في الولاياتالمتحدة، متحدثة عن «مئات ملايين الدولارات» بالنسبة الى الموازنة الاميركية. وذكرت الصحيفة ان «التدمير السهل للدفاعات الجوية الليبية وكون الحلفاء مسؤولين عن قسم كبير من الهجمات الجوية ساهما على الارجح في الحد من النفقات المتوقعة اصلا (بحيث لن تتجاوز) مئات ملايين الدولارات». واضافت ان «البنتاغون قد يكون قادرا على استيعاب هذه الكلفة من دون طلب اذن خاص» من الكونغرس.الى ذلك اعلنت مصادر رسمية اوروبية رفضت كشف هويتها ان الاتحاد الاوروبي قد يلبي طلب الاتحاد الافريقي بصرف اموال لتسهيل ابرام اتفاق يضع حدا للاعمال الحربية في ليبيا. وسيحتاج الاتحاد الافريقي الذي لا تزال ليبيا حتى الان ابرز جهة مانحة له، الى 260 ألف يورو، بحسب هذه المصادر. وستتم مناقشة المسألة اثناء محادثات متوقعة في بداية الاسبوع في اديس ابابا بين الاتحاد الافريقي ووفد اوروبي. ويتمثل الاتحاد الافريقي برئيس مفوضيته جان بينغ، وهو غابوني يرأس لجنة الاتحاد الافريقي من اجل ليبيا. واجتمعت هذه اللجنة الجمعة في اديس ابابا لمناقشة خارطة طريق وضعها خمسة رؤساء دول افريقية لاعادة السلام الى ليبيا، ويفترض ان تؤدي الى «فترة انتقالية ينبغي ان تنتهي بانتخاب مؤسسات ديموقراطية».واعرب وفد حكومي ليبي موجود الجمعة في اديس ابابا عن استعداده لتطبيق خارطة طريق الاتحاد الافريقي هذه التي تنص على وقف فوري لاطلاق النار وبدء حوار بين الليبيين وكذلك فتح ممرات انسانية واجراءات حماية لعدد الكبير من العمال المهاجرين المنحدرين من افريقيا السوداء والموجودين في ليبيا. وكان اعضاء في حركة المعارضة الليبية التي تقاتل نظام معمر القذافي، تلقوا دعوة الى الاجتماع، لكنهم «لم يتمكنوا» من المشاركة في المحادثات كما ذكر الاتحاد الافريقي السبت في بيان في اديس ابابا.ويأمل الاتحاد الافريقي بان يلتقي سريعا ممثلو حركة الانتفاضة الليبية المنبثقة من المجلس الوطني الانتقالي لبحث خارطة الطريق التي اعلنها، كما قال في بيانه.والاتحاد الافريقي الذي تأسس في 1999 في سرت، مسقط رأس القذافي، يعارض التدخل العسكري الخارجي في ليبيا والذي سمح به مجلس الامن الدولي في 17 اذار/مارس.