تشرفت بدعوة كريمة من صاحب المعالي الشيخ صالح الحصين للمشاركة في اللقاء التحضيري الأول للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري تحت عنوان : الإعلام الواقع وسبل التطوير: حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية، والذي نظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، واستضافته مدينة الورد ؛ ويأتي هذا اللقاء إضافة إلى ثلاثة لقاءات تحضيرية أخرى يُقيمها المركز في كلٍ من الخبر والرياض وأبها كمرحلة تمهيدية؛ لإقامة اللقاء الختامي في منطقة حائل. وتنطلق أهمية الحوار الوطني من ضرورة مُلحة فرضتها علينا التغيرات المُتلاحقة في الفكر جراء الانفتاح المهول على الكثير من الثقافات المختلفة ، دون توافر بناء ذاتي مُحصَّن يستطيع التعامل مع هذه المُتغيرات بمنهجية واعية، ويقبل منها ما يتواءم مع ثوابته ، ويلفظ ما يتعارض معها؛ الأمر الذي أحدث شروخاً لا يُستهان بها في التركيبة الاجتماعية؛ نتيجة الانكفاء على الذات حقبة زمنية فصلتنا عضوياً عن الحراك الإيجابي المُستقى من مشارب مُتعددة، واكتفينا فيها بفتات الطرح الأُحادي المبتور في ذاته، المنغلق في أهدافه ، مما جعل بُنية المُجتمع مُقولبة وأفراده نُسخا متكررة من بعضهم ، وتناسينا أن الاختلاف رحمة في بُعده الديني، ومصدر مهم للأفكار في بُعده الإبداعي ، وظاهرة صحية في بُعده الحضاري. وتأتي أهمية المحور موطن النقاش الإعلام : للأهمية التي تتبوأها وسائل الإعلام بوسائطها المتباينة ؛ على اعتبار أنها النوافذ التي يُمكن من خلالها صياغة الفكر وتوجيه الرأي العام ، إضافة إلى قدرتها على إحداث حراك إيجابي أو سلبي في المجتمع، ناهيك عن كون الصحافة أحد نماذجه هي السلطة الرابعة في منظومة السلطات التي يتشكل منها أي نظام مُجتمعي تحكمه مؤسسات المُجتمع. وتناول اللقاء أربعة محاور تتمثل في : · واقع الإعلام السعودي : ورُصد فيه ثلاث وأربعون توصية تناولت واقع الإعلام السعودي ؛ كان أبرز إيجابياتها إعادة هيكلته بما يُنمي الخبرات ويُطور المستوى ، بينما كان أبرز سلبياتها هي التقليدية في الطرح. · المُنطلقات الشرعية والفكرية للإعلام السعودي : ورُصد فيه خمس وخمسون توصية كان أبرز إيجابياتها ضرورة إنشاء ميثاق شرف إعلامي ، بينما أبرز سلبياتها أن النيل من المنطلقات الشرعية والفكرية قد تكون سبيلاً لنيل الشهرة من بعض الإعلاميين. · الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الرأي العام : ورُصد فيه تسع وخمسون توصية أبرزها إيجابياً قدرته على استقطاب عدد كبير من المستهدفين وخاصة فئة الشباب ، بينما التأخر في التعامل معه سيؤدي إلى اتساع الهوة الثقافية بين الأجيال كانت أبرز سلبياتها. · مستقبل الإعلام السعودي وسبل تطويره : ورُصد فيه عشرون توصية رسمت سيناريو مستقبليا له من أبرز ملامحه : الفصل بين السياسة الإعلامية للدولة ووسائل الإعلام لتخفيف العبء عن الدولة ، وعقد اتفاقيات بين الجامعات ووزارة التربية والتعليم لتأهيلهم للعمل في وسائل الإعلام بشكل احترافي. فسعدنا بالحوار والمتحاورين في الطائف ذات الإرث الثقافي المُتجذر في سوقها التاريخي ؛ وهاهي الريادة تتجدد في فعاليِّات حوارها الوطني. [email protected]
