كنتُ في أحد المراكز التجارية، وعند البوابة ثلاثة من الشبان يحاولون دخول المركز التجاري، منعهم موظف الأمن بقوله: «ممنوع دخول الشباب».. لماذا يُمنع الشباب من التسوّق؟.. أليس هم شبابنا وإخواننا؟ لماذا يُمنع الشباب من الإقامة في المساكن؟ ويُمنع الشباب من دخول الأسواق التجارية؟ ويُمنع الشباب من المشاركة في المناسبات التجارية والصناعية والتطوعيّة؟!. مَن هم الشباب؟!.. أليس ابني وابنك أيُّها القاري الكريم؟! أليس الشباب هم نتاج تربية بيتنا ومدرستنا ومسجدنا؟! أليس شبابنا هم مَن يسافرون إلى دول الخليج المجاورة والعالم الأول؟! أليس الشباب، هم في معاملنا مَن يطبب نساءنا، وحملوا المشرط الطبي ونفاخر بهم وبنتائجهم؟! أليس شبابنا هم الآن في قائمة المليارديرات العربية والعالمية في بلادنا؟!. وبعد.. مجموعة القرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قرارات تعكس عمق الرؤية، والحكمة، إذ اهتمت بقضايا جوهرية تتّصل بحاجات الشباب، فما من عاقل في الأرض يرضيه ما يشهده الوطن باستقصاء الشباب وعزلهم، وتشويه الحِراك الشبابي. يعيش شبابنا في حالات من القلق والترقّب، يعانون من عدم الاستقرار في ظل المنع، وتسرّب الخوف إلى قلوبهم، ويُحاسبون بأخطاء وسلوكيات الغير. قضية الشباب التطلّع إلى التمتع بثمار القيم الإنسانية العالمية التي تسود المجتمعات الأخرى في العصر الحاضر، ويتطلّع الشباب الدخول إلى العصر الحديث من خلال إرساء مبادئ الحرية والكرامة الإنسانية، والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم. الشباب يعيش اليوم مخاضًا اجتماعيًّا، متعدد الاتجاهات والتوجهات، من أجل ذلك نبكي خوفًا عليهم من عوادي الزمن.. وخشية من عواقب ما هو كائن الآن، وما يمكن أن يكون، ويعتبرون القوة العقلية التي تنهض بهم الدول. نعيش -الآن- مفترق طرق بين مرحلة الوصاية على شبابنا بعدما اتّسع الفضاء لرؤى تتجاور، وتتحاور بعيدًا عن سوء الظن، ولجم الأفواه، ونعزله في إطار ضيّق. شبابنا متعلّم، ذو طعم ولون وذائقة مختلفة، فلماذا يدفع ثمن سلوك مشوّه فرديّ لا مقبول، قام به شابٌّ أو شابة؟! [email protected]