طالب عدد من المسرحيين بضرورة تفعيل الأنشطة المسرحية في مدينةجدة وكذلك تفعيل دور جمعية المسرحيين السعوديين وأن تعمل وزارة الثقافة والإعلام بشكل أكثر جدية لتفعيل دور المسرح في المجتمع لما يمثّله المسرح من أهمية في حياة المجتمعات المتقدمة لأنه يجسّد الواقع بأسلوب فني علمي مباشر وأمام الجمهور.. ورأى هؤلاء المسرحيون في استطلاع ل «الأربعاء» ضرورة إيجاد مسارح حديثة ومجهزة في مدينة جدة لتقديم عروضهم المسرحية عليها بشكل لائق، مشيرين إلى أن جدة تفتقر للمسارح الحديثة اللائقة، وأنهم كفنانين باتوا يعانون كثيرًا لإيجاد مسرح يعرضون عليه أعمالهم، واصفين الاعتماد على المسارح الأخرى وغير التابعة لوزارة الثقافة والإعلام بأنه نوعًا من “التسوّل” -بحسب وصفهم-.. “الأربعاء” استطلع آراء مجموعة من المهتمين بالمسرح السعودي في مدينة جدة باعتباره جزءًا هامًا من المشهد الثقافي السعودي فكانت رؤاهم على النحو التالي... أصبحنا نتسول الفنان والمخرج والمنتج عمر الجاسر قال: للأسف مدينة جدة تعيش في سبات عميق من قبل القائمين على الثقافة والإعلام ممثلة في جمعية الثقافة والفنون وأمانة مدينة جدة والمجلس الثقافي في منطقة مكةالمكرمة وهذه الجهات الثلاث هي المسؤولة عن الكارثة والمأساة التي يعيشها الحراك المسرحي في جدة باعتبار أن مدينة كبيرة كجدة لا يوجد فيها -للأسف- قاعة مسرحية أنموذجية فجميع القاعات الموجودة الآن هي قاعات محاضرات ولا تصلح للعرض المسرحي الأنموذجي فمتى نرى في جدة عدة مراكز ثقافية أنموذجية تحتوي على قاعات مسرحية أنموذجية مهيأة لجميع العروض المسرحية وليست قاعات محاضرات وأوجّه ندائي بتلبية مطالبنا. وأشار الجاسر إلى أنهم كفنانين أصبحنا نتسوّل للأسف لكي نجد مكانًا نقيم فيه عروضنا المسرحية فنحن نتعرض للاستهتار وعدم المبالاة وأحيانًا نتعرض للإهانة والطرد فالمجتمع في مدينة جدة متعطّش للمسرح بمختلف فئاته ولو عرضناه في الشارع وفوق الصخرة لحضر الجمهور ولكن من يعطينا التصريح حتى نقيم المسرح في “الشارع”؟!. الجمعية مسؤولة وبلهجة قاسية.. قال الممثل جميل علي أنه للأسف أصبحنا نتسوّل ونرجو الناس حتى يتكرّموا علينا ب “خشبة مسرح” متهالكة لكي نعرض عليها مسرحياتنا. ويتهم جميل علي جمعية الثقافة والفنون باللامبالاة وبالتسبّب في عدم وجود قاعة مسرح في مدينة كبيرة مثل جدة ويقول: لا يوجد لدينا قاعات مسرح ورغم ذلك ننافس دوليًا والمسؤولية هنا تقع على جمعية الثقافة والفنون، فلا توجد مسارح ولا قاعات مسرح ولا يوجد دعم رغم أن المسرح ثقافة ورسالة مهمة ولكن للأسف هي غير موجودة لدينا. ويضيف: ليس لدينا قاعة مسرح كي أقوم كممثل ومنتج بتمويل مسرحية وأشدّد على أننا بحاجة لمسرح حقيقي في جدة ويؤكد: نحتاج إلى دعم المسرح بإنشاء القاعات المجهزة الحديثة وهذه الفكرة طرحها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل على معالي وزير الثقافة والإعلام في سوق عكاظ الأخير، وأضاف: لا يوجد ما يمنع من وجود المسرح في جدة التي تعتبر مدينة الفن والثقافة وللأسف عندما تنظر إلى المسرح الخليجي بصفة عامة تجد رواده ونجومه من السعوديين الذين لم يجدوا من يدعمهم في بلادهم. يكفينا تهميشًا الفنان خالد الحربي قال: هناك بعض القاعات المسرحية في جدة موجودة لكن لا يوجد هناك تسهيل لإقامة العروض، مع العلم أن جميع هذه القاعات مهملة ولا يسمحون لنا بإقامة المسرحيات فيها.. خصوصًا وأننا نتبع لجهة حكومية وهي جمعية الثقافة والفنون فلماذا لا يتساهلون معنا إلى حين أن تتكرّم وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء قاعة مسرح مخصصة للعروض المسرحية وتابعة لجمعية الثقافة والفنون.. إنني أتمنى أن نرى أنفسنا كمسرحيين نقيم عروضنا المسرحية دون “التسوّل” المعتاد.. فنحن يأسنا من التعاملات الصعبة التي نواجهها والمعاناة التي أرهقتنا ويكفي سخرية بالمسرح السعودي ويكفينا تهميشًا فأين دور جمعية الثقافة والفنون وأمانة مدينة جدة.. فالمشكلة يبدو أنها كبيرة ولكن حلها سهل جدًا.. وأنا أرجو رجاءً خاصًا من جمعية الثقافة والفنون عند إقامة عروض المسرحية أن يكون هناك تعاون كبير بينها وبين الصحف المحلية من حيث الإعلان عن المسرحية كباقي الدول الأخرى وأرجو أن نرى تعاونًا أكبر بين المؤسسات الصحفية وجمعية الثقافة والفنون. عذر الصيانة المخرج ممدوح سالم قال: مدينة جدة تعاني منذ سنين من عدم وجود مسارح حديثة مجهزة وحتى العروض المسرحية التي أقيمت خلال السنوات الماضية والتي يشارك فيها عدد من الفنانين العرب دائمًا ما تُقام في المتنزهات وهذه مؤشرات غير صحية في مدينة كبيرة وعريقة كمدينة جدة وتُعتبر عاصمة الثقافة والفنون السعودية ولا يوجد فيها مسارح وخاصةً مسارح حكومية.. وهناك مسارح في جدة ولكن هذه المسارح تظل مرتبطة بجهات رسمية ليست مرتبطة بوزارة الثقافة والإعلام ونحن لدينا “مسرح” ونستطيع أن نقول عنه جميل وهادف ولكن في الفترة الأخيرة لا زال خبر الصيانة يتصدر أعذار المسؤولين عندما نطالبهم بتوفير قاعة مسرح ولذلك نحن بحاجة ماسة وشديدة لوجود مسرح حكومي خاصةً للعروض المسرحية ووزارة الثقافة والإعلام هي المسؤول الأول عن وجود مراكز ثقافية ومسارح وأتمنى أن يكون هناك مسرح مرتبط بجمعية الثقافة والفنون فمدينة جدة حتى الآن ليس لديها قاعة أنشطة ثقافية بمعناها الحقيقي ونحن لا نريد أن نقول بأننا نتسوّل ولكن هناك صعوبة شديدة لكي نحصل على مكان نؤسّس عليه مسرحًا ويبدو أن نادي جدة الأدبي في وضع اللمسات الأخيرة في تدشين مسرح والذي أتمنى أن يكون القلب الحاضن لنا كمسرحيين فهم الأمل الأخير بعد الله سبحانه وتعالى في احتضاننا. جهود لا تكفي الفنان والمخرج الدكتور فهد غزولي قال: نحن طالبنا الأمير خالد الفيصل الداعم الأول للمسرح بإنشاء قاعة خاصة للمسرح وهو بدوره طلب من وزارة الثقافة والإعلام دعمنا وتخصيص قاعة لإقامة عروضنا المسرحية التي نالت على جوائز دولية خلال الأربع السنوات الماضية.. فلماذا لا تكون لنا قاعات مسرح لاسيما وأننا نجحنا على المستوى الدولي.. ومنذ ثلاثين سنة ونحن نطالب بقاعة مسرح ولكن هل من مجيب؟!. ولا يعتبر غزولي الحراك المسرحي المحدود بمناسبات الأعياد كافيًا للقول بأن هناك مسرحًا سعوديًا.. وقال: نشاهد المسرحيات في الأعياد فقط ولا يمكن القول أنها بداية جيدة بل هي جهود مشكورة ولكنها جهود لا تكفي.. فأنا لديّ شخصيًا مشاريع مسرحية كثيرة منها ما هو للأطفال ومنها ما هو للشباب ولكن أين أعرضها بالله عليكم؟!. ويتابع مراهنًا على قدرات الممثل السعودي: عملنا مسرحيات كبيرة في السابق وشاركنا في مهرجانات كبيرة وفزنا من خلالها بجوائز عديدة وأنا لا أتكلم عن المسرحيات التهريجية بل المسرحيات المهمة ولكن للأسف حتى في الشوارع لا يوجد مكان أستطيع أن أعرض فيه مسرحياتي عليه بسبب الحفر!!. 3 جهات مسؤولة من جهتها تؤكد المسرحية هالة الحكيم على أن المسؤولية تقع على ثلاث جهات هي: أمانة محافظة جدة وجمعية الثقافة والفنون ووزارة الثقافة والإعلام.. فمدينة كبيرة مثل جدة التي تعتبر بوابة الحرمين وبوابة الفن والثقافة والاقتصاد والسياحة ولا يوجد بها قاعة مخصصة ومجهزة للمسرحيين.. هل هذا يعقل؟!! وتضيف: أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج للدعم والتطبيق وليس كما نسمع دائمًا وأملنا كبير نحن كسعوديين أولًا وكمسرحيين ثانيًا بأن نحظى بقبول من وزارة الثقافة والإعلام ونجد العطف والحنان من معالي وزير الثقافة والإعلام بمساعدتنا على الإرتقاء والرقي بالمسرح السعودي الأصيل والعمل على توفير مسارح حديثة ومجهزة بالشكل اللائق.
