«عدّادات الأجرة» تخضع لأحكام نظام القياس والمعايرة    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    توقيع اتفاقية تعاون وتقديم خدمات بين منصة وتطبيق متر ووكالة سمة للتصنيف    السعودية وتايلند.. تعزيز التجارة واستثمارات واعدة    ختام ناجح لأسبوع الرياض الصناعي    100 مليون ريال في المرحلة الأولى.. "جونسون كنترولز "تصدر" تشيلرات يورك" سعودية الصنع إلى أمريكا    المنامة تستعد للقمة العربية.. وغزة تتصدر أعمالها    إكمال الاختبارات التشغيلية لدرب الحرمين    الأرض تشهد أقوى عاصفة شمسية منذ 21 عاماً    طبيبة سعودية تنقذ راكبة تعرضت للصرع على متن رحلة جوية    الذكاء الاصطناعي.. الآتي أعظم    انتكاس تجربة «إيلون ماسك» لزرع الشريحة    المملكة ترحب بقرار الجمعية العامة    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الطبية والغذائية    كنو: موسم تاريخي    صحف عالمية:"الزعيم لا يمكن إيقافه"    براعم النصر .. أبطالاً للدوري الممتاز    الأزرق يعادل بطولات الأندية مجتمعة    أخضر الناشئين لكرة الطائرة إلى نهائيات كأس آسيا    جمعية مرفأ تنفذ دورة "التخطيط الأسري" في جازان    محافظ الزلفي يزور فعاليه هيئة التراث درب البعارين    القبض على مقيمين لنشرهما إعلانات حملات حج وهمية    اكتشاف قدرات الأيتام    مؤسس فرقة «بيتش بويز» تحت الوصاية القضائية    النزل التراثية بالباحة .. عبق الماضي والطبيعة    "هورايزون" و"بخروش" يفوزان بجائزتي النخلة الذهبية    أكبر منافسة علمية عالمية في مجال البحث العلمي والابتكار.. «عباقرة سعوديون» يشاركون في آيسف 2024    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من إندونيسيا    الماء    مصادر «عكاظ»: لا وجود ل «المسيار» أمام المحاكم.. تراخيص المكاتب «هرطقة»    خبراء صينيون يحذرون من تحديات صحية ناجمة عن السمنة    حذروا من تجاهل التشخيص والتحاليل اللازمة .. مختصون: استشارة الإنترنت علاج مجهول    حملة للتوعية بمشكلات ضعف السمع    جودة النقد بين نور والهريفي    مساحات ثمينة    أول دوري للبادل في العالم.. وقفات ومقترحات    الطلبة الجامعيون وأهمية الاندماج في جميع المناطق    "الأمن العام" يحذر من إعلانات الحج الوهمية    الإسقاطات على الكيانات !؟    وما زال التدهور يخيّم في الأفق..!    الشمري يرفض 30 مليون ريال.. ويتنازل عن قاتل ابنه بشفاعة أمير منطقة حائل    تحذيرات أوروبية.. مصر ترفض التنسيق مع إسرائيل لدخول المساعدات من رفح    اجتماع تحضيري للقمة العربية.. 12 بنداً في الملف الاقتصادي والاجتماعي    أمير الرياض يتفقد المجمعة ويدشّن مشروعات تنموية    القيادة تعزي ملك مملكة البحرين    وصول المنتخب السعودي للعلوم إلى الولايات المتحدة للمشاركة في آيسف 2024    المدينة أول صديقة للتوحد بالشرق الأوسط    طلاب وطالبات تعليم الطائف يؤدون غدًا اختبارات "نافس"    علاج جيني يعيد لطفلة صماء السمع    رابطة العالم الإسلامي تدشّن «مجلس علماء آسْيان»    الجوف: القبض على شخص لترويجه أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    الأمير سعود بن نهار يدشن أكبر مجمع "قرآني تعليمي نسائي "على مستوى المملكة    تعليم عسير يُعرّف ب«نافس» تعليمياً ومحلياً.. و8 ميداليات ومركزان في الأولمبياد الوطني للتاريخ    وزارة الحج تدعو لاستكمال التطعيمات المخصصة لحجاج الداخل    "الصحة" توضح الوقت المسموح للجلوس أمام الشاشات    مقرن بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج الدفعة السادسة لطلاب جامعة الأمير مقرن    جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تحتفل بتخريج الدفعة السادسة    تدشين مشروعات تنموية بالمجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جميل فارسي: لا أرى في ظاهرة البيانات سلوكًا خطرًا.. فلن يضر الأمة إلا العمل في الظلام
نشر في المدينة يوم 17 - 01 - 2011

سيل عارم من الاتهامات وجهتها لضيفي هذا الأسبوع ، وكانت ردة فعله مغايرة لما كنت أظنه .. لقد كان جميل فارسي رجل الأعمال وشيخ الجواهرجية معتدلا وساخرا في اجاباته ،فقد نفى أن تكون له أي صلة بتنظيم الإخوان المسلمين، معتبرًا أن هذا الحزب قد انتهى دوره في العالم، مشيرًا إلى أنه يقف بمنأى عن التحزّب كافة أشكاله وطوائفه من قناعته الراسخة ورفضه لفكرة التقولب في تيار بعينه، مبينًا أن طريقته في النقد وتناول ما يراه من مظاهر سالبة، لا تتحرك من أمور شخصية، وليس فيها تحاملًا على أحد، بقدر ما فيها من رغبة في إيصال صوته مدعومًا بالحقائق والمعلومات الموثقة، مؤكدًا أنه لم يتعرض للإيقاف بسبب كتاباته مطلقًا، كونه يكتب بصورة غير راتبة، منوّهًا إلى أنه تلقى عتابًا على بعض ما كتبه من قبل وزارة الثقافة والإعلام ولم يكن حسابًا..
كذلك أبدى فارسي تحفّظه على الحوار الوطني، مشيرًا إلى أنه لم يسبق أن شارك في أي جلسة من جلساته برغم الدعوات التي تقدم له، مبديًا استعداده لتقليب خيار المشاركة في حال تعرّف على الأطراف التي سيتحاور معها، مؤكدًا أن جلسة حوار واحد بين أحد الوزراء والمواطنين، ستكون أكثر نفعًا وجدوى من حوار المواطنين مع بعضهم.. أما فيما يخص موضوع قيادة المرأة للسيارة فيرى جميل أن هذا الأمر يجب أن تسبقه عملية «ضبط» للشارع السعودي، مشيرًا إلى أن الشعب السعودي هو الشعب الوحيد في العالم الذي يقود السيارة بكل هذا الإزعاج. مبينًا أن المواطن السعودي هو المسؤول الأول عن ضعف تطبيق مشروع السعودة، مبديًا استغرابه لوجود 9 ملايين وافد في مقابل 16 مليون مواطن، مؤكدًا أن هذه النسبة مؤشر دال على حجم الكارثة التي تواجه الشباب السعودي، واضعًا خمسة حلول لتجاوز اعتراضات القطع الخاص على السعودة.. العديد من المحاور مع جميل فارسي طي هذا الحوار..
* درجت على كتابة مقالات ساخرة وطيّها إسقاطات معينة.. ما غايتك من الكتابة بهذا اللون؟
ما دمت قد فاجأتني بسؤال غير متوقع فإني أفاجئك باقتراح هو أن تنشر لي المقابلة في صفحة أو نصف صفحة وما تبقى يترك لنشر قصيدة نبطية رائعة. القصيدة النبطية قد تخلق منفعة لصاحبها والمهداة إليه. قد تخلق ضررًا للبعض ولكن عند مقارنة المنافع بالأضرار سنجد أن المنفعة أكبر من الأضرار. وقد تكون منفعة القصيدة أكبر من مقابلتي.وأما عن سؤالك فإنك في بعض الأحيان تستطيع أن توصل الفكرة في ثوب حرير أفضل مما توصلها بطريقة جافة. الهدف هو وصول الفكرة للقارئ والمسؤول والمعني بالشأن لتدارك خطأ ما.
نقد لا ينشر
* الملاحظ أن غالبية مقالاتك مختصة بنقد التنمية والميزانيات والمشروعات وبلغة ساخرة أيضًا.. لماذا؟
التنمية لم أنقدها، والميزانية لم أكتب عنها سوى مرة واحدة. لاحظت أن معظم الكُتَّاب يكتبون عن جانب الإيرادات ولكني كتبت مقالًا واحدًا عن الإيرادات بعنوان (فين الباقي) وللأسف لم يُنشر ولا في صحيفة واحدة. نشرت عن الميزانية مقالًا واحدًا عن المصروفات. أعتقد أن كون معظم الكُتَّاب يركِّزون على جانب الإيرادات قد أتاح لي الفرصة للكتابة عن جانب المصروفات، وأعتقد أن المصروفات كانت تستدعي الكتابة عنها. أجريت مقارنة بين جامعتي الملك عبدالعزيز والملك سعود؛ وجدت أن ميزانية جامعة الملك سعود ضعف ميزانية الملك عبدالعزيز ومن حقي كمواطن في مدينة جدة أن أتساءل. وجدت كذلك أن هيئة الاستثمار رصدت لها عدة ملايين من الريالات وأظن أنها ينبغي أن توفر الأموال للدولة بدلًا عن أن تصرف عليها. العجيب أن مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتان لا زلنا ننفق عليهما مئات الملايين من الريالات. المدينتان تستفيد منهما بعض المصانع وهي أولى بتحمل التكلفة التي تصرف عليها. الحكومة قدّمت هذه المدن ببنية تحتية متميزة ولا يجب أن تتحمل أكثر من ذلك. لماذا يجب على الأمة كاملة أن تتحمَّل منفعة لبعض أصحاب المصانع. لماذا لا يتحملون ذلك بأنفسهم. هناك مقالات أخرى مشابهة لكنها بنفس هذا المعنى.
معلومات موثقة
* طريقة نقدك لتأخير بعض المشروعات في مدينة جدة وانتقاداتك المباشرة لبعض المسؤولين اتسمت بالتحامل.. فلم ذلك؟
أعتقد أنني أبعد ما أكون عن التحامل، وأتمنى أن ينبهني أحدهم لذلك لو كان حقيقًا. إذا لاحظت فإنني لا أكتب بصورة منتظمة ولذلك لا أكتب شيئًا إلا بعد التأكد منه وبالتالي أتأكد من كل المعلومة وطريقة عرضها لدرجة إنني أتردد كثيرًا في أماكن وضع الفاصلات والنقاط حتى لا يساء فهم عبارة منفصلة عمّا يليها أو متقدمة عليها. بكل أمانة لا أعتقد أنني أتحامل على أي شخص.
غرب إسلامي
* لك مقالة بعنوان «ليه يا شيراك».. ماذا كنت تقصد من مخاطبتك لشيراك؟
مقارنة العالم العربي بالعالم المتحضر، وبكل صراحة ووضوح أقول لك إن العالم العربي في حالة تخلف شديد في الجوانب السياسية عن العالم المتحضر. شيراك حكم فترتين وبحكم الدستور ترك منصبه بكل هدوء، وكما أبهرتنا الأنباء بعد ذلك لم يكن يملك منزلًا عندما ترك الحكومة فذهب إلى منزل صديق له. آلية الحكم المتبعة في الغرب هي آلية الإسلام. الحاكم في الإسلام هو وكيل من الأمة لإدارة شؤونها وأعتقد أن ذلك العرف الإسلامي ينطبق على شيراك حيث أخذ أجره وترك الحكم دون أن تكون له ثروة.
* هناك من يرى أنكم دائمًا تكتبون دون تقديم الحلول وأن كتاباتكم فقط بغرض الهدم والتفكيك؟
الكتابة بدون تقديم حلول هي تهمة، أما أن يكون الهدف هو الهدم فهذه تهمة أخرى. قد يكون هناك من يريد الهدم ولكن ما الدليل على ذلك؟ أما الكتابة بغير حلول فأنا لا أعتقد أن مهمة الكاتب أن يقدم الحلول بل واجب المسؤول إذا تولى مسؤولية معينة أن يحيط نفسه بالمستشارين الأمناء والدراسات الكافية لإيجاد الحلول. ليست مسؤوليتي كمواطن أن أجد الحل للمسؤول.
مسالم وخوّاف
* ألا تخشى على مصالحك كرجل أعمال من خلال تصادمك مع بعض الجهات التي تكتب عنها؟
بالعكس. أنا رجل غير تصادمي، أنا مسالم للغاية بل إنني رجل (خوَّاف) أمشي بجوار الحائط كما يقولون.
* كيف ذلك وأنت تكتب بتلك اللغة؟
الأرزاق بيد الله، والرزق ليس في يد أحد على الإطلاق.
* هناك من يأخذ عليك أنك تكتب ضمن من يسمون بالكُتّاب الإسلاميين أو الحركيين.. فكيف ترى ذلك؟
قد أكون ضمن الحركيين لأني كثير الحركة. إذا كان قصدك ذلك فهذا صحيح لأني كثير الحركة. أؤكد لك أنني لو كنت ولدت في دولة بها أحزاب سياسية فلن أكون منضويًا تحت راية أي حزب لأني لا يمكن أن أقولب نفسي وفق رأي شخص غيري سواء أكان رئيس الحزب أو لجنته العليا. لا أستطيع أن أقولب نفسي على الإطلاق فقد أرى الحق اليوم وأراه غدًا باطلًا وفي هذه الحالة لن أتردد عن قول إنه باطل. لي أصدقاء في جانب التيار الإسلامي المتشدد ولي أصدقاء إسلاميون معتدلون ولي أصدقاء ليبراليون ولي أصدقاء من كل أطياف المجتمع ولي أصدقاء مسيحيون وكونفوشيون.
حزب منحسر
* لكن البعض يرى أنك أقرب إلى الإخوان المسلمين؟
لا أعتقد؛ لأن دور الإخوان المسلمين تقريبًا قد انتهى في العالم. لا توجد لهم كتب منشورة في الآونة الأخيرة، ولا توجد مواقع في الإنترنت لهم. لكني أؤكد لك مرة أخرى إنني لا يمكن أن أكون منضويًا لأي حزب لو كنت ولدت في دولة بها أحزاب لأني إنسان حر الفكر تمامًا. لا يمكن لأي رابط أن يقيدني سوى المبادئ العامة. بطبيعة الحال فإن مبادئ الإسلام تحكمنا جميعًا ويجب أن تحكمنا، لكن ما عدا ذلك لا أعتقد أن هناك ما يمكن أن يتحكم في تفكيري. حتى مصالحي الخاصة لا يمكن أن تتحكم في تفكيري فما بالك بما عداها.
حرية منضبطة
* ما رأيك في ما كُتب عقب كارثة سيول جدة.. هناك من يرى أن النقد كان به فسحة من التعبير لكنه كان نقدًا قاسيًا، ما رأيك وأنت أحد الكُتَّاب؟
هل تقصد كارثة العام الماضي أم كارثة هذا العام؟ كذلك فإن الذي لا يستطيع إنكاره أي مكابر أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- منذ أن تولى الحكم وحتى قبل ذلك أفسح مجالًا كبيرًا من الحرية المنضبطة بصورة لم نكن نحلم بها قبل عشر سنوات، هذا لا شك فيه. الملك لم يفعل ذلك اعتباطًا بل بهدف معرفة آراء الناس. لم يكن ذلك فعلًا بلا جدوى بل هو وسيلة للإطلاع على معاناة الناس. أعتقد أن الصورة خلال تلك الأزمة قد وصلت واضحة للمسؤولين عن مشكلات جدة وهذا ما دفع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لاتخاذ قرارات واضحة بعد الكارثة لأنه شعر بمعاناة الناس...
* لكن بعض الكُتَّاب ربما استثمروا الكارثة لتصفية بعض الحسابات؟
مع من؟
* مع بعض المسؤولين؟
الإنسان الناجح لا يهتم مع من يحاولون ذلك. من يؤدي عمله بأمانة لا يهمه على الإطلاق. أعتقد أن من يعمل بأمانة واقتدار لا يهتم بما يكتبه أمثال هؤلاء إلا في حالة البحث وراء أخطائه الشخصية. حتى أبوبكر الصديق رضي الله عنه قال «رحم الله من أهدى إليّ عيوبي».
حب بانتقاد
* ما رأيك في ظاهرة كشف المستور في جدة الذي لم يحدث في الرياض رغم أنها تعرضت لسيول ولكن رغم ذلك لم نلاحظ مثل هذه الأشياء في صحف المنطقة الوسطى؟
نحمد الله أن كُتّاب جدة كانت لهم المقدرة والوطنية على انتقاد عيوب مدينتهم. النقد هو الدليل الواضح على الوطنية. حب الوطن يدعو لانتقاد الأخطاء. حب الوطن لا يسمح بالتستر على الأخطاء إلا لمن كان ناقص الوطنية.
* هل هذا يعني أن الذين لم يكتبوا عن تلك الأحداث ناقصي الوطنية؟
لا. الذين كتبوا كانت كتاباتهم دليلًا على وطنيتهم. الذين لم يكتبوا لا علم ظروفهم فربما كانوا غائبين.
* ألم تأتك استفسارات من بعض الجهات التي تنتقدها؟
أبدًا؛ باستثناء مرة واحدة أتاني فيها استفسار من معالي وزير الإعلام للتأكد من معلومة وأرفقت له نسخة من الصحيفة التي نشر فيها الخبر وكان عتابًا أكثر من كونه حسابًا. حتى إنني لم أتسلم الاستفسار بطريقة رسمية.
تحصين ضد التوقف
* ألم توقف كتاباتك بهذا السبب؟
أنا شخصيًا لا أكتب باستمرار حتى يستطيع أحد أن يوقف كتاباتي. لا أكتب إلا في حالات نادرة فكيف يتم إيقاف شخص لا يكتب إلا نادرًا؟ بعض الكتابات تعتذر الصحيفة عن نشرها وأنا أقدِّر ذلك من رئيس التحرير لأنه يعلم من الظروف ما لا أعلم ككاتب. كذلك فإن التوقيت قد يختلف. ربما تكررت إحدى المقالات في نفس الصحيفة في نفس الموضوع في ذات الأسبوع مما يؤدي إلى طلب تخفيف الجرعة. لكن الاتفاق بيني وبين رئاسة التحرير في صحيفة المدينة فهو اتفاق واضح وهم ملتزمون به وهو عدم التغيير في المقالات فإما أن يقبلوه كما هو أو يرفضوه كما هو. إن تم رفض المقال لا أغضب على الإطلاق. وإن قبل لا يتم التغيير فيه.
غائب عن الحوار
* هل شاركت في إحدى جلسات الحوار الوطني؟
للأسف فإن كل الجلسات التي عُقدت لم أحضرها نسبة لسفري خارج المملكة.
* ألم تأتك أي دعوة؟
جاءتني ولكني لم استطع المشاركة.
* ما هو رأيك في هذه التجربة؟
-لا بد في الأول أن نعرف من الذي يتحاور ومع من. ربما كان السبب في سفري وعدم حضوري أنني لم أعرف من ينبغي أن يتحاور مع من. إذا عرفت أطراف الحوار ربما أشارك...
* مع من تريد أن تتحاور؟
- في الحوار الأول كان من الواضح أن الحوار بين الشيعة والسنة والصوفية والوهابيين. هذا أمر طيب للغاية لكنني شخصيًا ليست لي أي مشكلة مع أي أحد.
* هل أفهم من ذلك أنك ممن يريدون أن يكون الحوار بين المثقفين والمعنيين بالشأن العام مع الحكومة كالوزراء؟
- نعم. جلسة واحدة لأحد معالي الوزراء مع مجموعة من المواطنين الذين يتأثرون مع قراراته أهم بالنسبة لي من جلسة حوار وطني بين مواطنين مع بعضهم البعض. رغم أنني لا أنفي أهمية الحوار بين المواطنين لكن الحوار مع الحكومة ربما يكون أكثر نفعا.
* مررنا بتجربة العملية الانتخابية سواء في المجلس البلدي وغيره من الجهات، كيف ترى تجربة المجالس البلدية تحديدًا؟
ذهبت في انتخابات المجلس البلدي منذ الثامنة صباحًا لأني مع فكرة الانتخابات وأعلم أنه تواجهها مشكلات دائمًا في بداية التجربة، لكن الحل الوحيد لها في وجهة نظري هو تعميق التجربة.
* ماذا عن تجربة المجالس البلدية نفسها؟
إن كانت لها مشكلات فهي ليست بسبب آلية اختيار الأعضاء؛ بل بسبب الصلاحيات التي أعطيت لهم. البشرية في كل الكرة الأرضية اقتنعت بأن الأمور البلدية ينبغي أن تدار عن طريق مجالس بلدية منتحبة، سواء في إفريقيا السوداء أو الصين الصفراء وفي الهند التي تركب الأفيال. الكل اقتنع بذلك. لا يمكن أن يكون الكون كله على خطأ ونحن فقط على صواب. لا بد أن هناك شيئًا ما لا أعرفه.
* كيف ترى الانتقال من آلية الانتخاب عن طريق القوائم إلى الانتخاب الفردي في الغرفة التجارية ومجالسها؟
أنا شخصيًا أؤيد طريقة الانتخاب الفردي ولا أؤيد الانتخاب عن طريق القوائم. الانتخابات في تصنيفها الشرعي شهادة، والرسول صلّى الله عليه وسلّم نهانا عن شهادة الزور وحذرنا منها. أي انتخابات هي شهادة أنك تشهد أن من تصوت له هو أفضل شخص لهذا المنصب. فكيف أختار سبعة وأنا لا أعلم منهم إلا اثنان أو ثلاثة؟ في التجارب السابقة للانتخابات أرى أن شخصًا واحدًا من كل فئة هو الأحسن. من أعتقد أنه الأفضل اختاره، من يختاره أكثر عدد من الناس هو الأفضل من بين كل الموجودين.
* لكنك ناقضت نفسك في موضوع لجنة المجوهرات التي ترأسها؟
هذا غير صحيح. الصورة الني نقلت غير صحيحة، وأنا إنسان ليس لدي مانع من مواجهة أي شخص في أي اتهام. قضيت عمري كله – وسأقضي البقية إن شاء الله – وليس لي ما أخفيه. بكل بساطة من الممكن أن تخدم القطاع دون أن تكون عضو في اللجنة. بكل صراحة لم أر أن أكون وسط مجموعة لا أعرفها. أنا إنسان وجد نفسه مع مجموعة من الأعضاء في حالة انسجام تام وتوزيع للأدوار بكل أمانة وكل محبة، والعلاقة بينهم كانت ودية للغاية، والجميع كانوا يعملون وفق آلية معينة ودقيقة. هناك ثلاثة أشخاص كانوا يشكلون نواة لمشروع معين يتولون إنشاؤه بواسطة اللجنة. هذه الآلية وجدت أنها الأفضل ولذلك لم أقدم نفسي للانتخابات. لم أقدم ورقة أطلب فيها أن أكون عضو في اللجنة. لم أرشح نفسي، وإن كان من حقي أن أرشح نفسي فمن حقي أيضًا ألا أرشحها.
اهتمام بالنتائج
* لكن موقفك فُسّر على أساس وجود تحالفات؟
إذا كان هناك من يريد التحالف معي فهل أطلب منه أن لا يتحالف؟ إذا كان هناك من يحبني فلماذا أطلب منهم أن لا يحبوني؟ إذا أراد شخص أن يقف معي فهل أطلب منه أن يبتعد عني؟ في آخر اجتماع لي مع الأمين السابق للغرفة التجارية قدمت له قائمة بالأسماء التي أعتقد أن أصحابها جادون وقدمت أرقام تلفوناتهم، بل إن أحدهم كان ذلك الوقت في هونغ كونغ فأعطيتهم أرقام هاتفه هناك. لا نهتم بالأشكال وإنما بالنتائج. رغم عدم وجودي ومجموعة من الأعضاء في أي لجنة لكنا نستفيد من الغرفة التجارية فائدة حقيقية. نقوم بعمل مشروعات في الغرفة التجارية. خلال الأسبوع الماضي قمنا بإطلاق مسابقة الريشة التجارية من الغرفة التجارية. لدينا كل الدعم من الغرفة التجارية. مشروع تدريب الشباب السعودي على الصياغة وهو مشروع أتمنى أن يكتب له النجاح سيكون دعوة لباقي الغرف لاستيعاب السعوديين في هذا القطاع منطلق برعاية الغرفة التجارية. موقع جدة وبوابة الذهب الإلكترونية لمساعدة أعضاء المهنة ينطلق من الغرفة التجارية. لم ننكر دور الغرفة ولم نستغن عن خدماتها.
ديمقراطي أم ديكتاتوري؟
* يتهمك البعض بأنك تقدم نفسك للإعلام ككاتب إصلاحي ولكنك من الداخل خلال المشروعات التي ترأسها لا تمارس هذا الدور ولا تقبل بالديمقراطية؟
اشتركت في مجالين وحيدين هما عضوية ورئاسة لجنة الذهب والمجوهرات بالغرفة التجارية خلال السنوات السابقة، والثاني عضوية النادي الأدبي في جدة. لا أستطيع الحكم على نفسي. لا يستطيع من هو خارج هاتين الجهتين أن يحكم على عملي. بإمكان القارئ سؤال أعضاء لجنة الذهب والمجوهرات الذين كنت أعمل معهم وما إذا كنت ديمقراطيًا أم دكتاتوريًا معهم، وبالإمكان سؤال أعضاء النادي الأدبي معهم وما إذا كنت عنصرًا مفيدًا أثناء الاجتماعات أو غير ذلك.
* كثيرون يرون أن مشروع السعودة قد تعثر تمامًا.. فكيف ترى الجهود في هذا المجال؟
دعني أسألك: هل من المنطقي في دولة عدد سكانها 16 مليون نسمة أن يكون بها 9 ملايين وافد ليعمل فيها؟ هل هذا الرقم مقبول من الناحية العقلانية؟ إن لم يكن مقبولًا هل من المقبول أن يكون عدد البطالة نصف مليون أو 10 آلاف؟ هل من المنطقي في دولة مثل دولتنا أن يكون بها هذا العدد من البطالة؟ هل من المنطقي أن نطلع على إحصائية وزارة الداخلية التي نشرت أن 9 من كل 10 ممن هم في السجون عاطلون عن العمل؟ هل نرضى أن تؤدي البطالة بأبنائنا إلى دخول السجون؟ هل هذا منطقي في المملكة؟
انحياز للسعودة
* بوصفك رجل أعمال.. ماذا قدمت على الصعيد الشخصي؟
بكل وضوح كرجل أعمال دعمت فكرة السعودة بما أستطيع. وأفخر والحمد لله أن السعودة بالنسبة لي كانت تجربة ناجحة. لا أعاني من مشكلات الموظفين السعوديين فكلهم إخوة لي والحمد لله في غاية السعادة بوجودهم معي.
* ولكنك تنتمي إلى قطاع هو الذهب والمجوهرات الذي تؤكد الوزارة أن نسبة السعودة متعثرة فيه؟
هذا غير صحيح. قطاع الذهب والمجوهرات يفخر بأنه أكثر القطاعات في المملكة تطبيقًا للسعودة. القانون يقول إن نسبة السعودة يجب أن تكون 100% وهذا ما تحقق بالنسبة لي شخصيًا. إذا كانت النسبة في محل آخر 90% فلنسأل محلات التلفزيونات ومحلات الهاتف الجوال وهل السعودة لديهم بنسبة 10% حتى؟ قد تدخل أسواقًا كاملة في المملكة ولا تجد سعوديًا واحدًا يعمل. تدخل صالونات الحلاقة ولا تجد حلاقًا سعوديًا واحدًا. في طفولتنا كنا كلنا نحلق رؤوسنا عند سعوديين. لماذا لا يستطيع المجتمع إدارة شؤون نفسه؟ أعتقد أن أكبر عدو للسعودة هو المستفيد الأول منها وهو المواطن السعودي. للأسف كثيرون منا كرجال أعمال تحايلنا وحاربنا السعودة، لكن الأمور كان يجب أن تسير بغير ذلك، وكان ينبغي أن يكون هناك حزم أكثر من الدولة. لكن بدلًا من إلقاء اللوم على الدولة أو القطاع الخاص أو المواطن السعودي لم لا نحلِّل المشكلة؟ لماذا لا نبحث عن الأسباب؟ شكوى التاجر من الشاب السعودي لا تخرج عن خمسة أسباب: الأول أن أجرهم مرتفع عن غيرهم. الثاني أنه كثير الغياب والأعذار. الثالث أنه ينتقل من رب عمل إلى آخر. الرابعة أنه لا يملك الخبرة الكافية. الخامسة أنه يعمل في القطاع الخاص وعينه على القطاع الحكومي. لنحلل هذه المشكلات التي يمكن للدولة أن تجد لها الحلول. بخصوص انتقال الموظف السعودي من القطاع الخاص للقطاع الحكومي بإمكان الدولة أن تضع ضوابط للجهات المسؤولة بألا يدخل أحد إلى القطاع الحكومي إلا بعد إحضار إخلاء طرق من رب العمل في القطاع الخاص إن كان بينهما عقد موثق وينبغي إنهاء العقد قبل انتقال الموظف للقطاع الحكومي. هذا قرار إداري بسيط. بخصوص انتقاله بين أرباب العمل يمكن حلها بغاية السهولة. بخصوص عدم وجود الخبرة فإن ذلك أيضًا بسيط. الدولة تدعم الشعير فلماذا لا تدعم الشعب السعودي بدلًا عن دعم الحيوانات؟ صندوق تنمية الموارد البشرية أحد أصدق وأنجح التجارب في تاريخ المملكة. أرى أن يعمَّم ذلك بدلًا من الدعم لمدة عام واحد بضوابط مشددة. كذلك يمكن للدولة دعم مرتبات الشباب السعودي. وخلال الدعم ينبغي الاشتراط على الشاب بألا يكثر من الغياب ولا ينتقل من رب عمل إلى آخر وإلا فقد الدعم. يمكن حل المعضلة. المشكلة الأخيرة هي طول الدوام. لا أتصور أن تكون المدينة تعيش إلى ما بعد منتصف الليل. الشاب السعودي لا يمكنه أن يقضي كل هذه الفترة في الدوام. لسنا بدعًا عن خلق الله. كل العالم يغلق أبواب مؤسساته عند الخامسة أو السادسة. لماذا نحن دون خلق الله نبقى في العمل إلى منتصف الليل؟
الريشة الذهبية
* حدثنا بإيجاز عن مسابقة الريشة الذهبية؟
هذه المسابقة هي وسيلة لاكتشاف المواهب في التصميم في هذا القطاع. نحن بصدد استقطاب مجموعة من الشباب السعودي للتدريب على صياغة المجوهرات. نحن نبحث عن الموهوبين ذوي الموهبة الحقيقية لنقوم بتنميتها. الريشة الذهبية ستكون وسيلة للوصول إلى ذلك، إضافة إلى الاستقطاب عن طريق الإعلانات المباشرة.
* ماذا عن حقوق المشاركين سواء فنانين أو مبدعين في الزخرفة بوصفها حقوق أدبية؟
الحقوق تتضح وفق الشروط المتسابق لا يقدم تصميمه إلا إذا قرأ الشروط. إن ناسبته هذه الشروط يشارك وإن لم تناسبه يمكنه الانسحاب. هذه الشروط وضعت كما وضعت مسابقات مشابهة في دبي وهونغ كونغ وإيطاليا. ما حدث فقط هو ترجمة الشروط إلى اللغة العربية. المتسابق يجب أن يكون عمله أصليًا وخاصًا به. الشيء الوحيد هو أننا طلبنا أن يكون العمل ملائمًا للبيئة المحلية وهذا ليس شرطًا. لكن إذا قدَّم التصميم أصبح ملك الشركة الراعية سواء فاز أو لم يفز. إن لم يناسبه الشرط عليه ألا يتقدم. إذا كان يريد أن يجرب حظه فنحن على استعداد. هناك جوائز لأكثر من 50 متسابقًا.
قيادة مزعجة
* لك رأي في موضوع قيادة المرأة للسيارة.. كيف ترى الصورة إذا تم إقرار الأمر.. وكيف ترى آلية الانتقال إلى هذا الوضع؟
قبل السيدات دعنا نتحدث عن الرجال. أحد الكنديين جاء إلى المملكة فقال: ما ألطف السعوديين داخل الصوالين وما أشرسهم خلف مقود السيارات في الشوارع. نحن الشعب الوحيد الذي يقود السيارات بطريقة مزعجة لكل الأطراف. هناك مطالبات في الصحف لإلغاء نظام ساهر مع أن هناك طريقة بسيطة للتحايل على هذا النظام وأنا شخصيًا أتبعها. صحيح أنه تم تغريمي 300 ريال في إحدى المخالفات لكن لي طريقة لا تمكِّن النظام من معاقبتي...
* هل لنا أن نعرف هذه الوسيلة؟
* ماذا عن قيادة المرأة للسيارات؟
كما قلت لك فإن قيادتنا كرجال للسيارات بها كثير من العنف وعدم الانضباط، كذلك تسمع من دعاة عدم قيادة المرأة للمعارضين هي أنه إذا قامت المرأة بقيادة السيارة ستهاجمها الذئاب البشرية. هنا لدي سؤال وهي أنه بعد 12 سنة من الدراسة الأكاديمية المنتظمة وجرعة كبيرة من المواد الدينية ودراسة جامعية لمدة 4 سنوات نخرج إلى الشارع كذئاب بشرية فماذا كنا سنكون بدون هذه الدراسة؟ أرى أهمية ضبط الشارع أولًا وبعد ذلك السماح للمرأة بقيادة السيارة لأن خروجها هكذا سيعرضها إلى أضرار كثيرة. يجب أن يكون هناك قانون يحكم تصرفات الناس. أنا ممن لا يميلون إلى فكرة التأديب والتربية وغيرها وأرى أنها كلها تكون داخل البيوت. لكن من يخرج إلى الشارع يجب أن لا يحكمه الأخلاق أو التربية بل يحكمه القانون. كمثال بسيط على ما أقوله فإن الإشارة الحمراء ينبغي أن يقف عندها من هو شديد الأدب أو قليله أو شرس أو وديع. القانون ينبغي أن يحكم الجميع بغض النظر عن التربية.
خطورة العمل في الظلام
* ظهرت لدينا ظاهرة البيانات التي يقوم البعض بإصدارها سواء لمؤسسات رسمية أو شخصيات؟
لا أرى أنها ظاهرة خطيرة، وهي وسيلة للتعبير عن الرأي، دع الناس يعبرون عن آرائهم وأنفسهم.
* أنت أحد المشاركين في هذه البيانات؟
هي إبداء رأي. الإنسان بطبعه يبدي رأيه والطفل الصغير في مهده يبدي رأيه بابتسامة ويعترض بالبكاء. هذه جبلة في الإنسان. ما الضرر في ذلك؟
* ولماذا يكون إبداء الرأي عن طريق البيانات؟
ما الوسيلة الأخرى الممكنة؟ العمل الظاهر الذي في العلن لا يمكن أن يضر بالأمة. ما يضرها هو العمل الأسود الذي يكون في الظلام لأنه مهلكة للأمم. أتمنى أن لا يكون في العالمين العربي أو الإسلامي أيًا من يعمل تحت الظلام. من أراد العمل في النور يمكنه ذلك بشرط عدم التعدي على الآخرين وعدم تجاوز القانون.
مزيد من الإيضاح
* كيف يتم تسريب هذه البيانات لوسائل الإعلام؟
شخصيًا لم أقوم بتسريب أي شيء. ما أكتبه أضع عليه اسمي. لا أكتب كذلك في الإنترنت بأي اسم مستعار. لا أضع مادة إلا وأذيلها باسمي المعروف. ليس لدي ما أخفيه في كل شؤون حياتي وأتمنى أن أموت وأنا كذلك. إعطاء نسخ من البيانات لوسائل الإعلام هدفه المزيد من الإيضاح لوجهات النظر.
* لكنها تفسَّر على أنها ممارسة المزيد من الضغوط الإعلامية؟
ضغوط على من؟
* آخر بيان كان لمجلس الشورى؟
بخصوص ماذا؟
* بخصوص قيادة المرأة للسيارة؟
هي مجرد مطالبة للسماح للمرأة بقيادة السيارة. مجلس الشورى جزء من الشعب. الملك -حفظه الله- حثّ الناس قبل ثلاث سنوات على المزيد من التفاعل مع مجلس الشورى. هذا إبداء للرأي وإيصال الصوت لمجلس الشورى. المجلس يعمل ويفكر فلنساعده على أن يعمل ويفكر لما يرغب فيه أبناء الوطن بدلًا عن أن يفكر في أمور لا تهمنا.
تقديم وليس ترشيح
* ماذا يعني اختيارك لعضوية نادي جدة الأدبي حيث لم يتوقع كثيرون أن تنضم للنادي وأنت بعيد عنه خلال السنوات الماضية؟
الفترة التي انضممت فيها للنادي الأدبي لم تكن عن طريق الترشيح، وبالتالي لم أقدم نفسي كمرشح. إن كان تقديمي كأحد أعضاء المجلس هو خطأ فالحمد لله أنني لم أرتكب ذلك الخطأ لأني لم أرشح نفسي بل تم تقديمي وقبلت. إن كان قبولي خطأ فهذا يسأل عنه الدكتور عبدالمحسن القحطاني وأعضاء المجلس.
* كيف وجدت نادي جدة الأدبي.. هناك من يرى أنكم تجدون حرجًا من خلال اعتماد البرامج الأدبية عن طريق الأمارة؟
ليس حرجًا؛ ولكني لم أعمل في أي جهة حكومية طوال حياتي على الإطلاق. لم أكن أتصور أن القطاعات الحكومية ذات تماس مع كل الجهات. كنت أتصور أن النادي الأدبي بعيد تمامًا عن الجهات الحكومية وأن المجموعة التي اختارتها وزارة الإعلام وفق ضوابط معينة. لا أعتقد أن الترشيح تم بصورة عشوائية ولا بد أن كل مرشح تم فحص سجله المدني وتاريخه ولم يرشح إلا بعد التأكد من أمانته وكفاءته لهذا المنصب. كنت أعتقد أن أعضاء المجلس عندما يقررون استضافة شخص ما لا يلزمهم أي استئذان وأن قدرتهم على تمحيص ومعرفة مصالح الدولة والأمة تكفيهم في ذلك، لكن يبدو أن ظني في غير محله بسبب جهلي بالأنظمة الحكومية وعدم ممارستي لعمل حكومي.
* هل سترشح نفسك لفترة قادمة؟
أبدًا لأن الشروط لا تنطبق عليَّ، أكثر من ذلك أنني عبت المادة التي لا تطبق الشروط على أمثالي.
* كيف لا تنطبق عليك وأنت عضو في النادي؟
الشروط التي رآها وكيل الوزارة للشؤون الثقافية لا تنطبق عليَّ.
تجاوب مفقود
* هناك دعاوى أن الأندية الأدبية يمكنها أن تتحول إلى مراكز ثقافية لأنها ستكون ذات جدوى أكثر؟
خلال السنوات الماضية حدثت تغييرات كثيرة. تم اعتماد لائحة للأندية الأدبية مشابهة للاقتراح الذي تقدم به نادي جدة الأدبي مع بعض الفوارق الضئيلة. على سبيل المثال تم استبعاد كلمة «ثقافي» من مسمى الأندية وتم الاكتفاء بأن تكون أدبية فقط. عندما تم تشكيل مجلسنا قلت لوكيل الوزارة للشؤون الثقافية هل عليَّ أن أعتبر هذا التكليف لوضع آلية الانتخابات لمن سيأتون بعدنا فقال لي: نعم. قدمت في أول اجتماع لزملائي في المجلس اقتراحًا عن آلية استقطاب أكبر عدد ممكن من الأعضاء وبالذات الشباب والشابات للحضور للنادي والتجاوب مع فعالياته ويمكن الدعوة لعقد جمعية عمومية لاختيار مجلس لإدارة النادي. رسمت تصورًا معينًا في ذلك لكني وجدت أن اهتمام المجموعة بالنادي ربما قلّ. حتى اليوم فإن من قدموا لعضوية الجمعية العمومية هم 37 شخصًا فقط من كل مدينة جدة رغم أن الإعلان تم في الصحف وبواسطة رسائل الجوال وعلى موقع النادي الإلكتروني لكن لم يكن هناك تجاوب.
* هناك من يرى أن رجال الأعمال في جدة أصبحوا يميلون لاستثمار أموالهم خارجها خلال السنوات الماضية، ما تفسيرك؟
علمت من بعض الصناعيين أنهم يعانون من عدم وجود أراضٍ في المدينة الصناعية ليقيموا عليها مصانعهم، رغم أن جدة محاطة بأراضٍ شاسعة لكني لا أعلم شيئًا عمن يملكها. الإحصائيات التي نشرت يمكن وصفها بأنها مرعبة لأن المنطقة الصناعية في مدينة جدة كلها عبارة عن 12 مليون متر مربع مع أن المنطقة الشرقية بها 530 مترًا مربعًا. جدة مدينة التجارة والصناعة. هناك ملكيات تحيط بالمنطقة الصناعية من الجهات الأربع. العقبة الأساسية التي تواجه المدينة الصناعية هي عدم وجود الأراضي اللازمة.
انتقاد الميزانية
* وجهت انتقادات لميزانية جامعة الملك عبدالعزيز مقابل ميزانية جامعة الملك سعود؟
لم أنتقد ميزانية جامعة الملك سعود وإنما انتقدت ميزانية جامعة الملك عبدالعزيز وطلبت أن تكون أكبر من نظيرتها. لم أطالب بتخفيض ميزانية جامعة الملك سعود فربما تكون لديهم مشروعات كبيرة ورائدة.
****************
جميل فارسي.. جواهرجي الكلمة
بمثل براعته في مهنته المتعلقة بالجواهر والذهب والأحجار الكريمة، يمسك الكاتب جميل محمد علي فارسي بكل أسباب الإجادة في مجال الكتابة الصحفية، مقدمًا مقالات دار حولها الجدل والصراع.. فالفارسي مولود بمكة المكرمة في العام 1952م، وبها تنقل في مراحله الدراسية المختلفة حتى المرحلة الثانوية، ليرحل إلى مصر، دارسًا لإدارة الأعمال، متوجًا جهده بنيل درجة البكالوريوس من جامعة القاهرة بمصر. ولم يقف طلب العلم عنده إلى هذا الحد؛ بل اتخذ طريقه إلى جامعة سان ديجو بكاليفورنيا الأمريكية لينال درجة الماجستير في الإدارة، ويردفها بدبلوم علم المجوهرات من معهد المجوهرات الأمريكي، مستزيدًا في هذا المجال بدورات قصيرة في عالم المجوهرات في فيشنسا بإيطالي وتورنتو بكندا. انتخبه جواهرجية جدة شيخًا عليهم في العام 1401ه. كما انتخب رئيسًا للجنة الذهب والمجوهرات بالغرفة التجارية بجدة لعدة دورات ورئيسًا معينًا لدورات أخرى. وخلال مسيرته ألقى عدة محاضرات عن علاقة فن تصميم المجوهرات بالبيئة ومن بينها محاضرته في المنامة بمملكة البحرين والتي تناول فيها العوامل المؤثرة في سعر المجوهرات، وتاريخ القطع الفنية. كما شارك في ورش العمل لعدة مؤتمرات دولية، منها منتدى مؤسسات المجتمع المدني العربي للطفولة الذي أقيم بالقاهرة في نوفمبر من العام 2005م، وآخر محاضراته حول تعاون المدن لمكافحة الفقر بفالنسيا في إسبانيا في شهر مارس 2006. كما أنه ظل كاتبًا شبه دائم في جريدة المدينة، كما له كتابات منشورة في بعض الصحف الأخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.