تعاني كثير من النساء العاملات عندما يحين موعد استلامهن رواتبهن من استيلاء الأهل أو الزوج عليه بشكل مباشر أو غير مباشر.. وذلك من خلال تملصهم من مسؤولياتهم في الإنفاق على البيت وإعالة أسرهم، بينما كانت المرأة العاملة التي كدحت سنوات طويلة في التعليم، ثم في الالتحاق بالعمل ومتاعبه، منتظرة آخر الشهر بفارغ الصبر، لكي تستمتع بدخلها المحدود، ذلك الحلم الذي كانت تكافح من أجله لتحقق طموحها وتبني نفسها من خلاله، لا أن يكون وسيلة يتهرب الرجل بها من بعض واجباته في سداد مصروفات البيت، وهو ما فرضه عليه الدين الحنيف. فبدلا من أن يكون دخل المرأة نعمة، بات في أحيان كثيرة نقمة تنغيص حياتها، وأداة للقهر والتسلط على أبسط حقوقها. وفي لقاء ل”المدينة” مع عدد من السيدات العاملات اللاتي، عبرن عن رأيهن حول مكاسبهن المادية وما يترتب عليها من مشكلات أسرية وعائلية، وذلك عبر هذا الموضوع.. تواكل الزوج بداية تقول إيمان حبيب مشرفة مواد تلفزيونية بجامعة الملك عبدالعزيز: غالبا ما يكون راتب الزوجة العاملة مساعدا لتسد به جزءا من احتياجات المنزل، كما تكون متكلفة باحتياجاتها الخاصة واحتياجات أبنائها من كماليات لا يراها الزوج أو الأب أساسية، وقد يكون دخل المرأة المساعد لدخل الرجل يشكل نقمة لأن الراتب والاحتياجات تمثل عاملا طرديا، بحيث أنه كلما زادت الرواتب أصبحت الاحتياجات والمتطلبات أكثر. وتضيف حبيب: في بعض الحالات يعتاد الزوج بشكل كلي على راتب الزوجة في كثير الأمور في مستلزمات للبيت، وبالتالي يكون راتب الزوجة هو الراتب الأساسي الذي تعتمد عليه الأسرة، حيث يزيد بخل الزوج على البيت وعلى أولاده، معتمدا على أن راتب زوجته سيتكفل بذلك. متطلبات معيشية وتوضح ميسون باجبع أن راتب المرأة العاملة نعمة، حيث يغطي احتياجاتها بالكامل، ولكنه قد يكون نقمة أحيانا حين تزيد المتطلبات المعيشية، حيث أن أغلب الأزواج يعتمدون على راتب الزوجة في مصاريف البيت، كما أن المجاملات في المناسبات الاجتماعية والعائلية تزيد من حيث الكم والكيف وتكون المرأة العاملة هي المسؤولة عن تغطية تكاليفها. وبدورها تعبر أسماء العمري طالبة بجامعة الملك عبدالعزيز عن رأيها قائلة أن راتب المرأة بالتأكيد نعمة، حيث عانت في الدراسة والتحقت بالعمل من أجله، في حين أنه قد يكون نقمة عندما تبتلى بزوج ظالم أو أب متسلط أو أخ استغلالي، بحيث يكون راتبها أداة قهر وظلم يستخدمها الرجل ضدها، ولكن هنا يأتي دور المرأة في الدفاع عن حقوقها التي كفلها لها الشرع، وهي حرة التصرف به إن أرادت أن تساعد به أهلها فبالحسنى وبرضاها. مطمع الآخرين وتضيف مودة مظفر طالبة بجامعة الملك عبدالعزيز قائلة: يكون راتب المرأة في أحيان كثيرة مطمع أنظار الآخرين خصوصا لو لم تكن امرأة متزوجة، حيث أن الفتاة قد تعزف عن الزواج بسبب اعتقادها واعتقاد أهلها أن كل من يتقدم لخطبتها طمعا براتبها، حيث أن كثيرا من الأهالي يسيطرون على أذهان بناتهن في ترسيخ مثل هذه الأفكار التي تضاعف من مخاوفها حتى يفوتها “قطار الزواج” وخوفا من أن ينقطع دخل الأسرة من ابنتهم. وتشير مدى الحارثي طالبة أحياء دقيقة في جامعة الملك عبدالعزيز إلى أنه من المفترض أن يكون دخل المرأة المادي يمثل عكازا لها في الحياة، حيث يضمن للمرأة عيشا طيبا مع مرور الزمن وتغير ظروفها المعيشية، فليس من حق أحد أن يمارس أي ضغوطات عليها ليحقق أرباحا مادية من ورائها.