قال رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان ان المملكة عانت من الإرهاب، وقامت بالتصدي له بكّل الإمكانات، وان التجربة السعودية حققت نجاحات ملموسة في مناهضته ومعالجة الفكر المتطرّف، من خلال تبني برامج فكرية وحوارية كبرنامج مناصحة الموقوفين أمنيا، وإعادة تأهيلهم داخل المجتمع، والذي حظي بإشادة عالمية وتم الاستفادة منه في عدد من الدول. واشار الى مطالبة خادم الحرمين بإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، وفي إطار محاربة الإرهاب فقد انضمت المملكة إلى معظم الاتفاقيات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب مع قناعة المملكة بأنّ مواجهة التطرف والإرهاب يتطلّب تعاونا دوليا لمعالجة جذوره ومسبباته. واكد أنه بالرغم من أنّ المملكة كانت ضحية للإرهاب إلّا أنّ ما قامت به لحماية أمنها لم يؤثّر على حقوق الناس وتطبيق العدالة، حيث كانت كافة الإجراءات المتّخذة في إطار الأنظمة المعمول بها، وفوق ذلك فقد تم إنشاء محاكم خاصة لمحاكمة المتورطين في الأعمال الإرهابية، مع تمتعهم بكامل الحقوق القضائية من الاستعانة بمحامين وغيرها من الحقوق،ويأتي ذلك دلالة واضحة على استقلالية القضاء واحترام حقوق الإنسان. جاء ذلك خلال كلمة القاها على هامش مؤتمر الإرهاب اختتم فعالياته امس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة . وقد أستهل كلمته بتقديم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على موافقته الكريمة لإقامة هذا المؤتمر الدوليّ المهم وما يوليه وسمو ولي عهده الأمين من اهتمام ودعم كبيرين لكلّ مافيه أمن هذا الوطن واستقراره، كما شكر صاحب السمو الملكيّ الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على رعايته الكريمه، وافتتاحه هذا المؤتمر، حيث تجسّد هذه الرعاية ما يوليه حفظه الله من أهمية للتوعية بأثر آفة الإرهاب، والتي تعتبر إحدى أخطر تحديات القرن الحالي إن لم تكن أخطرها على الاطلاق، وتشترك في هذه الخطورة مع الحروب والمجاعات والفقر وغيرها من المشكلات على المستوى العالميّ. وأثنى على ما يضطلع به صاحب السمو الملكي الأمير نايف، حيث يرى سموه المواطن -أيا كان- رجل الأمن الأول، ويطالب بضرورة التحصين من التيارات الفكرية الهدامة، وتربية الفرد على الفكر الصحيح، وإشاعة روح المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع، ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف، وكذلك ترسيخ مبدأ الوطنية بتعزيز الإحساس بأهمية أمن الوطن، والحفاظ على مقدراته ومكتسباته الحضارية والتنموية، وذلك إيمانا من سموّه بأنّ الأمن الفكري يعني الاستقرار والتنمية ومواكبة التطور الذي تشهده الحياة في كافة مناحيها. وقال ان المجتمعات الإنسانية عانت عبر التاريخ من الإرهاب، وزادت وتيرة المعاناة في العصر الحديث، حتى أصبحت هذه الظاهرة مشكلة عالمية تشغل الأذهان وتؤرق الباحثين عن السلام والأمن والاستقرار، الأمر الذي يستوجب جهودا دولية لاحتوائها والتصدي لها بفعالية، بما يكفل القضاء عليها، ويصون حياة الأبرياء، ويحفظ للدول سيادتها وللشعوب استقرارها، وللعالم سلامته وأمنه . وأستشهد خلال كلمته بما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب والذي عقد بالرياض عندما قال (إنّ الإرهاب عندما يختار ضحايا لا يفرّق بين الحضارات أو الديانات أو الأنظمة، والسبب هو أن الإرهاب لا ينتمي إلى حضارة ولا ينسب إلى دين ولا يعرف ولاء لنظام، إن الإرهاب شبكةٌ إجراميةٌ عالميةٌ صنعتها عقولٌ شريرةٌ مملوءةٌ بالحقد على الإنسانية ومشحونةٌ بالرغبة العمياء والقتل والتدمير). وأضاف ان الإرهاب عملٌ تنتهك فيه حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وتلحق بها الضرر، مما ينتجه من إزهاق للأرواح ومساس بالسلامة الجسدية، وفرض فكر معين يمثّل اعتداء على حق الإنسان في الحياة، وحقّه في التفكير، ولذلك فقد حرّمته كل القوانين والأديان والتشريعات.