عبّر عدد المختصين العرب في مجال المكتبات عن سعادتهم بفوز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات للشخصيات الداعمة للمكتبات والنشاط الثقافي، مشيدين الجهد الكبير الذي يبذله المليك في هذا المجال. نموذج حضاري حيث استهل الدكتور عبدالجليل التميمي (تونس) حديثه قائلاً: خادم الحرمين الشريفين له أيادٍ بيضاء على قطاع المكتبات والمعلومات في المملكة العربية السعودية والوطن العربي بشكل عام. فتعدد المنشورات في مكتبة الملك عبدالعزيز و في بقية الجامعات يدل على نوع من الدفع الحضاري الفاعل في التركيز والتقدير لهذا الجهد الكبير، وبالتالي عندما ينتبه الاتحاد إلى هذا العطاء المعرفي فإن ذلك يعد شيئًا جديدًا يستحق التنويه والإشادة. ونحن نهنئ الملك عبدالله بأن معظم المكتبيين يقدرون جهده ونضاله الفكري وما قام به من أعمال جليلة لا تعد ولا تحصى، فهو الذي أعطى للمكتبات هذه القيمة الثابتة بجدلية تشريف الإنسان في المملكة والخليج والعالم بشكل عام. ويختم التميمي بقوله: أرى أن تأثير هذه الجائزة على العمل المهني تأثير إيجابي ويعمل على تنبيه القادة العرب والمسلمين عمومًا إلى أن المعرفة والمكتبات هي أساس التحول في مجتمعاتنا. فما قام به الملك تجاه المكتبات والمعرفة يجب أن يأخذه الآخرون على أنه نموذج حي ومثال فاعل في هذا المجال. شخصية استثنائية أما الدكتورة فاتن بامفلح (سعودية) فتقول: قبول الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذه الجائزة هو شرف لنا وللجائزة فهناك جوائز تمنح للأشخاص ويكون تقديرا لهم ولكن هذه المرة أرى أن قبول خادم الحرمين الشريفين لهذه الجائزة يعطيها قدرها وقيمتها. وتضيف فاتن: الحديث عن أعمال الملك عبدالله في المكتبات والمعرفة لا تحصى وهي ليست بالأقوال وإنما بالأفعال مدعمة للثقافة والمكتبات منذ زمن بعيد بارز من خلال معالم كبيرة وأولها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي أنشأها ودعمها على مستوى وليست مجرد مكتبة بالاسم ولكنها مكتبة تقوم بنشاطات مختلفة وفعاليات واسمها معروف حتى خارج المملكة. والمشاريع التي دعم بها الثقافة والمكتبات والنشر على مستوى العالم العربي والتي كانت من بينها مبادرة المحتوى الرقمي العربي فدعمه للثقافة والكتاب والمكتبات تجاوزت الحدود المحلية فوصلت للعالم أجمع وجميع مبادراته تجعلنا نقف أمام شخصية استثنائية لم تشغله الأمور السياسية والشؤون الدولية عن دعم الثقافة فهذا دليل كبير على حضارة ووعي خادم الحرمين الشريفين. جهد جبار ويشارك الدكتور محمد بن جلون من (المغرب) بقوله: رؤساء العالم العربي يعطون أهمية كبرى لميدان المكتبات والتوثيق بصفة عامة وخادم الحرمين الشريفين لم يخرج عن الاستثناء بل قام بمجهود جبار يتعلق بهذا الميدان خصوصًا وأنه مهتم بالميادين الثقافية والمعرفية بشكل كبير وواضح فيما يتعلق بالدول العربية والإسلامية ونحن إذ نشكره على العمل الذي قام به في المغرب منذ أن كان وليًّا للعهد بإنشائه مؤسسة الملك عبدالعزيز بالدار البيضاء والذي تعد مؤسسة مفخرة بالنسبة لميدان المكتبات والذي جعلت الكثيرين من الطلبة والمفكرين أن يلجأوا بالاستفادة من رصيدها الوثائقي والندوات لصالح العلم والمعرفة. وتكريم خادم الحرمين الشريفين هو اعتراف لطرف مجموعة من المثقفين والمهنيين بهذا الميدان، حيث إن ميدان المكتبات بحاجة إلى إعطائه أهمية وغاية من طرق المسؤولين وهذا شيء جعل المهتمين بالمكتبات يعترفون لخادم الحرمين الشريفين بمساعدته ودعمه لميدان المكتبات. مرسي دعائم الحوار من ناحيتها قالت رئيسة جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية سعاد عبدالله العتيقي: أود أن أعرب لكم عن اعتزازي شخصياً، واعتزاز المكتبيين في الكويت وفي كافة أرجاء الوطن العربي بمنح الاتحاد جائزة: «الشخصيات الداعمة للمكتبات والنشاط الثقافي العربي» لحضرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للعام الحالي 2009م. ان خادم الحرمين الشريفين ليس فقط رجل سياسة، بل حقق منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية الشقيقة، إنجازات فكرية وثقافية هامة، وأتاح المجال واسعاً أمام حوار الحضارات والثقافات. قد أكدت مقولته الشهيرة: «العلم والايمان لا يمكن ان يكونا خصمين الا في النفوس المريضة»، مدى يقينه بأهمية التواصل الثقافي لإرساء لغة الحوار، وبناء الحضارات. لذلك تأتي أحقية خادم الحرمين الشريفين في الحصول على هذه الجائزة التي تعكس شغف المكتبيين للارتقاء بالعمل المكتبي، من خلال جهود الأشخاص الذين يعون أهمية هذا الجانب في حياة الشعوب، ويأتي خادم الحرمين الشريفين في مقدمة هؤلاء الداعمين والمدركين لما تقوم به المكتبات من دور حيوي في تنمية المجتمعات على مر العصور. وتختم سعاد قائلة: لقد منحت الجائزة المناسبة للشخص المناسب، وما المكتبات التي تتطور في المملكة العربية السعودية، والندوات الفكرية والمؤتمرات المتعاقبة التي تشهدها المملكة، أو التي تشارك بها على أعلى المستويات في العالم، إلا دليل على قناعة النظام السياسي في المملكة وعلى رأسه خادم الحرمين الشريفين بأن العمق الثقافي لأي بلد هو الذي يحدد ملامح نهضتها وحضارة أمسها.