استغرب الدكتور خليل بن عبدالله الحدري وكيل المعهد العالى للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بجامعة أم القرى من سلوكيات بعض الحجاج عند رمى الجمرات وقال لماذا يتحول البعض وكأنه شخص أناني وجبار يدفع العجوز والمريض والمرأة وكأنه في أرض قتال لا مكان عبادة تتضمن الرحمة بالآخرين . واضاف : غمرتني السعادة حين قرأت شعار الحج لهذا العام : «الحج عبادة وسلوك حضاري» لأني أقرأ من خلاله عددا من المعاني منها الانسجام الواضح بين شعائرنا التعبدية ومطالبنا الحضارية ذلك أن عبوديتنا لله تعالى تستلزم منا التميز والإبداع في سلوكنا الفردي والاجتماعي لان الدين الذي ننتمي إليه دين عالمي جاء لتحقيق مصالح العباد الدينية والدنيوية ، وتساءل : أي قيمة لحضارة مادية تخدم الجسد وتمسخ العقل ، تبني الناطحات وتؤسس للدروشة والخرافات ، تخترع الطائرة والبريد الإلكتروني وتقنن في ذات الوقت الشذوذ والانحراف الأخلاقي أما حضارتنا الإسلامية – فيما يجب أن يكون فإنها حضارة عالمية قامت على أصول علمية معرفية كان منطلقها «اقرأ» وقيدها من الانحراف «باسم ربك» . وانطلقت هذه الرسالة العالمية تحمل للبشرية علوم الدين والدنيا في توازن معرفي وسلوك حضاري شهد به المنصفون في كل أمة ، حتى غزاها التفلت العقدي والانهزام النفسي فتحولت عن مكانها الحقيقي . واضاف لقد شرع لنا ربنا سبحانه الركن الخامس من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا ، لتحقيق عدد من المقاصد الدينية والدنيوية يتربع على رأسها توحيد الله تعالى ونبذ الشرك والخرافة في زمن أخذت فيه مساحات الخرافة والإباحية تتسع باتساع أهداف العولمة وبرامجها المختلفة ، ومن هذه المقاصد جمع الكلمة وتوحيد الصف فإن الاجتماع على الهدى من أعظم المطالب الدينية والدنيوية ، ومنها ايضا تحقيق مبدأ المساواة في أدق تجلياتها فالرب واحد والنبي واحد والبيت واحد والزمان واحد والمكان واحد واللباس واحد.