تزين المجالس بذكر العظماء الذي قدموا لدينهم وأوطانهم الكثير، ومن عظماء الزمن المعاصر الذين يكفي ذكر اسمهم ليعرف المتلقي عظمة هذا الشخص المذكور، فقد جمع الله به الناس بعد فرقة وخلاف، وقوّى به أهل الإسلام بعد ضعف، وأمّن به البلاد بعد خوف، ورفع به كلمة التوحيد بعد ضلال انتشر في بعض بلاد المسلمين، عاش حياته مجاهدًا صابرًا محتسبًا، لم ينعم رحمه الله بما ينعم به اليوم عامة الناس من ملاذ المآكل والمشارب والمنازل والملابس، بل كانت حياته في جهاد دائم من معركة إلى أخرى، ومن مدينة إلى مدينة، فله حق عظيم على أمة الإسلام اليوم، والمؤمن يشكر من أحسن إليه، وهذا ما أرشد إليه نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، والوفي يحاول أن يكافئ من أحسن إليه. لذا أجمع العلماء والمثقفين وغيرهم من المنصفين من داخل بلاده وخارجها على ذكر فضل ومكانة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وأنه من عظماء الرجال في التاريخ المعاصر، قال الإمام عبدالعزيز ابن باز –رحمه الله-: «الملك عبدالعزيز نفع الله به المسلمين، وجمع الله به الكلمة، ونصر به دينه، وأقام به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحصل به من العلم العظيم والنعم الكثيرة، وإقامة العدل، ونشر الدعوة إلى الله ما لا يحصيه إلا الله، ثم سار على ذلك أبناؤه». وفي بيان أن الله جمع به الناس بعد خلاف بين الناس يقول الإمام ابن عثيمين –رحمه الله-: «كان يصلي في الحرم أربعة أئمة؛ إمام للحنابلة، إمام للشافعية، إمام للمالكية، إمام للحنفية، لكن لما تولى الملك عبدالعزيز مكة ألغى هذا، وقال: لا يمكن أن يكون في صلاة واحدة أربعة أئمة، فثبّت واحدًا، وهذا هو عين الصواب ليجتمع المسلمون». وكلام المثقفين والعلماء والأدباء من المسلمين وغيرهم كثير في الثناء على هذا الإمام العادل، ولا يسع هذا المختصر نقله، ولكن لعله يتيسر في فرص أخرى. ومن قرأ سيرة الملك عبدالعزيز علم أنه من عظماء المسلمين المعاصرين، والمسلم يفخر بوسطية بالأئمة الذين لهم جهود في خدمة الدين، ومن هنا أرسل رسالة لجميع المختصين وغيره أن أبرزوا مآثر هذا الإمام والرمز، ليكون نبراسًا يستضيء به الشباب، فسير الناجحين سبيل للنجاح. أستاذ مشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية