الدارسون للغة الإنسانية يقسمونها إلى قسمين رئيسين هما: 1- لغة لفظية (سمعية): تخاطب الآذان من خلال الكلام المنطوق وما به من رموز صوتية تصاحب تفاعلات الإنسان مثل الضحك والبكاء والصراخ والكلام... الخ. 2- لغة غير لفظية (بصرية): يدركها الإنسان ببصره وعمادها الإشارة والإيماءات والحركات الصادرة عن جسد الإنسان، ولغة الجسد تدخل ضمن هذه اللغة. ولغة الجسد تحمل معانيَ ودلالات رمزية، وتساعد على التواصل مع الآخرين والتأثير عليهم بطريقة إيجابية أو سلبية.. ولها دور مهم في عملية الاتصال الإنساني وتساعد على معرفة الشخص الذي تتفاعل معه لكي تقرأ تفسيرات جسده، وتتفاعل معها بالطرق التي تتناسب مع خصائصه النفسية. ومن الأمثلة على لغة الجسد: * التعبير بالرأس: يستخدم الفرد رأسه للتعبير عن بعض المعاني، فتحريك الرأس أفقيًا من اليمين الى اليسار أو العكس يدل على القول (لا)، وفي بعض الثقافات الإيماءة بالرأس إلى الأسفل تعني (نعم)، أما الإيماءة للأعلى فتعني (لا). * التعبير بملامح الوجه: الوجه هو أهم منطقة لإصدار التعبيرات غير اللفظية، ويعكس الانفعالات الطبيعية لدى الإنسان.. وتعكس تعابير الوجه الحالة الانفعالية للإنسان سواءٌ كانت حالة فرح أو حزن، أو خوف، أو دهشة، أو احتقار، أو اهتمام، أو غير ذلك. ومن الملاحظ أن الأشخاص يرتاحون لأصحاب الوجوه المليحة ويشعرون بعدم الراحة أمام أصحاب الوجوه القبيحة أو العبوسة. * التعبير بالأنف: الأنف هو أبرز ما في الجبهة، وبه حاسة الشم، وهو يرمز للإباء، والشموخ، ويكمل الصورة الجمالية للوجه، ولمس الأنف أو حكه أثناء التحدث قد يعد إشارة للشك أو عدم الوثوق بالنفس.. كما يلاحظ أن قيام الشخص بالضغط على أو الإمساك بأنف الشخص الآخر أثناء الحديث معه يرمز إلى الإهانة وعدم الاحترام في الثقافة العربية وبعض الثقافات الأخرى، لكون الأنف يرمز إلى عزة الإنسان وكرامته. * التعبير بالشفتين: التعابير الصادرة عن الشفتين تكمل المعاني التي ترسمها ملامح الوجه، والشفتان تستخدمان عادة في الحديث والابتسامة والضحك، ولكل حالة دلالاتها. * التعبير بلغة العيون: التواصل بالعين هو جزء مهم في عملية التفاعل مع الطرف الآخر، وعملية الاتصال تبدأ من خلال التقاء العينين، ويلاحظ أن العرب يطيلون النظر في الآخرين أكثر من الإنجليز مثلًا، الذين يعتبرون أن الإطالة في النظر Steering تثير الاستغراب والاستهجان. * التعبير باليد والأصابع: اليد تستخدم في مناداة شخص آخر وتستخدم في المصافحة، وطريقة المصافحة تعبر عن الحميمية أو البرود في التفاعل. وتطورت لغة الأصابع لتستجيب مع الأبعاد الرمزية لمتطلبات الحياة الاجتماعية، فرفع السبابة مع الوسطى على شكل حرف V تدل على علامة النصر Victory، وتستخدم أثناء المؤازرة، أما الإبهام المرفوع فيدل على الموافقة والمساندة OK باللغة الإنجليزية. وللغة الجسد استخدامات كثيرة، فقد تستخدم في السياق العاطفي لقراءة تفاعلات الشريك، وقد يستخدمها المحقق في التحقيق، وقد يستخدمها رجل الجمارك في قراءة جسد المسافر، ويستنتج منها كونه في حالة طبيعية أو كونه متوترًا ويخفي أشياء تستحق المزيد من التحري. والأبحاث في هذا المجال تتجدد يومًا بعد يوم، والمكتبات الكبرى تترجم إلى اللغة العربية الكثير من الكتب المتميزة في هذا المجال. ومن يعجبه هذا الموضوع بإمكانه قراءة الكتابين: «المرجع الأكيد في لغة الجسد»، و»لغة الجسد في مكان العمل» لآلان وباربارا بيز.
