رصدتُ باهتمام شديد الفعاليات التي نظمتها جامعة الملك عبد العزيز بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي حُدِّد له الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، فوجدتُ أن جامعة المؤسس تأتي في مقدمة الجامعات السعودية وربما العربية في تنظيم فعاليات مهمة للغاية في هذه المناسبة العالمية الكبرى، إما منفردة أو بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات سعودية وعالمية. وأسردُ هذه الفعاليات للمهتمين ليعودوا إليها ويفيدوا من نتائجها وتوصياتها في مختلف الشؤون المتعلقة بلغة القرآن الكريم لأنها حصيلة فكر جملة من العلماء والمختصين البارزين. ولعل واسطة عقد هذه الفعاليات حلقة نقاش بعنوان: «جهود الأمير خالد الفيصل في خدمة اللغة العربية ونشر ثقافتها»، التي رعاها معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن اليوبي، بحضور ومشاركة معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس. وشارك فيها أيضاً معالي نائب رئيس مجلس الشورى سابقاً أ.د. عبد الله سالم المعطاني، ومعالي رئيس جامعة جدة أ.د. عدنان الحميدان، ومعالي رئيس جامعة الطائف الدكتور يوسف عسيري، ومدير أكاديمية الشعر العربي الدكتور منصور الحارثي، وأدارها معالي الدكتور سالم المالك المدير العام للإيسيسكو، وأقيمت هذه الندوة الكبرى بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، بمناسبة اختيار سمو الأمير خالد الفيصل الشخصية العلمية لمؤتمر الإيسيسكو الدولي للغة العربية، وانعقدت الندوة يوم الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1442 ه. وتحدث المشاركون بدقة بالغة عن جهود سموه في خدمة العربية من خلال عدة مبادرات لسموه، منها عنوان ملتقى مكة الثقافي: «كيف نكون قدوة بلغة القرآن». وكانت الإيسيسكو قد عقدت مؤتمرها هذا بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز في 21/12/2020 م تحت عنوان: «اللغة العربية: استشراف في عالم متحول» بمشاركة رئيسة موريشوس السابقة ووزراء ورؤساء مجامع اللغة العربية ومنهم رؤساء جامعات منطقة مكةالمكرمة. وفي كلمته للمؤتمر قال سمو الأمير خالد الفيصل: «شرفني الله ثم خادم الحرمين الشريفين بخدمة البيت الأمين، فوهبتُ حياتي لخدمة لغة القرآن والمسلمين في هذا الزمان وهذا المكان، كيف لا وهي قمة البيان وهوية الإنسان». وسوى هاتين الفعاليتين الكبيرتين العالميتين قدمت جامعة المؤسس فعاليات كثيرة في هذه المناسبة، منها حلقة نقاش بعنوان: «المجامع العربية والتحديث اللغوي»، يوم الجمعة 18/12/2020 م، نظمها مركز التميز البحثي في اللغة العربية في الجامعة، كما نظم المركز ندوة أخرى بعنوان: «المجامع اللغوية وتوحيد الجهود في خدمة اللغة العربية» بالتعاون مع النادي الأدبي بجدة يوم السبت 19/12/2020 م، وقدم المركز كذلك ندوة بعنوان: «المجامع اللغوية العربية: سؤال التحدي والمواكبة» بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض يوم الأحد 20/12/2020م، وقدم المركز كذلك بالتعاون مع وقف لغة القرآن حلقة نقاش بعنوان: «اللغة العربية والطفل: مهارات ومبادرات» يوم الأربعاء 23/12/2020 م. ونظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة ندوة بعنوان: «مجامع اللغة العربية: الطموح والتحديات» يوم الثلاثاء 22/12/2020 م، وقد شهدت هذه الفعاليات جميعاً حضوراً كثيفاً من داخل المملكة وخارجها، كون معظمها قُدِّم عن بُعد، وصل إلى الآلاف. ولعلها فرصة سانحة لنؤكد على ضرورة نشر وقائع هذه الندوات والحلقات المهمة للغاية إلكترونياً أو ورقياً كونها طرحت أفكاراً جديدة ومتطورة تهدف جميعاً لخدمة لغة القرآن والنهوض بها. وهو منجز كبير جديد وقيمة مضافة لجامعة الملك عبد العزيز.
