قد يكون أول سؤال تبادر إلى أذهانكم هو ما الذي يختفي؟، إنه الوقت.. يعتبر الوقت أهم ما في حياة الإنسان، ولعظم الوقت وأهميته فقد أقسم الله تعالى به في كتابه الكريم في مواضع عدة فقال عز وجل (والعصر) وفي الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ) ونظراً لأهمية الوقت في عمر الإنسان فقد اعتبره البعض موسم الزرع في الدنيا، ليكون موسم الحصاد في الآخرة، ولذلك على المسلم ألا يضيع وقته بما لا فائدة ترجى منه، للأسف الشديد يرى كثير من الناس أن استغلال الوقت يعني العمل المتواصل ولا وقت للراحة أو الترفيه والتسلية، والبعض منهم يرى أن استغلال الوقت وتنظيمه شيء لا قيمة له؛ وذلك لأنهم لا يقيمون للوقت أهمية تذكر، وهذه المفاهيم المنتشرة في عالمنا العربي جعلت مجتمعاتنا أقل إنتاجية وأقل عطاء، فالفراغ داعٍ للفساد ومفتاح للشرور والنفس البشرية إن لم يشغلها الإنسان بالطاعة والعمل المفيد شغلته بالمعصية. إن الخطوة الأولى في إدارة الوقت وتنظيمه هي التخطيط اليومي للوقت، ويعتبر فقدان التخطيط اليومي أو التخطيط غير الملائم من الإدارة السيئة للوقت أما التخطيط الفعال فهو الذي يجنب الإنسان هدر الوقت وتضييعه دون فائدة. من الخصائص التي تميز الوقت هي سرعة انقضائه، فالوقت يمر على الإنسان بسرعة كبيرة لا يعلم خلالها كيف مر وانقضى، وكل ذلك من عمر الإنسان الذي بمروره ينقضي شيئًا فشيئًا.. قال تعالى: (ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار). قال يحيى بن هبيرة أستاذ الإمام ابن الجوزي (رحمهما الله): الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أهون ما عليك يضيع.
